متلازمة المباني المغلقة حالات مرضية غامضة

متلازمة المباني المغلقة حالات مرضية غامضة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعاني قطاع مهم من الموظفين من حالة غامضة يطلق عليها متلازمة المباني الحديثة (المغلقة) أو قل مرض الأبنية الحديثة.. نرى الموظف يتثاءب ويقوم بحك جلده ويشعر بجفاف العينين والأنف والحنجرة، وهي حالات تزول مجرد مغادرته للمكتب.

جانب آخر، يصف الدكتور ناصر الصلاح اختصاصي الأمراض الباطنية والصدرية والحساسية والربو في مركز ناصر الطبي في دبي متلازمة مرض الأبنية المغلقة بأنها نشأت بعد اتباع النمط الأميركي في تشييد الأبنية التي أصبحت مغلقة من كل الجهات فهي. لم تعد تحتوي على نوافذ حسب الأساليب المعهودة. وتفاقمت هذه المشكلة خلال العقود الثلاثة الماضية مع ظهور هذا النوع الجديد من الأبنية.

وقال نعني بذلك أبنية ليس فيها نوافذ، وحتى لو كان فيها نوافذ فإنها لا تسمح بتسرب أي هواء نقي من خارج المبنى. وفي الحقيقة إن الهدف من إقامة مثل تلك الأبنية هو توفير الطاقة، وعدم السماح للهواء البارد أو الدافئ بالتسرب إلى الخارج، حيث يبقى محصورا في المكاتب أو المراكز التجارية المغلقة. وأساس هذه المشكلة عدم استنشاق الموظفين أو الزوار في تلك البنايات الهواء النقي الآتي من الخارج ولمدة طويلة كل يوم.

وهناك حقيقة أخرى هي أنه لا يوجد أحد يعمل كل تلك الشهور والسنين يستطيع القول أنا جسمي منيع ويتحمل، لأن تلك الأماكن المغلقة تؤثر على جميع الناس. والملفت أن تلك الأبنية تعيد استخدام الهواء المستخدم من أجل توفير الطاقة ولذلك يتحول البناء إلى مكان غير صحي مع مرور الوقت. ويحمل الهواء في تلك الأماكن المغلقة في العادة روائح وعطورا وحتى غاز أكسيد الكربون وفيه أيضا رائحة دخان السجائر والمطابخ والبكتيريا والفطريات والفيروسات.

وفيه أيضا كل الشوائب التي تخرج من أجهزة الكمبيوتر والطابعات وأجهزة التصوير والأجهزة الكهربائية. كما هناك أيضا رائحة الورق الذي يغلف الجدران والمواد المستخدمة في اللصق فضلا عن رائحة الدهان والأثاث القديم والفرش والموكيت، وتحتوي المكاتب على خشب قديم وجديد، ويحتوي الخشب على عفن وهناك أخشاب معالجة وإذا أردنا إحصاء الملوثات فهي ملوثات لا حدود لها.

مما يعاني هؤلاء الموظفون؟

أولا، معظمهم يعانون من عدم القدرة على التركيز ومن الحكة في الأنف والحلق وفي الأذنين ويعانون من السعال الجاف ومن حكة جلدية. والبعض يعاني من الغثيان وميل للدوخة. كما يعاني الموظف من إنهاك وتحسس من الروائح وميل للعطس واضطراب بالأنف، وهذه كلها أعراض تضعف أداء الموظف، أي لا تعود لديه القدرة على الأداء الجيد، وعندما يبدأ بالشكوى الصحية يشرع بالتغيب عن العمل.

ولا شك فإن الموظف معذور فهو ضحية تلك الأحبار والذبذبات الالكترونية الصادرة عن الأجهزة الكثيرة الموجودة في المكاتب. وبالمقابل فإن أجهزة التكييف في البلدان ذات المناخ الدافئ تحتوي على عفن وفطريات. وفي العموم ينبغي التعامل مع المكيفات بحرص شديد حيث ينبغي مراقبتها وتعقيمها باستمرار.

والحقيقة فإن البكتيريا والفطر والعفن التي تعيش في أجهزة التكييف تتسبب في حساسية صدرية وتمتد إلى الأنف والعين والجلد.

الحلول زيادة نسبة الهواء النقي القادم من الخارج مع تقليل نسبة الهواء الداخلي. استخدام أجهزة التعقيم والمصافي والقيام بأعمال صيانة دورية كما يفضل قيام الموظفين بالخروج إلى الهواء الطلق من حين لآخر لاستنشاق الهواء المنعش الجديد.

وليس من دليل سيئ على تلك الأجواء المكتبية سوى تردد الكثير من الموظفين الذين يعانون من تبعات المكاتب المغلقة، فهؤلاء الموظفون يأتون وهو يشتكون من إرهاق و تعب وألم في العضلات من غير سبب واضح ويعانون من عدم القدرة على التركيز والشعور بجفاف في العينين وبحساسية مفرطة وبانغلاق في الأنف كما يعانون من ضيق في التنفس وهذه الظاهرة سائدة.

وأعتقد أن جرعات من الأكسجين النقي يمكن أن تبعث النشاط في أجسام الموظفين وأرى أن استنشاق الأكسجين النقي مهم لأنه ينشط الجسم والذهن. كما يفضل دخول الهواء النقي من الأبواب والنوافذ كي تخفف عن الناس المشاكل الصحية اليومية التي يعاني منها الموظفون. والحقيقة فإنه إذا لم تأخذ طبيعة المباني في عين الاعتبار فإن المردود الإنتاجي للموظفين سيتضاءل أو يتراجع إلى درجة كبيرة.

قلة التركيز

كما التقت مجلة «الصحة أولاً» الدكتور نادر نسطه اختصاصي الأمراض العصبية في المستشفى الدولي الحديث. ورأى أن هناك تأثيرات سلبية على الأشخاص الذين يعملون في الأماكن المغلقة وخاصة العوامل النفسية. فالجلوس الطويل في الأماكن المغلقة يشعرك وكأنك محاصر، فتتعود على أن تكون محاصرا. ويؤدي ذلك نفسيا إلى الشعور بالسأم،

وعندما يصل الإنسان إلى ذاك الشعور تنكمش شهيته ورغبته في إنجاز أي عمل بحماس ومع الاستمرارية وطول الوقت يتحول السأم إلى نوع من القلق، وإلى نوع من الاكتئاب وعدم التحمل. ويحدث مع مرور الوقت نوع من الاضطراب وعدم القدرة على التركيز والكسل الوظيفي في الدماغ. أما من الناحية العضوية فإن الإنسان عندما يجلس بوضعية معينة خلال 8 ساعات على الأقل تحدث انعكاسات، منها ألم في الظهر أو الرقبة أو في كليهما لأن الجالس في هذه الوضعية يكون ظهره منحنيا باتجاه واحد على الأغلب.

وبذلك تصبح المشكلة بالنسبة للموظف مشكلة عصبية وعظمية. كما أن عدم تحريك المفاصل لفترة طويلة يؤدي إلى جفاف السائل المفصلي وخشونة سطوح المفاصل ويتلو ذلك الشعور بالألم عند تحريك المفاصل فضلا عن حدوث آلام عضلية بسبب عدم تحريك العضلات لأن الحركة العضلية تؤدي إلى حركة الدم وبالتالي تغيير الأكسجين وتنظيف العضلات من المواد السمية المتراكمة الناتجة عن استهلاك العضلات، وهي بحاجة دائمة للحركة الدموية التي تكون كسولة وشبه راكدة أثناء الجلوس لفترات طويلة. كما قد يصاب الموظف لدى جلوسه لفترات طويلة على كرسيه بالتهاب في الألياف العضلية التي تجعل الموظف يشعر بألم عضلي غريب أحيانا يزول مع التدليك.

كما تحدث عند هذه الفئة آلام في العمود الفقري والعمود الرقبي. وكل ذلك بسبب الجلوس لفترة طويلة.

كما أن الجلوس لفترة طويلة في أمكنة مغلقة تجعل الإنسان يشعر بأنه يقيم في مكان مخنوق لا هواء منعشا يمر عليه. وكونها مناطق لا يتغير فيها الهواء كثيرا يكثر فيها تجمع ثاني أكسيد الكربون والغازات الخاملة الأخرى. وهي غازات مضرة بالطبع وتؤدي إلى حدوث الآم معممة. ومن المظاهر الأخرى للعمل في الأماكن المغلقة التثاؤب والرغبة في النوم ويعزى ذلك لقلة الأكسجين.

التخلص من الشدة النفسية

باتباع التعليمات يمكن ان تشعر بالمتعة أثناء العمل وبالاسترخاء لدى عودتك الى المنزل:

1 - رتب غرفة مكتبك.

2 - تجنب المواعيد المتواصلة وخذ فترة راحة من 5 الى 10 دقائق بين كل موعد وآخر.

3 - خذ وقتاً للمشي خلال ساعات الغداء او في منتصف النهار.

4 - قم بالأعمال المطلوبة غير المريحة صباحا حينما تكون في قمة نشاطك وبذلك يكون باقي اليوم اقل إحداثا للتوتر والشدة النفسية.

5 - لا تقم بأكثر من عمل واحد في الوقت نفسه.

6 - اذا كانت لديك رسائل روتينية لابد من إرسالها فقم بذلك قبل نهاية الدوام.

7 - اذا كنت ستلقي كلمة في حشد عام فتهيأ لذلك وقم بإلقائها أولا امام مجموعة من الأصدقاء.

8 - اذا كان لديك عمل يتطلب وقتا طويلا وجهدا كبيرا فقم بتجزئته واعمل على كل جزء فترة من 10 الى 20 دقيقة وأخيرا ستنجز العمل كله.

9 - سجل في مفكرتك الأعمال التي عليك انجازها.

10 - تحقق في نهاية اليوم مما قمت به واستعد لليوم التالي

Email