«كاي سا لوك» فن توارثته الأمم والأجيال

ت + ت - الحجم الطبيعي

النحت على الخضار والفواكه وتعرف بالتايلاندية بإسم كاي-سا-لوك (Kae-Sa-Luk)، هو فن قديم لايزال يمارس في الحفلات الكبيرة في آسيا وأمريكا وانتقل حديثا إلى دول الخليج. على الرغم من أن فناني كاي سا لوك ينحتون في العادة أشكالا محتدمة وعميقة كالزهور وغيرها من النباتات وقليلا من الحيوانات إلا أن بعض الفنانين استعملوا هذا الفن لتشكيل قطع فنية معاصرة.

أغلب هذه الأعمال لا تبقى أكثر من يوم أو يومين، ولمنع تغير لونها بفعل الهواء، يتم رشها بمزيج من الماء وعصير الليمون.

كان ولا يزال تحديد تاريخ وأصل هذا الفن محلا للجدل، إذ يعتقد بعض الباحثين أنه يرجع لمملكة سوكوتاي (1238-1438)، بينما يظن آخرون أنه ينتمي للسلالات الصينية كسلالة تانغ (618-906) وسونغ (960-1279)، أو إلى اليابان حيث يسمى هذا الفن موكيمونو، وتعني حرفيا "شيء مقشر".

ووفقاً لكتاب الزينة اليابانية، للمؤلف "يوكيكو وبوب هايدوك"، فإن فن موكيمونو العريق يرجع لحقبة قديمة حيث كانت أواني الأكل لم تزين بعد، وكانت تغطى بملاءة تفصل الأكل عن الأنية، و أصبح الموكيمونو منتشرا شعبيا في القرن السادس عشر تحت حكم فترة إيدو.  حتى أصبح اليوم يشكل جزءً لا يتجزء من المطبخ الياباني.

أما النظرية الأكثر شعبية هي رجوع هذا الفن إلى القرن الرابع عشر وارتباطه بالاحتفال الديني التايلاندي لوي كراتونغ، حيث يصنع المحتفلون عوامات صغيرة مزخرفة بأوراق الموز والأزهار المتنوعة.

في عام 1364، أرادت نونغ نوبامارت، إحدى خدم ملك سوكوتاي فرا ريونغ، إبداع شيء يميزها عن غيرها، فنحتت وردة وعصفوراً على إحدى الخضار. انبهر الملك فرا ريونغ كثيرا وأمر بأن تتعلم جميع النسوة العاملات في قصره هذا الفن الجديد.

الحماس بهذا الفن تطور باستمرار مع مرور القرون، ففي عام 1808، كتب الملك راما الثاني قصيدة لهذا الفن. وفي وقتنا الحاضر يدرس هذا الفن في المعاهد التايلاندية.

أما في دول الخليج، فقد انتقل إليها هذا الفن في السنوات القليلة الماضية، إذ تزين قاعات الحفلات والمطاعم الكبيرة سفرتها بفاكهة البطيخ المنحوتة بأشكال فريدة، كما تنطلق عدة مسابقات للنحت على الفواكه خلال مهرجانات المأكولات لاسيما مهرجان دبي للمأكولات  وبطولة دبي العالمية للضيافة.


 

Email