كيف تكون نجما سينمائيا:إليزابيث تايلور في هوليود

كيف تكون نجما سينمائيا: إليزابيث تايلور في هوليود

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

إليزابيث تايلور هي أحد أواخر نجوم السينما، وربما أنها النجمة السينمائية الأخيرة، من العصر الذهبي لاستوديوهات السينما في هوليوود. لقد استمرت في التمثيل طيلة أربعة عقود من الزمن برفقة أكبر نجوم السينما في التاريخ ولعبت جميع الأدوار. وهذه الممثلة هي موضوع كتاب الناقد السينمائي وليام ج. مان تحت عنوان: «كيف تكون نجما سينمائيا: إليزابيث تايلور في هوليوود».

الصورة التي يرسمها لها المؤلف أنها نجمة سينمائية كبيرة، من آخر الكبار فنيا، وأنها تزوجت ثماني مرات وحطّمت العديد من الأسر. وقد حازت على جائزة «الاوسكار» الشهيرة. لكن ما يوليه المؤلف اهتماما كبيرا هو شخصيتها كامرأة تحب الحياة: «إنها امرأة تحتل حياتها الخاصة مكانة أكبر في مخيلة جمهورها أكثر من المكانة التي تعود لأعمالها».ويذكر المؤلف أن «قصص» إليزابيث ليز ـ تايلور احتلت الصفحات الأولى من الجرائد والمجلات الأميركية والعالمية في سنوات الستينات المنصرمة وكانت أغلبها قصص زواج وطلاق ومغامرات. الأمر الذي لا يمنع المؤلف نفسه من القول إنه «رغم الثرثرات» فإن «هذه المرأة ذات الشخصية القوية حافظت على طبيعتها الإنسانية المتأصلة».

والإشارة أيضا إلى أنها كانت تثير عن قصد «الكثير من القضايا» من أجل المحافظة على اهتمام وسائل الإعلام بها، وبالتالي المحافظة على شهرتها، ولم تكن تنقصها «الجرأة» كي تفعل ذلك. بل يرى المؤلف أن العديد من الزيجات التي قامت بها مثل تلك مع ايدي فيشر الذي «خطفته من زوجته»، وريشارد بورتون، كانت غير بعيدة عن البحث عن «الدعاية» المبرمجة.

لكن بالمقابل يجد المؤلف «البعد المدهش» في شخصية ليز تايلور بحياتها الخاصة، الحقيقية، حيث كانت تتمتع ب«قدر كبير من الصدق في عواطفها والإخلاص في علاقاتها». بل يؤكد عبر توصيف العديد من الوقائع أنها كانت «مدافعة صلبة عن حقوق المضطهدين».

ولم تكن تتردد في إعلان «غضبها» ضد النظام الفاسد الذي كان قائما في «استوديوهات هوليوود» التي لم يكن للبعد الإنساني أي مكان فيها.

وكان كل المكان مكرّسا لكيفية كسب كميات أكبر من المال، ولكن لم يتوصل ذلك النظام الصارم إلى «ترويضها» حيث بقيت تعبر عن انفعالاتها وقابليتها ل«الغضب السريع».

ويشير المؤلف إلى أن إليزابيث تايلور حظيت بعدد كبير من الكتب التي جعلت من سيرة حياتها موضوعا لها بحيث أن عدد هذه الكتب فاق كل ما كُتب عن نجوم هوليوود الآخرين. لكنه يؤكد بالمقابل أن أيا من هذه الكتب لم يشرح كيف أنها صنعت وخلقت ما يسميه «ثقافة الشهرة» السائدة في عالم اليوم. لقد اخترعت كما يقول «المؤسسة الحديثة لصناعة الشهرة».

وهذه «المدرسة» تعلّم الكثير من النجوم وعلى رأسهم «مادونا» التي انتهجت عمليا نفس السبيل الذي رسمت إليزابيث تايلور معالمه الأولى.

ومن خلال سيرة حياة إليزابيث تايلور يقدّم المؤلف في واقع الأمر توصيفا للكيفية التي كانت تعمل فيها هوليوود وعالم السينما فيها. ويؤكد القول أنه عالم شكّلت الدعاية أحد أركانه الأساسية وشغل فيه مسؤولو هذه الدعاية دورا مركزيا في شهرة النجوم.

وكان مقياس نجاحهم الأساسي هو مدى توصّلهم إلى إقناع المشاهدين، الجمهور، أن ما يرونه أمامهم هو «تعبير عفوي عن الواقع» بينما لم يكن في الحقيقة سوى عمليات تركيب وتوليف. وليز تايلور برعت في أن تلعب مثل هذا الدور بالنسبة لشهرتها.

لكن المؤلف يؤكد ضرورة عدم الذهاب بعيدا في لجوء تايلور إلى «الفبركة».

ذلك أنها كانت في عمقها «امرأة مستقلّة»، وأنها كانت تؤمن بما تقوم فيه. وهذا ما يراه واضحا في زواجها الأول من «نايكي هيلتون» عندما كان عمرها 18 سنة. لقد كانت «مراهقة رومانسية» وأظهرت حماسا كبيرا لذلك الزواج الذي يقرّبها من أحد أفراد أسرة هيلتون، مالكة الفنادق الشهيرة.

ولم تر أنهم دفعوها نحو هذا الزواج كي يخرج بنفس الوقت مع عرض فيلم «الأب العام للزوجة». وكان ذلك الزواج دعاية كبيرة ذلك أن اليزابيت كانت المتزوجة في الفيلم والمتزوجة في الواقع وحيث كانت النتائج غير تلك التي دارت في الفيلم.

لقد كانت «صادقة» و«مخلصة»، كما يلح المؤلف في القول ليؤكد بالوقت نفسه أنها «أتقنت كيف تتم اللعبة منذ البداية». لكنها حافظت دائما على «استقامتها» مع الجمهور ولم تكذب عليه أبدا كما فعلت غيرها من الممثلات. بل لا يتردد المؤلف في القول إنها «أحد أكثر النجوم أصالة من الذين «خرّجتهم» استوديوهات هوليوود.

وهذا بالتحديد ما يسميه المؤلف ب«ثقافة الشهرة». ويعتبر أن اليزابيت تايلور أقامت أكثر من أية ممثلة أخرى نوعا من «الجسر» بين هوليوود القديمة وهوليوود الجديدة.

هوليوود القديمة التي يمثّلها النقّاد المحافظون وأرباب «الاستوديوهات» الذين أرادوا استخدام «الفضائح» من أجل تدمير اليزابيت تايلور لكن هذه وجدت حولها «نوعا» جديدا من رجال الدعاية الذين عرفوا كيف يغيّرون «مفهوم الخبر» وخرجت «نجمتهم» من كل تلك القصص أكثر شهرة.

إن الملامح الأساسية التي يرسمها المؤلف لصورة إليزابيث تايلور هو أنها جمعت بين الذكاء والجمال والنفوذ. وإذا كانت قد «تخلّصت» من عدد من الأزواج فقد عرفت دائما كيف تحتفظ باللآلئ. وقد عاشت حياتها «كملحمة بالقدر الذي سمحت فيه الظروف وفي إطار عالم النجومية الذي احتلّت فيه مكانة متفرّدة».

الكتاب: كيف تكون نجما سينمائيا: إليزابيث تايلور في هوليوود

تأليف: وليام ج. مان

الناشر: هوغتون ميفلن هاركور نيويورك 2009

الصفحات: 496 صفحة

القطع: المتوسط

How to be a movie star : Elizabeth Taylor in Hollywood

William J. Mann

Houghton Mifflin Harcourt ـ New York 2009

496p.

Email