مدارات عربية

اللوز البلدي «فياغرا» اليمنيين

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يجلس عبد الله الخولاني القادم من جبل اللوز في منطقة خولان (20 كيلو مترا غرب صنعاء) أمام كيس صغير مليئ باللوز البلدي، يراه الناظر فيعتقد أنه لا يكاد يساوي ما يسد رمق هذا الواقف أمام تلك الحفنات القليلة من اللوز المعروضة على المارة، لكن ما ان يقترب من بضاعته مستوضحا سرعان ما يتيقن أن تلك السلعة على قلتها يركن إليها هذا الواقف طيلة نهاره، بل يصل أمر صاحبها إلى حد المفاخرة بها قائلا:

أسعار اللوز اليمني مرتفعة جدا وسعر الكيلوغرام يعادل خمسة إلى ستة أضعاف اللوز المستورد. أما لماذا هذا الارتفاع لسعر اللوز اليمني الذي يبلغ 10 آلاف ريال للكيلوغرام (الدولار يساوي 200 ريال) مقارنة بغيره من اللوز المستورد الذي لا يتجاوز سعر الكيلو منه ألف وثمانمئة ريال؟ يجيب عبدالله قائلا : اللوز اليمني له مذاق لوزي خاص لا يوجد في غيره من اللوز المستورد وهو يوصف عادة لتقوية الباءة ومعالجة العنة أو الضعف الجنسي وهذا مجمع عليه من قبل متعاطيه.

ويستطرد الخولاني قائلا: اليمنيون منذ العصور القديمة وصفوا اللوز لنمو الأطفال ولعلاج الكثير من حالات الضعف عند المسنين والمصابين بالهزال والضعف البدني أو الضعف الجنسي وكانوا يدخرونه في بيوتهم لأشهر أو سنوات لاستعماله عند أي طارئ أو ملمة مرضية أو لتقديمه للعرسان من أبنائهم أو أحفادهم، ليستعينوا به في شهر العسل. ويضيف الخولاني قائلا : حتى الذين يشترونه ، لا يخجلون من الإفصاح عن سبب ولعهم به ، فجميعهم يتفقون على ما يعتريهم من نشاط وقوة وما يطرأ على قدرتهم الجنسية من تبدل ملحوظ كلما تعاطوا حفنة من حبات اللوز .

وعما إذا كان ذلك هو السبب الوحيد لارتفاع ثمن اللوز اليمني؟ يقول الخولاني: علاج الضغف الجنسي السبب الرئيسي لارتفاع ثمنه، فالكثير من الناس يختارونه لأنه لا يترك أي مضاعفات مثل حبوب الفياغرا وغيرها من الأدوية الكيميائية، بل على العكس له فوائد كبيرة لا تعد ولا تحصى، ثم هناك المذاق الذي يتميز به، فأي شخص يمكنه أن يميز مذاقه عن غيره من أول وهلة، مقارنة بالمستورد منه الذي تكاد تنعدم فيه رائحة اللوز المعروفة، أما اللوز اليمني فبمجرد قضمه تفوح رائحته وطعمه المميز والمحبب، الأمر الثالث ان إنتاجه قليل ويكاد ينحصر في جبل اللوز في منطقة خولان إضافة إلى عدد قليل من الشجر في سناح في صنعاء .

ومع أن اللوز اليمني يبدو هزيلا وصغيرا مقارنة بالمستورد منه الذي تضاهي الحبة منه ثلاث أو اثنتين من اللوز اليمني، إلا أن ذلك هو سر تفوقه كما يقول بائع آخر موضحا: هذا يعني أنه خال من أي أسمدة أو إضافات كيميائية مما يبقيه محتفظا بنكهته الطبيعية وبقيمته الغذائية العالية ولولا ذلك لما أقبل الناس عليه رغم ارتفاع سعره.

القول ان للوز اليمني مفعول قوي وساحر قول لا يقتصر على بائعيه ومروجيه بل يتفق معهم زبائنه خاصة منهم من جربوه وألفوه واعتادوا عليه، وسر الجودة كما يقول الكثير منهم مفعوله المؤثر على القدرة الجنسية والبدنية ويقول الحاج محمد 54 سنة : الحقيقة مفعول اللوز مجرب في كثير من الحالات شريطة أن يكون لوزا بلديا ومن خلال تجربتي وغيري ممن أعرفهم تعاطي حفنة من اللوز يوميا ولمدة ثلاثة أيام أو أسبوع يحدث تغيرات عجيبة لدى من يعانون من تراجع قدراتهم الجنسية أومن الضعف الجنسي ويزداد مفعوله بطحنه وتناوله مع العسل البلدي ما يعطي مفعولا يفوق مفعول الفياغرا.

ويشاطر الحاج محمد رفيقه الشيخ حسين 60 سنة قائلا: منذ صغرنا ونحن نتناول اللوز البلدي من اجل مدنا بالطاقة والحيوية والنشاط، ويضيف حسين:

ثمة عادة مازالت سارية حتى يومنا هذا وهي شراء كميات وفيرة من اللوز وتقديمها للعريس ليتناولها خلال شهر العسل وكل الذين مروا بهذه التجربة منا أو من أبنائنا وأحفادنا متفقون على أن اللوز البلدي له دائما تأثير قوي وفعال على الطاقة والنشاط . ومع أن اللوز اليمني يحظى بمكانة مهمة لدى اليمنيين إلا أن زراعته تراجعت كثيرا بسبب موجة الجفاف التي اجتاحت البلاد في العقدين الأخيرين، وفي قرية حدة الواقعة غرب مدينة صنعاء التي اشتهرت بإنتاجه لم يعد لتلك الأشجار الباسقة التي كانت موجودة حتى منتصف الثمانينات وجود كما تراجعت إنتاجيته في مناطق أخرى.

وتشير الإحصائيات المتوافرة إلى أن الإنتاج السنوي من اللوز البلدي بلغ العام الماضي 2007 حوالي 9 اطنان طبقا لإحصائيات وزارة الزراعة، يستهلك كله محليا أو يرسل إلى الخارج كهدايا خاصة إلى البلدان الخليجية المجاورة وكثير منهم لا يترددون في الثناء على اللوز اليمني وعلى مفعوله القوي مقارنة بغيره.

المتفق عليه أن اللوز بكل أنواعه وعلى اختلاف مصادره له من الفوائد مالا يعد ولا يحصى وهو ما تؤكده كل يوم وتستنتجه التجارب والبحوث العلمية والمعملية، لكن أن يحصل هذا الاتفاق على تفرد اللوز اليمني عند بائعيه ومستهلكيه فإنه أمر يحتاج إلى اختبار معملي يكشف عن سره الذي لا يخفيه أحد من متعاطيه أو متذوقيه ولو لمرة واحدة.

إضاءة

مع أن اللوز اليمني يحظى بمكانة مهمة لدى اليمنيين إلا أن زراعته تراجعت كثيراً بسبب موجة الجفاف التي اجتاحت البلاد في العقدين الأخيرين، وفي قرية حدة الواقعة غرب مدينة صنعاء التي اشتهرت بإنتاجه لم يعد لتلك الأشجار الباسقة التي كانت موجودة حتى منتصف الثمانينات وجود، كما تراجعت إنتاجيته في مناطق أخرى.

وتشير الإحصائيات المتوافرة إلى أن الإنتاج السنوي من اللوز البلدي بلغ العام الماضي 2007 حوالي 9 اطنان طبقا لإحصائيات وزارة الزراعة، يستهلك كله محليا أويرسل إلى الخارج كهدايا خاصة إلى البلدان الخليجية المجاورة، وكثير منهم لا يترددون في الثناء على اللوز اليمني وعلى مفعوله القوي مقارنة بغيره.

Email