النفايات الطبية مشكلة خطيرة تتطلب العلاج ـ 1-2

النفايات الطبية مشكلة خطيرة تتطلب العلاج ـ 1-2

ت + ت - الحجم الطبيعي

مما لا شك فيه أن مشكلة تلوث البيئة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بوسائل التنمية. فالتلوث البيئي يعتبر من أكبر مضاعفاتها على الرغم من الاستفادة القصوى التي تتحقق للجميع من التطور التكنولوجي، والمقصود بالتلوث البيئي بصفة عامة هو ذلك التغير الذي يمكن أن يحدث في الصفات الطبيعية والكيميائية والحيوية للبيئة التي يعيش فيها الإنسان مما يسبب تأثيرات بالغة الضرر على صحة الإنسان.

من وسائل التنمية الحديثة بالطبع التقدم الطبي في جميع المجالات من أجل المحافظة على صحة الإنسان ومحاربة الأمراض المختلفة والإسعافات الأولية وغيرها من وسائل الطب الحديث وتطور الجراحة والأشعة وغيرها من المجالات الطبية، ولا أحد ينكر كل ما سبق.

ولكن هناك جانباً سلبياً للتقدم في الطب وإجراءاته وهو تلوث البيئة بمختلف الملوثات الطبية التي قد تؤدي إلى إصابة الإنسان بأضرار خطيرة ومميتة في أغلب الأحيان.

وداخل المؤسسات والمرافق الصحية وخلال العناية بالمرضى النازلين بأقسام الإيواء والمرضى المترددين على العيادات الخارجية ينتج عن كل ذلك يومياً كميات كبيرة جداً من المخلفات، تحتوي على: المخلفات الطبية كالإبر والحقن والقطن والشاش وبقايا العينات الملوثة بسوائل ودماء المرضى ومخلفات صيدلانية وكيماوية وأحيانا مخلفات مشعة ومخلفات العمليات من أعضاء بشرية وغيرها بنسبة 20%، أما الباقي 80%، فهو عبارة عن نفايات وقمامة عامة من بقايا أكل وأطعمة وعلب وورق وغيره ناتجة من المرضى والطاقم الطبي والعاملين بالمرفق الصحي.

بما أن تلك المخلفات مصدرها المريض فهي قد تحتوي على مسببات المرض من بكتيريا وفيروسات وفطريات وغيرها، الأمر الذي دعا العديد من الدول والمنظمات العالمية خلال العقدين الآخرين إلى الاهتمام بهذه المشكلة بعدما أثبتت بعض الدراسات والبحوث مسؤولية هذا النوع من المخلفات في أحداث أمراض وأوبئة فتاكة وسريعة الانتشار.

والمعروف عن هذا النوع من المخلفات أنه أكثر خطورة من أي نوع آخر من المخلفات لما قد تسببه من أضرار للأفراد والبيئة بصفة عامة.

ومن المنظمات التي قامت بمجهود عظيم في هذا المجال، منظمة الصحة العالمية. حيث قامت بتخصيص موقع خاص بالشبكة العالمية الانترنت حول المخلفات الطبية من حيت أنواعها، جمعها، نقلها، وطرق التخلص منها دون تدمير وتلويث البيئة المحيطة للمرفق الصحي وعنوانه هو Healthcare waste management.

وموقع آخر متخصص لمأمونية وسلامة الحقن بالإبر Safe Injection Global Network عند التعامل مع المرضى أو في حملات التطعيم مع الإشارة إلى الطرق السليمة للتخلص منها، أيضاً توجد منظمات عالمية مستقلة عدة أخرى وفي مختلف دول العالم تدعو الدول والمسؤولون الصحيين بها إلى اتخاذ إجراءات صارمة عند التعامل مع المخلفات الطبية منها على سبيل المثال منظمة Health care without harm والتي تدعو إلى العناية الطبية من دون أضرار صحية للبيئة والأفراد.

ما هي المخلفات الطبية؟

كل المواد المستخدمة للتشخيص أو للعناية بالمرضى داخل المرفق الصحي أو خارجه، وفي حالة تلوثها بدم وسوائل جسم المريض بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وفي حالة كان المريض مصاب بمرض معد أو عدم مصاب ويراد التخلص منها وترمي كالنفايات تعتبر من ضمن المخلفات الطبية الخطرة ويجب التخلص منها بالطرق السليمة عن طريق المحارق والأفران والتعقيم وغيره ويستثنى من ذلك الأطعمة والأوراق التي يستهلكها المرضى خلال فترات العناية بهم.

*أنواع النفايات الطبية حسب خطورتها:

1- نفايات عادية: وهي نوع من النفايات لا يشكل أي خطورة على صحة الإنسان، فهي عبارة عن النفايات المستهلكة في المستشفيات مثل الأوراق والزجاجات الفارغة المحتوية مواد غير خطرة، وبعض المواد البلاستيكية والعلب الفارغة وبعض بقايا الأدوية العادية غير الخطرة وبقايا المطهرات مثلا، وكلها نفايات عادية وغير سامة أو ضارة وهذه لا خوف منها على البيئة.

2- نفايات خطرة وسامة: وهي تنقسم إلى:

نفايات باثولوجية:

وهي غاية في الخطورة حيث تتضمن بقايا غرف العمليات الجراحية من جراحات وتشمل أعضاء بشرية مستأصلة تحوي المرض طبعاً وسوائل الجسم من أثر العمليات أيضا والدم الناتج عن العمليات أيضا والذي قد يحتوي على الكثير من الأمراض، ويشمل ذلك أيضا بقايا المختبرات من سوائل التحليلات وبقايا العينات التي تستخدم في التحاليل.

بالإضافة إلى نواتج التفاعلات الكيميائية التي تلقى بعد معرفة نتائج التحاليل وكلها مخلفات غاية في الخطورة، ولا يجب أن تعامل مثل هذه النفايات معاملة النفايات العادية بل يجب أن توضع في علب خاصة محكمة الغلق وتعامل معاملة خاصة للتخلص منها ولا يكون ذلك بإلقائها مع النفايات العادية حيث يشكل ذلك وسطاً جيداً لنمو الجراثيم أو يكون بمقام مزرعة خاصة لتكاثرها ومن ثم نشر الأمراض المختلفة إلى العالم الخارجي البريء من مكان يسعى إلى القضاء على هذه الأمراض بالذات. .

ومن مخاطر المواد المعملية والدوائية أيضا إذا ألقيت مع المخلفات العادية هو تغير تركيبها بتغير الوسط الذي كانت فيه مما يؤدي إلى تغير تركيبها وتحولها من مواد عادية إلى مواد سامة وخطرة جدا على صحة الإنسان والبيئة. ولذا يجب توخي الحرص في معالجتها بطرق تحد من انتشارها للبيئة الخارجية.

نفايات ملوثة:

وهي تلك النفايات الناتجة من مستلزمات الجراحة مثل الضمادات الملوثة التي استهلكت ويجب التخلص منها، والملابس التابعة للمرضى والتي يتم ارتداؤها في غرف العمليات مثلا وقفازات الأطباء التي يستخدمونها في الجراحة ثم تلقى بعد ذلك والقطن الملوث والإبر البلاستيكية والحقن الشرجية وغيرها من النفايات الملوثة في حد ذاتها والتي قد تشكل مصدراً للعدوى في حالة تعرض الإنسان العادي السليم إليها بشكل أو بآخر، وبهذا فهي مصدر خطورة شديدة إذا لم يتم التعامل معها بحرص شديد.

نفايات مشعة:

وهي تشمل بقايا غرف الأشعة، والمختبرات المتخصصة، والمحاليل المشعة المستخدمة في التحاليل الطبية في الأشعة السينية خاصة اليود المشع وخلافه، وهذه البقايا قد تكون مواد مشعة ذات نصف عمر قصير وقد تكون ذات نصف عمر طويل وهي تكون ذات خطورة بالغة على صحة الإنسان وعلى البيئة المحيطة به.

كيف ينتقل المرض إلى الإنسان السليم؟

هناك مصدران أساسيان للعدوى أولهما الإنسان عندما يكون مريضاً أو حاملاً للمرض وذلك سبب رئيسي لانتقال المرض منه في حالة إعداده الطعام أو الشراب لشخص سليم خاصة عند تلوث يديه بعد قضاء الحاجة وعدم غسل الأيدي جيدا مما يكون سببا رئيسيا في انتقال المرض.

والمصدر الثاني للعدوى هو الحيوان. فقد يكون الماء ملوثاً بمياه الصرف الصحي أيضاً التي قد تحوي الكثير من الأمراض والبكتريا والفيروسات من بول وبراز المرضى مثلا، وهنا يكون للصرف الصحي الملوث دور كبير في انتقال المرض .

حيث يشكل خطراً على الكائنات الحية من أسماك وغيرها من الكائنات التي قد تشرب هذا الماء الملوث وتنتقل إليها العدوى مما ينقل المرض إلى الإنسان بشكل غير مباشر عند تناول هذه الحيوانات، وقد تمتد خطورة تلك المياه الملوثة إلى التربة التي تزرع فيها مختلف النباتات والتي قد تتلوث بميكروبات المرض أيضا.

ومما لا شك فيه أن المناطق التي تحتوي على مياه ملوثة تحتوي على الكثير من الحشرات والقوارض التي قد تتلوث أرجلها وتصبح معدية إذا وقفت على الطعام المكشوف أو أدوات إعداد الطعام مما يكون له دور كبير في انتشار المرض.

؟ كيفية معالجة نفايات المستشفيات بشكل آمن:

تحتاج النفايات الطبية إلى طرق خاصة في معالجتها حيث لا تستطيع الدولة الاستفادة منها وإعادة تصنيعها كما هو الحال في النفايات العادية فهي في الحقيقة مشكلة الدول المتقدمة، وتختلف طرق المعالجة حسب نوع وكمية تلك المخلفات ومن تلك الطرق:

1- الدفن: تعتبر من الطرق المؤقتة التي تستخدمها دول العالم الثالث في التخلص من النفايات الطبية وهي تتم باختيار مكان بعيد عن العمران يتم نقل تلك النفايات إليه بحرص شديد لمراعاة السلامة وعدم تسرب أي منها إلى الخارج بطريق الخطأ.

وهي طريقة جيدة لها مزاياها في إبعاد هذه المخلفات السامة والخطرة عن جميع مظاهر الحياة على الرغم من أن لها بعض الآثار السلبية مثل إفساد التربة وتصاعد الأبخرة وتلوث المياه الجوفية والزراعية، كما أن هناك صعوبة في اختيار المكان الملائم لمثل هذا الدفن وعدم التحكم في مواعيد الدفن مما يكون سببا في تركها على السطح فترة من الزمن وهكذا.

2- الحرق: وهذه هي الطريقة الثانية المستخدمة في التخلص من النفايات وهي الأكثر صعوبة ولكنها أكثر نجاحا، ولهذه الطريقة أيضا سلبيات عديدة مثل تصاعد الأدخنة الملوثة للهواء وصعوبة صيانة المحارق .

بالإضافة إلى عدم وضع رقابة صارمة على المحارق، والحرق إما أن يكون مركزيا بمعنى أن الجهات المسئولة هي التي تقوم باختيار موقع للتخلص من النفايات مما يكون له فائدة في التحكم فيها ومراقبتها جيداً ولكن في الوقت نفسه له أضراره في التأخر في عملية الحرق وطول المسافة حتى تصل المخلفات إلى المحرقة المركزية وكذلك تلويث المناطق المجاورة.

وقد يكون الحرق غير مركزي أيضا وهذا يكون أفضل في الكثير من الأحيان حيث تقوم كل جهة صحية بحرق مخلفاتها بنفسها وميزة هذه الطريقة اللامركزية في الحرق ارتفاع كفاءة التخلص من النفايات وسرعة حرقها والحد من المخاطر الناتجة عن نقلها إلى أماكن أخرى للحرق وكذلك تكون نواتج الحرق أقل في كميتها وبالتالي أقل في ضررها.

3- التخلص الحراري: وهو من أكثر الطرق تقدما في التخلص من النفايات، وهو يعتمد على تركيز الأشعة على النفايات للتخلص منها، وهي مفيدة جداً ومن أمثلتها طرق الميكروويف الحرارية.

ومن النفايات ما يكون خطراً جداً كما سبق أن ذكرنا وهذا النوع من النفايات يتم حفظها أولا في قوالب أو مصبات محكمة الإغلاق حتى لا تسبب تلوث البيئة المحيطة بها مثل النفايات المعدية أو المشعة أو غيرها، ومن ثم يتم التخلص منها بأخذها مباشرة من المصدر إلى مكان التخلص دون التفريغ في حاويات كبيرة مجمعة حتى يضمن التخلص النهائي والسليم لتلك النفايات.

*طرق انتقال مسببات المرض من المخلفات الطبية:

التعرض للمخلفات الطبية للمرضى المحتوية على كميات مختلفة ومتنوعة من ميكروبات المرض من بكتيريا وفيروسات وفطريات وديدان تؤدي للهلاك والى أمراض خطيرة للأفراد من عاملين ومرضى، أو المحتوية على أدوية وكيماويات ومواد مشعة، كل هذه العوامل المعدية الممرضة قد تدخل الجسم بإحدى الطرق الآتية:

- عن طريق الوخز أو قطع الجلد.

- عن طريق ملامستها للأغشية المخاطية.

- عن طريق الاستنشاق.

- عن طريق البلع.

الأضرار الصحية للمخلفات الطبية

أولا- الأضرار الصحية:

الأضرار الصحية للمخلفات الطبية تختلف باختلاف أنواع تلك المخلفات وسنذكر أضرار كل نوع من المخلفات الطبية على حده في الفقرات الآتية:

أ- الأضرار الصحية للمخلفات المعدية والحادة:

المخلفات الطبية المعدية والحادة قد تحتوي على كميات كبيرة متنوعة ومختلفة من ميكروبات المرض والأمثلة كثيرة لتلك الميكروبات المعدية وطرق انتقالها وأكثر الأقسام الطبية تواجدا بها:

1- عن طريق التماس أو وخز أو قطع الجلد بمواد حادة ملوثة قد تسبب أمراض التهابات الجلد والتي تنشا بسبب التعرض لأنواع من البكتيريا الجلدية الموجودة بالمخلفات الطبية كالقطن والشاش الملوثة بصديد جروح المرضى بعد العناية بهم؛ أو في حالة الإصابة بالجمرة الخبيثة عن طريق التلوث بعصيات الميكروب وإفرازات جلد المصابين، وكذلك الحال في بكتيريا تعفن الدم.

وفطريات تعفن الدم، بالإضافة إلى التعرض للمخلفات الملوثة بدم المرضى واحتمال انتقال فيروسات الدم الخطيرة من فيروسات فقد المناعة المكتسبة الإيدز، وفيروسات التهاب الكبد بأنواعها G,D,C,.

2- أمراض الجهاز التناسلي الناتجة من المخلفات والعينات الملوثة بإفرازات التناسلية للمرضى المصابين ببكتيريا السيلان وفيروسات الهر بس في أقسام الأمراض التناسلية.

3- الالتماس المباشر والغير مباشر مع المخلفات الملوثة بإفرازات رئة المرضى ولعابهم المحتوية على ميكروبات السل وفيروسات الحصبة في أقسام الأمراض الصدرية.

4- ميكروبات الالتهابات المعوية الناتجة بسبب بكتيريا السلمونيلا والشقيلا وبعض الديدان المعوية الموجودة في المخلفات الطبية الملوثة ببراز وقيء المريض في أقسام الأمراض السارية والمعدية.

5- التعرض للمواد ملوثة بسائل الحبل الشوكي الملوث ببكتيريا التهاب السحايا Neisseria meningitidis

6- من ضمن أخطار المخلفات الطبية السائلة والصلبة بالمستشفيات، احتمالية وجود بعض أنواع من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية وسوائل التعقيم Antibiotic Resistant Bacteria وهذا النوع من الميكروبات أصبح في الآونة الأخيرة يهدد حياة العديد من الأشخاص بسبب الأوبئة سريعة الانتشار التي تنتج عنها حيث لا توجد أدوية ومضادات حيوية فعالة يمكن لها القضاء عليها.

7- وأخيرا هناك بعض الفيروسات التي توجد في معظم سوائل وإفرازات جسم المرضى المصابين بدون استثناء مثل فيروس Marburg, Ebola وغيرها.

تعتبر المخلفات الحادة مثل إبر الحقن أو الأدوات الحادة الطبية الأخرى الملوثة مثل المشارط والأمواس والمناشير من أهم وأكثر المخاطر الصحية لتلك المخلفات ويرجع ذلك لسهولة إدخال الميكروب للجسم عبر الوخز أو القطع إلى مجرى الدم مباشرة.

ب- الأضرار الصحية للمخلفات الكيماوية والصيدلانية Chemical and pharmaceutical waste :

العديد من المخلفات الكيماوية والصيدلانية المستعملة بالمؤسسات الصحية تعتبر من ضمن مصادر الضرر للعاملين والعاملات والبيئة المحيطة، فبعض منها مواد كيماوية سامة ومواد محدثة للسرطانات والطفرات بالخلية البشرية والأحياء البرية، بالإضافة الى وجود مواد كيماوية أخرى حارقة وسريعة الاشتعال والانفجار.

كميات المواد الكيماوية والصيدلانية قد تكون قليلة عند الاستعمال ولكن الكميات الكبيرة تنشى عن وجود مواد قد انتهت مدة صلاحيتها أو لم يتم استعماله لعدم الرغبة في استخدامها.

مخلفات بعض المواد الكيماوية تسبب تسمم عن التعرض لها بكميات كبيرة في فترة زمنية قصيرة مثل مواد التطهير والتعقيم أو عند التعرض لها بكميات قليلة لفترات زمنية طويلة كالزئبق، التعرض قد يكون بسبب امتصاص الجلد أو الأغشية المخاطية أو عن طريق الاستنشاق أو بلع .

جروح الجلد أو العين أو الأغشية المخاطية للجهاز التنفسي قد تحدتها تناثر المواد الكيماويات الحارقة والقابلة للاشتعال وشديدة الانفجار (مثل مركبات الفرمولدهايد المستعملة في التعقيم وحفظ عينات الأنسجة) ومن أكثر الجروح التي تحدت للجلد بسبب تلك المخلفات هو الحرق.

صرف بقايا الكيماويات إلى شبكة المجاري العامة (الصرف الصحي) قد تؤدي لأضرار بيئية حيوية بسبب عدم مقدرة محطات معالجة مياه المجاري للقضاء والتخلص من تلك المواد بالمقارنة مع سهولة التخلص من الميكروبات، بعض المخلفات الصيدلانية لها أثار مدمرة للنظم البيئية الطبيعية tural ecosystems مثل بقايا مخلفات الأدوية من مضادات حيوية وأدوية المستخدمة لعلاج الأمراض السرطانية cytotoxic drug والتي لها المقدرة على قتل الأحياء الدقيقة الموجودة والضرورية لتلك النظم.

وكذلك أمكانية حدوث طفرات وتشوهات للكائنات الحية المحيطة، ووجود كميات كبيرة من المخلفات الطبية السائلة الناتجة من المستشفيات المختلطة مع بقايا المعادن الثقيلة كالزئبق ومركبات الفينول ومشتقاته السامة وبعض نواتج مواد التعقيم والتطهير والتي تساهم أيضاء في زعزعت تلك النظم.

ج- الأضرار الصحية للمخلفات الأدوية السامة Genotoxic waste:

التعرض للأدوية المستعملة لعلاج الكيماوي للأمراض السرطانية عند تحضيرها أو إعطاءها للمرضى أو عند تصريفها والتخلص منها قد يسبب أضرار للعاملين بالصحة وذلك لمقدرة تلك المواد على قتل الخلايا البشرية أو أحداث تشوهات بها.

وطرق التعرض تختلف منها خلال استنشاق الغاز أو الغبار المتطاير لتلك الأدوية أو الامتصاص الجلد المباشر أو ابتلاع مواد غذائية ملوثة بتلك الأدوية أو مخلفاتها أو بسبب سواء التعامل وضعف ناحية العملية مثل استعمال الفم لسحب السوائل بواسطة السحاحة، أيضاء التعرض ينشيء بواسطة التلوث بسوائل وإفرازات جسم المرضى المعالجين بتلك الأدوية حيت انه توجد كميات كبيرة من تلك الأدوية ببول وبراز المرضى خلال الأيام الأولى من العلاج.

سمية الأدوية المستعملة في العلاج الكيماوي عالية جدا فمعظمها يؤثر في الحمض النووي للخلايا والتجارب أثبتت مقدرة تلك المواد في تكوين أورام سرطانية arcinogenic وطفرات غريبة mutageni. وتعتبر هذه الأدوية مهيجة للخلايا والأنسجة الموضعية بعد التعرض لها في الجلد والعين وقد تسبب أعراض مرضية أخرى مثل الصداع والغثيان وبعض التغيرات والتشوهات الجلدية.

د- الأضرار الصحية للمخلفات الطبية المشعة:

خطورة وشدة الأمراض المسببة بواسطة التعرض للمخلفات الطبية المشعة تعتمد على نوع وكمية الأشعة المتعرض لها، تتدرج من الأعراض البسيطة مثل الصداع والدوخة والقيء إلى أكثر الأعراض خطورة، ويوجد تشابه كبير بين المخلفات الطبية الصيدلانية من أدوية علاج الأمراض السرطانية وبين المخلفات الطبية المشعة لتأثير الاثنين على المحتوي الجيني الوراثي للخلايا، فالتعامل مع مصادر المواد المشعة النشطة في تشخيص وعلاج بعض الأمراض قد يسبب أضرار أكبر مما هو متوقع من تدمير أنسجة وخلايا بشرية فالحذر والعناية الفائقة عند التعامل مع تلك المواد ضروري جدا.

أما أضرار المخلفات المشعة الأقل نشاطاً قد ينشى بسبب تلوث الأسطح الخارجية للأدوات المستخدمة، أو بسبب سوء تخزين تلك المواد، أما بالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة لهذا النوع فهم فنيين أقسام الأشعة ولا ننسى عمال وعاملات النظافة بتلك الأقسام.

ه- التحسس العام من المخلفات الطبية:

بغض النظر عن الأضرار الصحية للمخلفات الطبية بجميع أنواعها فهناك عدم قبول وعدم رضا وتحسس كبير من رؤية نفايات المؤسسات الصحية وهي تحتوي على بقايا بشرية من مخلفات العمليات من أعضاء بشرية ومشيمة أو رؤية بقايا دماء ملوثة هنا وهناك. ففي جميع الحضارات الإنسانية يرفض رفضاً باتاً رمي أعضاء وبقايا بشرية من العمليات مع النفايات ومن ثم ترمى بعد ذلك بالمكبات العامة.

ثانيا- المخلفات الطبية وآثارها في صحة المجتمع:

- آثار المخلفات المعدية والحادة في صحة المجتمع:

يعتبر العاملون بالصحة وبالأخص طاقم التمريض أكثر الأشخاص إصابة بفيروسات الدم المعدية مثل فيروس نقص المناعة المكتسبة الإيدز من خلال وخز الإبر والحقن الملوثة بدماء المرضى، أيضاً الفنيون والطواقم الطبية المساعدة والعاملون في جمع ونقل والتخلص من النفايات بالمستشفى، عرضة لهذه الإصابات والعاملون بالمكبات القمامة العامة.

يعتبر عدد الإصابات بهذا النوع من المخلفات للمرضى والزائرين أقل بكثير من العاملين وذلك لعدم احتكاكهم المباشر ولمدد زمنية أقل بها، وهذا إذا لم يتم العبث بهذا النوع من المخلفات من قبلهم. ولكن هناك خطورة من انتقال بعض الأمراض في حالات الإهمال وتصريف الغير مقنن والسليم للمجاري الصرف الصحي بالمستشفيات وبالأخص أقسام الأمراض السارية، فبعض الدراسات وجدت أن هناك بعض الأوبئة مثل الكوليرا في أمريكا اللاتينية كانت بسبب تصريف الغير صحي لمجاري تلك الأقسام.

حالات الإصابات الفردية بالعدوى نتيجة المخلفات الطبية كثيرة ومتعددة ولكن من الصعب حصرها بسبب عوامل عدة، وخاصة في دول العالم النامية فالتعرض للمخلفات الطبية بسبب الإهمال وعدم الدراية أو ضعف الناحية التقنية في التخلص منها يؤدي بتالي لإصابات متعددة ومتنوعة يرجع لتنوع مسببات المرض.

كانت في سنة 1992 هناك ثماني حالات عدوي بفيروس فقد المناعة المكتسبة في فرنسا بسبب إصابات مهنية للعاملين بالصحة. وحالتان منها كانت بسبب جرح نتج عن نقل المخلفات الطبية، وفي سنة 1994 سجلت 39 حالة إصابة بنفس الفيروس في الولايات المتحدة الأميركية وكانت أسبابها كالآتي:

32 حالة إصابة بسبب وخز إبر ملوثة، وحالة واحدة بسبب جرح مشرط ملوث، وحالة واحدة بسبب جرح من أنبوب مكسور كان به دم مريض مصاب، وحالة واحدة أخري كانت بسبب مادة غير حادة، وأربع حالات كانت بسبب تلوث الجلد أو الأغشية المخاطية بدم ملوث بالفيروس ومع سنة 1996 ازدادت الحالات إلى 51 حالة إصابة .

وكان معظمهم طاقم تمريض وأطباء وفنيو معامل تحاليل. أما بالنسبة لفيروسات التهاب الكبد فالحالة أسوء بكثير، تقرير وكالة حماية البيئة الأمريكية أشار أن هناك سنوياً مابين 162 إلى 321 حالة إصابة بفيروس التهاب الكبد البائي بسبب المخلفات الطبية الحادة من العدد الإجمالي للإصابات في السنة بسبب وخز الإبر والذي يصل إلى 300 ألف حالة في السنة الواحدة.

Email