الإكزيما ليست معدية.. ولكنها مؤلمة

الإكزيما ليست معدية.. ولكنها مؤلمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الأكزيما عبارة عن اضطراب جلدي غير معدٍ يسبب احمراراً مصحوباً بهرش وحكة وألم، ويسبب التهاباً للبشرة وجفافها وتورمها، وظهور بثور ممتلئة بسائل أصفر لزج، وللأكزيما أشكال متعددة، يمكن تصنيفها إلى قسمين هما التهاب الجلد الخارجي، والتهاب داخلي المنشأ أو ما يسمى الالتهاب البنيوي، وتتهيج عند الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي في العائلة.

يسبب التهاب الجلد الأكزيمي عوامل خارجية، منها التأثير التهيجي للمواد الكيميائية على البشرة. وليس للأكزيما الداخلية سبب واضح. وتعتبر الحكة الجلدية أكثر ما يميز الأكزيما عن غيرها من الأمراض الجلدية، وهناك عوامل تزيد من هياجها مثل التغيرات في درجة الحرارة والمؤثرات العاطفية والنفسية والاحتكاك بالمواد المهيجة، كالصوف مثلاً وعند الإصابة بالأكزيما يقل إفراز العرق من الجلد، ويجب على المصاب المحافظة على نظافته بشكل ممتاز حتى يتجنب الإصابة بالتهابات صديدية أو غيرها، لأنها تسبب خطراً كبيراً.

أكزيما التماس

وحول هذا المرض الجلدي كان لقاؤنا مع الدكتورة فاطمة المدني اختصاصية أمراض جلدية في مستشفى راشد وعيادة اسيتيتيكا لتلقي مزيداً من الضوء على أكزيما التماس وكان هذا الحوار، فقالت : هو مرض يسبب التهاباً حاداً لسطح الجلد، ويتسبب في حدوث احمرار وتضخم به وتقشر الجروح والبثور التي يسببها وخروج السائل الموجود بالجلد، كما يسبب حكة جلدية شديدة، وتؤدي زيادة عملية حك الجلد وتقشيره إلى جعل الجلد سميكاً ومتضخماً، وهناك بعض أنواع للأكزيما تصيب مناطق محددة بالجسم فقط.

وأضافت أن أكزيما التلامس تحدث نتيجة التماس مع مادة معينة، بحيث يحدث طفح جلدي في منطقة معينة ويكون غالباً بحدود ظاهرة، وتسبب بعض المواد حكة بعد ملامستها مما يؤدي للإصابة أو عن طريق الحساسية ومنها، بعض أنواع الصابون والروائح وبعض أنواع المعادن نتيجة الاستخدام المتكرر لها، أو التعرض لأشياء معينة بشكل مستمر ولفترة طويلة، التعرض للمياه بشكل متواصل مما يسبب جفافاً للجلد والتهابه.

وقالت إن الأكزيما التلامسية تحدث، اما عن طريق استخدام مواد شديدة التأثير مثل الأحماض والقلويات أو بعض المواد العضوية المذابة مثل، مزيل طلاء الأظافر (الأسيتون) التي تتسبب في تغير الجلد لبضع دقائق، وفي هذه الحالة تصيب الأشخاص الذين يعانون من الحساسية نتيجة استخدام هذه المواد. وقد لا تصيب الأشخاص العاديين من المرة الأولى، لكن ممكن أن يتأثر في المرة الثانية.

مستحضرات محسسة

وأضافت أنه في بعض الأحيان تحدث الحساسية بشكل مفاجئ عند بعض الناس بمعنى أن الشخص قد يتعامل مع مادة معينة لسنوات طويلة ولا تسبب له أي مشكلات ويحدث فجأة رد فعل ضد هذه المادة والتهاب جلدي، منها استخدام بعض أنواع الكريمات ومستحضرات التجميل وخاصة،

التي تستخدم لإزالة الشعر الزائد ومزيل طلاء الأظافر والعرق والكريمات المرطبة مثل السوائل المعطرة والمستخدمة بعد الحلاقة عند الرجال وأيضاً كريمات الشمس أو عند ارتداء بعض السيدات إكسسوارات مصنوعة من بعض أنواع المعادن، أو استخدام عقاقير معينة، مثل المضادات الحيوية والبنسلين نيوميسين ومضادات الهستامين والعقاقير المخدرة وممكن أن تحدث بسبب المواد المصنعة كيماوياً في الملابس.

وأضافت د. مدني قائلة : إن أعراض الأكزيما تختلف من شخص لآخر تتراوح بين البسيطة والمتوسطة حتى تصل إلى أعراض شديدة وتورم واحمرار شديد في المنطقة المصابة، وتحدث في المنطقة المصابة بثور ملتهبة عند بداية الإصابة بالمرض، ويقتصر الالتهاب على منطقة محدودة ويتوسع بعد ذلك وينتشر في مناطق أخرى، وأكثر الأماكن إصابة بالأكزيما، هي ثنايا اليدين والرجلين والرقبة، ومن الممكن رؤيتها في أماكن أخرى في الجسم مثل الكوعين أو الخدين أو أعلى الصدر والظهر.

التشخيص

أما عن كيفية تشخيص الأكزيما التلامسية قالت د. مدني إن تحديد سبب الإصابة ليس سهلاً، وذلك لأن أسباب الإصابة غير معروفة، وذلك لعدم إدراك معظم الناس للأشياء المسببة ويقوم الطبيب المعالج بعمل فحص لقياس مدى حساسية الجلد، وذلك عن طريق وضع لاصقة على الجلد تحوي مادة تسبب حساسية للجلد وتركها لمدة يوم لمعرفة مدى الطفح الجلدي الذي قد تسببه اللاصقة.

ورغم أهمية هذا الاختبار لتحديد نوع الأكزيما، إلا أنه اختبار معقد، ذلك لأن الطبيب يجب أن يحدد نوع وكمية المادة المستخدمة في اللاصقة لاختبار الحساسية ومتى يجب عمل الاختبار. وأضافت د. مدني ان العلاج يتضمن تجنب المادة أو العامل المسبب للإصابة وتجنب حك المنطقة المصابة، ويجب على الشخص المصاب تنظيف الجلد بشكل دوري بالمياه ونوع صابون ملطف،

مع أن الدراسات تشير إلى عدم وجود أي علاقة بين الطعام والإصابة بالأكزيما، إلا أن هناك حالات يتهيج فيها الجلد من بعض المأكولات مثل الفراولة والبيض والمانجو والمشمش والروبيان والمواد الحافظة الموجودة في الطعام الذي يأكله الأطفال والحلويات والشوكولاته وبعض أنواع الجبن.

الوقاية

وللوقاية من الأكزيما قالت د. المدني، على المريض تجنب التبدلات الحرارية المفاجئة، كالتعرض لدرجة الحرارة العالية أو البرودة الشديدة ولابد من الابتعاد عن استخدام الملابس المصنوعة من الصوف والمواد الأخرى المهيجة للأكزيما بالإضافة إلى تجنب الصابون والمنظفات الصناعية بقدر الإمكان وتجنب المسبب الرئيسي لها مثل الأماكن المغبرة وبعض أنواع المأكولات مثل السكريات خاصة في فترة الصيف،

تجنب استخدام حمامات السباحة، لأنها تهيج الجلد بسبب احتوائها على الكلور، وكذلك الاستحمام في ماء البحر، واختيار نوع الصابون الدهني أو كثير الترطيب وتجنب استخدام الصابون المطهر أو الذي المحتوي على روائح ومعطرات

سمانا النصيرات

Email