شبكة القلب.. هل تهدد صحته؟

شبكة القلب.. هل تهدد صحته؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

لكن أطباء قالوا غير ذلك وأشاروا أن وراء تلك الاختلافات في الرأي إحساسا لدى الشركة المصنعة للشبكات المعدنية أن مبيعاتها تقلصت تقلصا كبيرا مقارنة بالمبيعات الهائلة التي وصلت إليها مبيعات الشبكات المغطاة بالدواء، في محاولة لاستجلاء هذا الموضوع استطلعنا رأي الدكتور كلاوس اختصاصي أمراض القلب في مركز القلب الألماني في المدينة الطبية في دبي.

؟ هناك أنباء متضاربة، وقد تحدث قلقا عند الناس، من أن هناك فارقا كبيرا من حيث الفائدة ما بين الشبكة المعدنية والشبكة المطلية بالدواء؟ أيهما تفضل وما هي الملابسات حول هذه المسألة؟

- قبل كل شيء علينا البحث في تطور الجراحة التدخلية للشرايين التاجية الخاصة بالقلب وعلى رأسها القسطرة، وتعني هذه القسطرة توسعة الشريان المتضيق لأسباب منها تراكم الكوليسترول. وكانت أول مرة جربت هذه الشبكات في سويسرا حيث قام زميل لي بتجربة استخدام البالون في توسعة الشرايين وقد حققت التجارب على هذه التقنية نتائج عظيمة.

وجاء بعد البالون نجاح تجربة زرع الشبكات ولكن في البداية حدثت مضاعفات، ولكن ما لبث الباحثون أن اكتشفوا أسباب تلك المضاعفات. وقد سعينا جميعا إلى تحسين تلك التقنية كثيرا وتم تحسين تلك التقنية كثيرا حتى أن المضاعفات تراجعت تراجعا كبيرا، وتحسنت كثيرا على المدى البعيد.

منع التجلط

أما بشأن ما يقال عن الشبكة المعدنية أنها أفضل واضمن من الشبكة المغلفة بالدواء فيمكن القول ان الفرق بينهما هو أن الشبكة المعدنية مصنوعة من خيوط فولاذية غير قابلة للصدأ ولكن من نوع خاص نادر، ووظيفة هذه الشبكة منع الدم من التجلط في الشرايين التاجية، وهي من النوع الذي يستمر إلى ما لا نهاية، ويعطى المريض بعد تثبيت هذه الشبكة نوع من الدواء يمنع حدوث التجلط. وتبدو هذه التقنية ناجحة جدا. وفي كل الأحوال فإن القطاع من الشريان الذي كان يهدد بالانغلاق وحبس الدم عن التدفق إلى القلب يختفي.

وفي الواقع فإن هناك نسبة محدودة من المرضى تبدي أجسامهم ردود فعل على الزراعة بتشكل نسيج، حيث ينمو نسيج عبر فتحات الشبكة التي تشبه إلى حد كبير المنخل. وتنمو تلك الأنسجة من خلال فتحات الشبكة وتنمو عبر فتحة الشبكة ومن ثم يؤدي ذلك إلى عودة التضيق إلى الشريان ثانية. والحقيقة فإن تلك المسألة ليست بالظاهرة الطبيعية، بل هي رد فعل على زراعة الشبكة في الشريان ولكن ذلك لا يحدث لكل الناس، بل أن فئة محدودة جدا هي التي تعاني من تلك المشكلة. لكنها في الوقت ذاته تثير قلق المريض لأنها بطبيعة الحال مشكلة يصعب التعامل معها في وقت لاحق. وقد يتمكن الطبيب من التغلب عليها لكن المسألة ليست بتلك السهولة.

والحقيقة فإننا حتى نجنب المريض تلك المعاناة لجأنا إلى استخدام عقاقير يستخدمها في العادة مرضى السرطان لوقف تكاثر الخلايا غير الطبيعي، وهو كل ما يمكن عمله لمنع الخلايا من التكاثر في الشبكة. وهكذا تمت عملية تغطية الشبكة بذلك النوع من الأدوية وعلى مدى سنوات نقوم بزراعة مثل تلك الشبكات المغلفة بالدواء للحيلولة دون نمو أية خلايا جديدة قد تعيق تدفق الدم مجددا إلى القلب. ولا بد من الانتظار بعد تركيب الشبكة لعل هناك أعراضا جانبية تظهر ولا شك فإن ظهور أية أعراض مسألة لا يتم إلا بعد انقضاء نحو 6 أشهر على تركيب الشبكة المعدنية.

وعندها يكون الجلد الداخلي للشريان قد غطى محيط الشبكة. فلا يعود أي جزء من الشبكة مكشوفا لتدفق الدم. ولذلك تختفي كل المخاوف من احتمال تشكل جلطات على الشبكة أو بسببها. أما بالنسبة للشبكة المغلفة بالدواء فقد اكتشف باحثون أنه، بعد مرور سنوات عدة على الزراعة فإن الشبكة كانت لا تزال مغلفة بالدواء وقد ذاب الغلاف في النسيج اللحمي للشريان، لكن بالمقابل تصبح الشبكة المعدنية مكشوفة للدم بعد تجردها من الغلاف الدوائي وهو ما قد يؤدي إلى حدوث تجلطات دموية بعد أشهر أو سنوات من زراعة الشبكة، ولا يستطيع أحد أن يخمن.

والحقيقة فإن تلك ظاهرة مثيرة للقلق. لكن رغم كل ذلك فإن زراعة الشبكات هي الوسيلة الأهم والأكثر فعالية في الحيلولة دون عودة التضيق إلى الشريان، لكن على الجانب الآخر فإنه لا محالة من وجود مخاطر لا بد من الاعتراف بوجودها، وهناك الآن جدل دائر حول ما إذا كان ينبغي إطالة الفترة التي يتناول فيها المريض الأدوية الخاصة بتمييع الدم، ولا أحد يعلم الآن ما هي الفترة التي ينبغي على الطبيب أن يبقيه رهن ذاك العلاج. البعض يقول انه ينبغي استمرار هذا العلاج نحو 6 أشهر بينما يقول آخرون ينبغي استمرار العلاج نحو عام.

لكن فريقا ثالثا يحبذ استمرار العلاج طوال الحياة. لكن لا أحد يعلم سوى دراسة تكشف عن حقيقة ذلك والفترة التي ينبغي على المريض أن يواصل خلالها تناول الدواء. ولذلك لا بد من إيجاد حل في الوقت الراهن ولكننا في الوقت نفسه نعلم أن الشبكات المغلفة بالدواء لها فوائد كبيرة.

توسيع الشرايين

إذن أيهما نختار المغلفة بالدواء أو الشبكات المعدنية غير المغلفة ؟

- ليس هناك مناص من استخدام الشبكات سواء المعدنية أو المغلفة، فهما الحل الوحيد لفتح الشرايين، ولا يمكن القول بالامتناع عن استخدامها.

إن كل الدراسات والأبحاث تؤكد أن استخدام البالون في توسيع الشرايين جيد ولكن استخدام الشبكات أفضل من البالون. والقضية المطروحة هنا ليس استخدام الشبكة أو عدم استخدامها ولكن ينبغي تنويع استراتيجيتنا وأعتقد أن تركيب الشبكات هو الحل الأمثل في الوقت الراهن. فنحن نقوم بإجراء نحو 8 آلاف عملية في السنة الواحدة منها 3 آلاف عملية تدخل جراحي بزراعة الشبكات.

ولذلك لدينا في مركزنا خبرة واسعة، وسياستنا تتبع النواحي التالية:

ليس لدينا أية شواهد تذكر أن الشبكة المعدنية هي أفضل من الشبكة المغلفة بالدواء، ولكن يمكن القول إن الشبكة المعدنية هي أرخص من المغلفة، ولكن ذلك لا يري أنها اسوأ من الشبكة المغلفة. لكن يمكنها القيام بوظيفة المغلفة على نحو مثالي.

وهكذا فإننا بالنسبة للمرضى الذين يتعرضون لعودة تضيق الشرايين فإننا نختار الشبكة المغلفة لأنها تطيل الحالة العلاجية. ولكن يا ترى من هم المرضى الذين يتفاعلون بشكل جيد مع الشبكات المعدنية؟ لا شك أن هؤلاء هم المرضى الذين يمتلكون شرايين كبيرة، أي أن قطر الشريان لديهم واسع. دعنا نقول 3 ملليمترات أو أكثر، وهؤلاء المرضى الذين يمتلكون قطاع قصيراً أي أقل من 3 سنتيمترات، والمرضى غير المصابين بالسكري، لأن شرايين المصاب بالسكري غالبا ما يعود إليها التضيق.

وبالمقابل فإننا نستخدم الشبكات المغلفة الأكثر سعرا عند المرضى الذين تتسم شرايينهم بأنها أصغر ولديهم قطاع طويل ومرضى مصابون بالسكري ويفضل استخدام تلك الشبكات لمرضى يعانون من مضاعفات الشرايين التاجية. أما القطاع الذي لم تطرأ عليه أية مضاعفات فلا استخدم فيه الشبكات المغلفة بالدواء لأن التفكير باحتمال حدوث تجلطات في فترة لاحقة لن يعطيني المبرر كي أقوم بزراعة شبكة، وبمعنى آخر فلن تقدم أية فائدة. وهؤلاء هم المرضى الذين يتمتعون بشرايين كبيرة يتدفق فيها الدم بحرية كبيرة. وفي حال كان الشريان قصيرا لا أستخدم الشبكة المغلفة واعتبر الشريان الذي يبلغ قطره 3 ملليمترات مناسبا لاستخدام الشبكة المغلفة.وفي الواقع فإن الأشخاص الذين يحتاجون إلى الشبكة هم من الحالات التي لا تعاني من مضاعفات.

أما من ناحية الخلافات حول أيهما أفضل المغلفة والمعدنية فأقول إن الأطباء يستخدمون الأصلح وليس المقصود بالتحيز لنوع دون الآخر. فنحن الأطباء لا نتاجر بالشبكات بل نستخدمها بما يفيد المريض، وبالنسبة لنا نتخير ما هو ملائم للمريض فقط.

يقال ان الشبكات المغلفة تعيش لفترات أطول من الشبكات المعدنية. هل هذا الرأي صحيح؟

- ذلك طرح غير صحيح، وهو طرح مبالغ فيه. فنحن في ألمانيا وفي الولايات المتحدة نستخدم الشبكات المعدنية منذ سنوات طويلة، وحديثا نستخدم الشبكات المغلفة، حسب حالة المريض

Email