الإشعاع الذري واستخداماته السلمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يستهل المؤلفان، الدكتور عبد الحميد حلمي الجزار ومحمد عبد المنعم صقر، ابحاث الكتاب وموضوعاته، بنبذة تاريخية مبسطة عن نشأة علم الاشعاع الذري، كما يعرفان بالعلماء الذين يرجع اليهم الفضل في الاكتشافات التي مهدت الطريق لاستخدامه في الاغراض السلمية.

ويبين المؤلفان انه من اهم ما اكتشفه هؤلاء العلماء:الاشعة السينية، النشاط الاشعاعي وتعريفاته، اكتشاف الراديوم والبلونيوم، تعريف الذرة ومكوناتها، تأثير الاشعاع الصادر من الراديوم على الجلد ثم على اعضاء الجسم البشري بالكامل، وضع وحدات لقياس النشاط الاشعاعي، اختراع المعجلات النووية، استخدام النظائر المشعة في الفحوص الطبية، استخدامها في عدة مجالات سلمية اخرى مهمة، كالأبحاث العلمية وتوليد الطاقة الكهربائية .

ثم يتناول الكتاب بعض المفاهيم الأساسية التي يجب معرفتها لفهم ذلك الفرع من المعرفة، فيستعرض الاشعاع ويبين انه طاقة في حالة انتقال، ويكون على هيئة موجات او جسيمات، وتعتمد طاقته على مصدره. ويشرح المؤلفان طبيعة النظائر والنظائر المشعة، حيث يعرفان النظائر بأنها ذرات عنصر لها العدد الذري نفسه، لكن تختلف في عدد الكتلة. كما يتحدثان عن الموجات الكهرومغناطيسية وأنواع الإشعاع النووي. ولا يغفل الكتاب البحث في موضوعة مصادر الإشعاع المؤين. و

كذلك يفرد مساحة خاصة لتناول موضوعة استخدام النظائر المشعة في الطب الحديث، لاسيما في التشخيص المبكر لكثير من الامراض ومتابعتها وعلاج عدد منها. كما يبين المؤلفان أن استخدام مصادر الإشعاع دخل معظم مجالات الحياة، وانتشرت التطبيقات العملية للإشعاع في الصناعة والزراعة والطب والبحث العلمي، حتى إنها دخلت في مجالات التجارة والتفتيش الحدودي والمطارات.

ولعلّ أولى تطبيقات الإشعاع كانت بعد اكتشاف العالم رونتغن للأشعة السينية في عام 1895م. وكذلك لا يزال استعمال تكنولوجيا الإشعاع في تطور مستمر، حيث دخل في التقنيات المعقدة للتفاعلات الكيماوية لبعض المواد. واعتمدت عمليات التشعيع لحفظ الأغذية ولتعقيم المستحضرات الطبية وغيرها من المواد. وفي مجال البحث العلمي كان التشعيع إحدى طرائق إحداث الطفرات لدى النبات والحيوان والحشرات.

وقد تكون هذه الطفرات لتحسين النوع أو لإنتاج أنواعٍ جديدة أو للقضاء على الصنف، مثل إنتاج ذكور عقيمة لبعض الحشرات، بالإضافة إلى الاختبارات غير الائتلافية (اللاتخريبية) وهي من التطبيقات المهمة للإشعاع.

وينتج عن كل من هذه التطبيقات، نفايات مشعة يجب معالجتها، أو قد يحدث تلوث إشعاعي يجب إزالته. ولا يمكن تنفيذ هذه التطبيقات إلا بوجود أيدٍ تعمل!! وهي إن لم تتبع أساليب الوقاية الملائمة فإنها ولا شك سوف تلحق الأذى بنفسها أو بالآخرين أو بالبيئة أو أن تلحق الأذى بالأجيال القادمة.

ويشير مؤلفا الكتاب الى أن الدول الأوروبية شكلت هيئة متخصصة، بعطاء الوصايا الخاصة بالوقاية من الأشعة المؤينة وتسمى (EURATOM) . وعلى أساس وصايا تلك الهيئة تتكفل كل دولة أوروبية بوضع تلك الوصايا في قوانينها وفي تعليماتها في هذا الشأن، داخل حدودها. وتنبع وصايا الهيئة الأوروبية للوقاية من الأشعة المؤينة، من وصايا الهيئة الدولية للوقاية من الأشعة المؤينة (ICRP).

وتبني تلك الهيئة العالمية معلوماتها ووصاياها على نتائج دراسة تأثيرات الاشعاعات النووية على اليابانيين الذي أصيبوا بإشعاعات قنبلتي هيروشيما وناغازاكي، أثناء الحرب العالمية الثانية، وكذلك على بحوث الخبراء في مجال دراسة تأثيرات الأشعة المختلفة على الكائنات الحية .

وأما بالنسبة إلى عملية نقل مواد مشعة خارج المؤسسات التي تستخدمها، فتوجد تعليمات خاصة بنقل المواد المشعة في الطريق ADR وتعليمات لنقل المواد المشعة بالسكك الحديدية RID وتعليمات دولية للنقل بالطيران International Air Transport Association IATA وبالبحر. كما تحفظ المواد المشعة الصلبة في خازنة من الرصاص. كما يشير الكتاب الى انه هناك ثلاثة عوامل لضبط كمية الإشعاع أو الجرعة الإشعاعية التي يتعرض لها شخص من مصدر مشع، ويمكن ضبط كمية التعرض بتطبيق عدة عوامل، منها: خفض زمن التعرض ( ذلك يقلل الجرعة المأخودة ).

 

 

 

الكتاب: الإشعاع الذري واستخداماته السلمية

تأليف: د. عبد الحميد حلمي الجزار ومحمد عبد المنعم صقر

الناشر: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سلسلة عالم المعرفة الكويت 2011

الصفحات: 192 صفحة

القطع: المتوسط

 

Email