الصحة أولاً

تقنيات مبتكرة لعلاج القرنية وزراعتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

ابتكر الدكتور الياس جرادة اختصاصي جراحة العيون في دبي أساليب جديدة وفعالة في جراحة الليزك وعلاج أمراض القرنية. وتم تزويد المركز الطبي الدولي في دبي أخيرا بجهاز ليزر حديث لعمليات جراحة القرنية الذي جاء بديلا عن استخدام المبضع.

وكان الدكتور الياس جرادة قد حضر مؤتمرا دوليا نظمته الجمعية الأميركية لطب وجراحة القرنية والأخطاء الانكسارية وعمليات المياه البيضاء في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية مؤخراً.

وقال الدكتور جرادة انه قام بتقديم بحثين حول ابتكار جديد يستخدم فيه دواء لعلاج القرنية دون التسبب في العتامة التي يمكن أن تحدث نتيجة لإجراء عملية الليزك.

حضر المؤتمر الدولي مجموعة كبيرة من الأطباء المتخصصين في جراحة العيون من العديد من دول العالم.

وأضاف الدكتور جرادة انه حضر المؤتمر وقدم باسم المركز الطبي الدولي في دبي بحثين قام بهما هنا في المركز. ومن حيث المبدأ اتخذ البحثان وضعا بالغ الأهمية وكلاهما يوضحان استخدام أساليب جديدة وفعالة في جراحات الليزك وعلاج أمراض القرنية الناتجة عن جراحات الليزك.

أول بحث قام بتقديمه كان يتضمن أسلوبا حديثا كان أول من قام به في العالم وهو يخص نوعاً من أمراض القرنية يصيب الأشخاص الذين خضعوا لعمليات الليزك ويمكن ان يصابوا بالتهابات في القرنية تبعا لذلك. ولتلك التداعيات المرضية درجات عدة من التدهور وهي تتدرج من واحد إلى أربعة .

حيث تصبح عملية الرؤية صعبة وتكون حالة القرنية مستعصية وعادة ما يضطر الطبيب الجراح إلى القيام بعملية لزراعة قرنية من متبرع. ويلجأ الطبيب إلى مثل هذه العملية في النهاية عندما تنعدم كل فرص توفير أية حلول ناجعة للحفاظ على القرنية.

* بحث متميز

أما الطريقة التي طرحها في المؤتمر الدولي فهي طريقة علاج مبتكرة لم يسبق لأحد أن قام بها أو مارسها. »لقد كنا أول جهة طبية في العالم توفر مثل هذا العلاج للمريض لإنقاذ قرنيته بدلا من زرع قرنية جديدة.

وقدمت البحث مع تفاصيل موثقة خاصة بالنجاح الذي تم إحرازه في عملية العلاج الجديدة للقرنية. وزود البحث بعرض تفصيلي لحالة المريضة التي نجح معها العلاج الجديد.

وكانت المريضة خضعت لعملية ليزك في مستشفى مختلف، ولما جاءت إلى مركزنا الطبي كانت حالتها الصحية قد تدهورت إلى أبعد الحدود. وكانت قرنيتها وصلت إلى المرحلة الرابعة. بل أنها تعدت المرحلة الرابعة. واتسمت حالة بصرها بالتدهور الكامل.

قمنا بتجربة العلاج الجديد... والحقيقة أن هذا العلاج يستخدم للمرة الأولى كدواء لعلاج القرنية، وهو دواء يستخدم لعلاج أمراض تشبه آلياتها آليات مرض القرنية. وبدأنا منذ وقت طويل بالتفكير في استخدام هذا الدواء لعلاج القرنية وقمنا بالتجربة .

ورأينا أنه إذا أمكن الاستفادة منه نكون حققنا إنجازا كبيرا وإذا فشل العلاج فإن المريضة لن تخسر أي شيء وسنضطر عندئذ للقيام بالإجراء البديل وهو إجراء عملية جراحية لزرع قرنية جديدة .ولكن جاءت النتائج مذهلة فقد تحسن بصر تلك السيدة وبات ممتازا بعد أن شفيت القرنية تقريبا بشكل شبه كامل.

وانعكس ذلك على حياة المريضة التي شعرت بالسعادة للمرة الأولى منذ فترة طويلة، لأنه لم يكن أمامها أي خيار سوى إجراء عملية زراعة القرنية. وكان هذا الخيار الوحيد أمامها. وهكذا غير العلاج الجديد من حياة السيدة، وانعكس الأمر علينا فقد شعرنا نحن كأطباء بسعادة غامرة.

لقد قدمنا هذه التجربة في إطار بحثي وتطبيقي وقد لقي البحث استحسانا واسعا، ونشرت المجلات الأميركية المتخصصة الكثير من التعليقات على هذا الإنجاز العلمي الذي قدمناه. وقالت مجلات أميركية عن العلاج بأنه مبتكر وواعد وأولت البحث أهمية بالغة، ونحن بدورنا نأمل أن يستفيد الكثير من المرضى من هذا الابتكار الطبي الاستثنائي.

* طريقة مبتكرة

أما البحث الثاني فقد قدمناه عن طريقة جديدة جدا وكنا أول أطباء قمنا باستخدامها وهي تخص جراحة الليزر. ويستخدم الليزر في العادة لعمليات تصحيح قصر النظر أو طول النظر. لكن في بعض الحالات فإن لاستخدام الليزر مضاعفات ويمكن أن تتسبب في عتامة في القرنية.

ولهذا استخدمنا مادة المايتومايسين سي وهي مادة اكتشفنا أنها تمنع العتامة عن القرنية بعد عملية الليزر في حين انها كانت تضر القرنية في السابق بسبب الطريقة الخطأ التي كانت يستخدم فيها الدواء.

والملاحظ أن الأطباء الروس استخدموا الليزر في تشطيب القرنية، وهي طريقة كانت مبتكرة في أوانها لكنها أصبحت لاحقا طريقة قديمة ولم يعد لها أي وجود في العمليات اليوم ولكننا نقوم بها أحيانا وفي حالات نادرة جدا.

ولكن لم يعد لها وجود في حيز التطبيق العلمي لأن هناك تقنية خاصة بالليزر احتلت مكانها ونؤكد على أن عمليات التشطيب لا ينصح بها الآن. ويلاحظ أنها كانت جيدة عندما كانت الطريقة الوحيدة في العلاج، لكننا نتكلم الآن عن أساليب متطورة في استخدام الليزر والليزك....الخ.

والذي حدث أن عملية الليزر عندما نقوم بها يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات على القرنية وإلى عتمات عليها ولذلك نقوم باستخدام مادة المايتومايسين سي لمنع تكوين العتامة. والملفت أن المادة المستخدمة، حسب الطريقة القديمة، كانت تلحق الضرر بالقرنية.

ولكن وفقا للطريقة التي استخدمناها فهي سليمة وفعالة جدا دون أن تتسبب في أي اضرار وإذا كانت استخدمت وأضرت في بعض الأحيان في السابق فإننا استخدمناها بطريقة مبتكرة .

فبدلا من وضع هذه المادة على كامل القرنية قمنا بوضع إسفنجة وقمنا بقصها بشكل حلقة وأصبحنا نضع المادة على أطراف القرنية فقط وتبين أن النتيجة مشابهة في حالة وضع الاسفنجة على كل قرنية.

ولم ينتج عن هذا العلاج أية عتمات وفي الوقت ذاته تحاشينا تعريض وسط القرنية لتلك المادة فكانت طريقة مستحسنة وهذه الطريقة مستحسنة ومستنبطة من تجاربنا.

من الأشياء الجديدة التي عرضت في المؤتمر هي استخدام جهاز ليزر جديد حصل على الموافقة من وكالة الأدوية والأغذية الأميركية وهو يشكل مستقبل جراحة الليزك وجراحة القرنية في كل أنحاء العالم وليس في الولايات المتحدة فقط. وباتت معظم المراكز الطبية في الولايات المتحدة تقتني مثل تلك الأجهزة.

يستخدم الجهاز المبتكر تقنية »الفمتو سكوند« وهي تقنية حديثة جدا في علم الفيزياء وهي طريقة دقيقة جدا على مستوى الميكرون الواحد أي واحد في المليون من الملليمتر من حيث الدقة.

ولجأنا، بعد أن كنا نستخدم المبضع في عمليات القطع المبضعي للقرنية، لأشعة الليزر. وكانت طريقة القطع المبضعي للقرنية هي السائدة في أنحاء العالم. ولكن ما السبب الذي يجعلنا نتخلى عن الطريقة القديمة؟

* رؤية أفضل

الطريقة الحديثة أي استخدام الليزر هي طريقة لا تسبب ألما أو مضايقة للمريض. وكانت الطريقة السابقة تسبب مضايقات للمريض فضلا عن الضغط الذي تتعرض له العين. ويمكن وفقا للطريقة الجديدة تحديد منطقة القطع على العين بدقة بالغة الدقة.

وهذه الطريقة الجديدة تتسم بالدقة العالية. وبينت النتائج العملية أن الرؤية حسب التقنية الجديدة أصبحت أفضل بكثير، والرؤية الليلية التي كان المريض ينزعج منها بعد الليزك لم تعد تنغص عليه.

ولم تعد تحدث تلك المشكلات والمضاعفات الناجمة عن الليزك قط. وبات أمام المريض الآن خياران فإما يفضل القطع بالشفرة أو بالليزر. وبالطبع فإن القطع بالليزر بات الطريقة الأحدث المعتمدة الآن في كل أنحاء العالم .

ولم يعد حتى للجفاف الذي يحدث بعد الليزك أن وجود بعد استخدام الطريقة الحديثة ومن حسنات هذه التقنية أيضا أنها أعطت الكثير من المزايا المستقبلية وسهلت عملية الليزك للمريض والطبيب ونتائجها أصبحت أفضل بكثير. وتعد هذه الطريقة في الجراحة ثورية بكل ما لهذه الكلمة من معنى.

وتخيل الآن أننا أصبحنا قادرين على القيام بعملية جراحية لزراعة القرنية دون استخدام أي مبضع أو غرز خيوط على الإطلاق. وتشبه عملية القطع بالليزر الشفرة وإنما المهم في عملية القطع أنها بالغة الدقة، وبصورة مذهلة ولا مجال للخطأ البشري فيها.

وأعتقد الآن أنه من الضروري جدا استقدام هذه التقنية والتدريب عليها لأنها تعالج العديد من الحالات المرضية الخاصة بالقرنية. وتقنية »فمتو سكوند« الجديدة جاءت بعد أبحاث ودراسات وتجارب كثيرة وكلها حصلت على موافقات من جهات رسمية متخصصة.

لقد باتت هاجس الجراحين كلهم اقتناء مثل هذه التقنية التي حصلنا عليها في مركزنا وسنباشر باستخدامها. وفي هذه الحالة سنعتبر الوحيدين في الوطن العربي الذين سنقوم باستخدام هذا الجهاز المبتكر الذي سيمنحنا الفرصة لإجراء عمليات قرنية بالغة الدقة تكون النتائج فيها مضمونة بدرجة عالية.

* التدريب والكفاءة

التدريب وبناء الكفاءة العالية على استخدام مشرط الليزر الدقيق مسألة بالغة الأهمية. ولكن المهم المهارة المتوفرة لدى الطبيب قبل استخدام تلك التقنية الرفيعة أو العالية.

والحقيقة فإننا نفتخر بمستوانا العالي والرفيع في التدريب الذي يؤهلنا للقيام بأهم عمليات القرنية وقد حصلنا على تلك الكفاءة العالية من أرفع المؤسسات العلمية مثل جامعة هارفرد. والحقيقة أن حضورنا للمؤتمرات واحتكاكنا بأرفع الأطباء جعلنا نعد روادا في هذه المهنة من حيث التقنيات التي نستخدمها.

والأكثر أهمية فإن الشركة لا يمكن أن تمنحك القدرة على استخدام الجهاز ما لم تكمل دورات تدريبية نظرية وعملية عليه. وعلى الطبيب الجراح، قبل استخدام الجهاز، اجتياز ستة اختبارات.

وعلى ذلك فإن أي طبيب يريد شراء الجهاز واستخدامه عليه الخضوع لدورات تدريبية مكثفة مع اختبارات نظرية كتابية وامتحانات عملية على مرضى. ويقوم أطباء خبراء يمثلون الشركة المنتجة للجهاز إنترليس بالإشراف على التدريب والعمليات الجراحية العملية .

حيث يحضرون على الأقل عشر عمليات ليزر على الأقل. وتلك من الشروط التي تفرضها الشركة لمنح الطبيب الجراح الكود أو كلمة السر لتشغيل الجهاز. فمن دون تدريبات أو امتحانات لبناء الكفاءة لا يمكن السماح للطبيب باستخدام جهازه.. إذن فليست المسألة شراء جهاز فقط بل اكتساب مهارات عالية قبل استخدامه.

ويبقى الجهاز خلال التجارب موصولاً مع أولئك الجراحين الذين يراقبون الطبيب عن كثب، فإذا رأوا أن الطبيب بات يتمتع بكفاءة عالية عند ذلك يتم تسليم الكود له لتشغيل الجهاز، ولكن غير تلك الشروط لن يمنح الطبيب الكود ولن يتمكن من استخدام الليزر أو استخدام الجهاز في أي عملية.

* متابعة أدق التفاصيل

إن ما يثير الدهشة أن الشركة لا تكتفي ببيع الجهاز، فقط بل تتولى مسؤولية تدريب الطبيب والكادر الطبي العامل معه من ممرضات وممرضين على أسلوب التعامل مع المرضى كما تبين شركة »إنترليس« الأميركية أساليب الإعلان عن تلك التقنية في حال استخدامها من قبل أحد المراكز الطبية أو المستشفيات .

والجهاز تقوم بالترويج له شركة محلية في دبي وهي شركة ميديكال إنترناشونال الموزع المعتمد لدى الشركة الأميركية في المنطقة.

والحقيقة أن المسؤولين في الشركة يقدمون لزبائنهم أفضل الخدمات. كما أن تقنية الليزر الحديثة التي يوفرها الجهاز عدا عن أنها لا تخلف ألماً فإنه من الممكن استخدامها في جراحات كثيرة تخص القرنية لم يكن بالمستطاع القيام بها قبل ابتكار تلك التقنية. ولقد بات بإمكاننا الآن زرع القرنية وزراعة القرنية الجزئية.

وهكذا ستتوفر في المركز تقنيتان الأولى استخدام الدواء بصورة مبتكرة لعلاج عتمة القرنية والثاني وجود جهاز دقيق لإجراء عمليات الليزك بكل يسر وسهولة.

وسنكون السباقين في العالم الذين نستخدم عقار المايتومايسين سي بالشكل الصحيح لعلاج مشكلات القرنية. وسنكون الأوائل في العالم الذين سنستخدم هذه التقنية لعلاج أمراض لم يمكن علاجها في الماضي.

وأصبحنا للمرة الأولى يأخذ منا العالم تقنية جراحية، ولم نعد نأخذ من العالم بشكل دائم. لقد كنا للمركز قصب السبق في استحداث طريقة جديدة في علاج القرنية المخروطية. وهي علاجات لم تكن متوفرة أبدا في العالم كما كانت لنا الريادة في استخدام تقنية زراعة الحلقات لعلاج القرنية المخروطية.

وسنستخدم الجهاز الحديث في زراعة الحلقات، لأن الجهاز سيفيدنا في توفير عمليات جراحية خاصة بالقرنية المخروطية وتركيب الحلقات بحيث تكون النتائج ممتازة جدا بسبب الدقة المتناهية لاستخدام الليزر في الجراحة.

وهي وسيلة أفضل من الوسيلة التقليدية بكثير. وأود القول إنه لا يتوفر في الإمارات أي طبيب قادر على القيام بعمليات القرنية المخروطية سوانا وستفتح مثل تلك العمليات لنا الباب على مصراعيه لتقديم أفضل العلاجات الخاصة بالقرنية.

٭ هل كانت هناك مفاجآت لم تكن متوقعة قدمت في المؤتمر غير بحثكم؟

ـــ لم تكن هناك أية مفاجآت لأن جميع الأطباء على تواصل كامل مع بعضهم وعندما ذهبنا إلى المؤتمر ذهبنا للمشاركة بنتائجه وللاحتكاك مع الأطباء الآخرين وللتعرف على الأشياء الجديدة والمبتكرة، ولعل أهم هذه الأشياء هو استخدام تقنية الإنتراليس.

وهي من أهم العناوين التي تم التركيز عليها في المؤتمر، وهي التقنية الجديدة التي تستخدم في جراحة القرنية وجراحة الليزك وأصبحنا نسميها الآن الأنتراليزك.

٭ متى بدأ استخدام تلك التقنية؟

ـــ بدأت منذ عامين بالضبط ولكن أخذت هذه التقنية فترة للحصول على المصادقة وبدأت في أميركا حيث كانت شركة إنتراليس الأميركية هي الوحيدة التي قامت بإنتاج تلك التقنية. وفي أعقابها تقوم شركة ألمانية بتطوير أجهزة مشابهة.

تبلغ تكلفة جهاز قطع الليزر وحده أكثر من نصف مليون دولار. وهناك أجهزة أخرى ملحقة به. وقد اشترينا جهازا جديدا لليزك يحتوي على تقنية تجعل عمليات الليزك أكثر سرعة وأكثر سهولة في الاستخدام .

وأصبح مركزنا يجمع ما بين جهازين الأول لاستخدام الليزر والثاني لجراحة الليزك ونحن من حيث المبدأ لا يستعصي علينا أي علاج يخص جراحة القرنية.

٭ هل لديكم حالات معدة للاستقبال يمكن أن تخضع لعمليات باستخدام الأجهزة الحديثة؟

ـــ تم تركيب جهاز القطع بالليزر في احدى غرف المركز ونلفت إلى أن جراحة القرنية لا تستدعي رقود المريض في المركز بل هي جراحة مثل أي جراحة تتم في العيادة الخارجية. وحتى زراعة القرنية يخضع المريض للعملية ومن ثم يغادر إلى بيته بعد العملية بنصف ساعة.

لقد تغيرت الآن المفاهيم كلها وقبل ذلك كانت زراعة القرنية بحاجة إلى المستشفيات وإلى التخدير ولكن المريض الآن يخضع للعملية ولا يرقد في المركز بل يغادر إلى البيت.

ويمكن للمريض بعد زراعة القرنية أن يرى بصورة طبيعية في غضون أسابيع بعد أن كان لا يستطيع أن يرى بوضوح إلا بعد بضعة أشهر. ويعود ذلك لأننا كنا نضع غرزاً .

ونشدها في البداية وكان القطع يدويا والحقيقة فإن ذلك، مع كل المهارات، كان يؤثر على البصر، لكن عندما يكون القطع دقيقا جدا باستخدام الليزر فإن النتائج ستكون بالطبع مبهرة جدا.

وهذه من الأمور الأكثر أهمية التي تناولها الأطباء بالنقاش في المؤتمر. فجراحة القرنية تتحول من جراحة تقليدية بالاستخدام اليدوي إلى عملية يستخدم فيها جهاز الليزر انتراليس الذي يقوم بعملية القطع بصورة دقيقة جدا.

* أيد أمينة

لن توافق الشركة على تشغيل الجهاز الذي قمت بشرائه ما لم يستكمل الطبيب الجراح تدريباته الكاملة عن طريق خبراء الشركة وينجح في تدريباته وعملياته الجراحية تحت إشراف أطباء الشركة الجراحية وتحرص الشركة وقبل كل شيء أن تضع مثل تلك التقنيات في أيد أمينة قادرة على استخدام تقنياتها بسهولة وثقة كاملة دون حدوث أية أخطاء.

وتعتقد الشركة أنها لو وضعت مثل تلك التقنية في أيد لا تتمتع بالخبرة والكفاءة العالية فإن الأخطاء ستقع وعندها سيقال أن تلك التقنية لا تفي بالغرض وهي مؤذية أكثر منها معالجة. والحقيقة الأولية هي أن الشركة إذا لم تثق بالطبيب فإنها لن تبيعه الجهاز.

* المستوى الطبي

يحدد المستوى الطبي عاملان: النوع الأول هو التطبيقي والنوع الثاني هو نوعية الأبحاث التي يقدمها الطبيب ولكي نحتل مكانة مرموقة على الخارطة الطبية العالمية فلا يمكن أن نظل مستهلكين لتقنيات الآخرين دون أن ندلي بدلونا في ميدان تطوير العلوم الطبية ونشارك في إنتاجها. والمؤسف أن مستوى الأبحاث ونتائجها في منطقتنا ضعيف للغاية.

والحقيقة أن العامل المادي لا يشكل عبئا أو عائقا وإنما كل ما نحتاجه هو الثقة بأننا قادرون على القيام بإنجازات علمية. وفي رأيي فإن الثقة بالنفس هي من الأمور المهمة جدا وهي متوفرة عند عدد كبير من الأطباء ولكن المشكلة تبقى هي عمليات التمويل لمشاريع الأبحاث.

فالطبيب الذي يحتاج للقيام بأبحاث يحتاج إلى مركز للقيام بالبحث وإلى الدعم المالي والمعروف أن الطبيب الذي يريد القيام ببحث ما يحتاج إلى الوقت والتغطية المادية اللازمة وكلاهما مهمان للقيام ببحث ناجح. فالأبحاث في العادة تستغرق وقتا طويلا وفي الوقت ذاته تستهلك الكثير من المال وهو ما لا يستطيع الطبيب لوحدة التكفل به.

ولعل من أهم المشروعات العلمية التي نطالب بها الآن هي إنشاء مراكز للأبحاث تحظى بتمويل من الدولة ومن الشركات المختلفة التي تتوفر لديها الإمكانات المالية الكبيرة والثراء.

ولذلك على تلك الجهات توفير كل ما يحتاج إليه الأشخاص الذين تتوفر لديهم الكفاءات العالية للقيام بأبحاث تقنية رفيعة.ونقول لا بد من وجود حوافز، ليست للفرد، بل لتمويل مشاريع الأبحاث المهمة.

وعلى سبيل المثال لو قدمت دراسة فإن أبسط ما أحتاج إليه هو أن تقوم شركة بعمل الجرافيكس وكذلك تمويل التحليلات الرياضية. فأنا على الصعيد الشخصي لا أستطيع تحمل كل تلك النفقات. هذه الأمور لا بد من بحثها بجدية لإيجاد حلول لها لأنه من الضروري جدا أن نصبح منتجين في العالم وألا نبقى مستهلكين إلى الأبد.

وأؤكد أن مستوياتنا بالمقارنة مع المستويات العالمية جيدة فنحن من الناحية التطبيقية لا نختلف عن الآخرين ولكننا لم نلج ميدان إنتاج العلم وأنا في رأيي لا بد من القيام بهذه الخطوة حتى نحتل مكانة مرموقة في العالم. أقول إن الخامة متوفرة لدينا فلدينا الكوادر العلمية الممتازة في الوطن العربي ولكن تنقصنا الإمكانات المالية.

لدينا أطقم علمية كاملة يمكن تنظيمها وتفعيلها على مستوى القيام بأبحاث علمية ولا بد من الحصول على الدعم الكافي والتحفيز وضرورة إعادة الثقة بأنفسنا حتى يصبح بإمكاننا التحول إلى منتجين بدلا من الاستمرار مستهلكين إلى الأبد.

وأؤكد أنني لو كنت أتبع مؤسسة أبحاث فإنها ستتولى كانت تمويل تجاربي على الابتكار الطبي الجديد الذي قمت به. وبالنسبة لي وجدت أنني إذا أردت تسجيل تقنية الجراحة الحديثة التي ابتكرتها فإن تكاليف إجراء التجارب عليها مكلفة للغاية وهكذا وحتى يتم تسجيل الابتكار لا بد من وجود حقل اختباري مهما كان بسيطاً.

الابتكار الذي عرضته في المؤتمر عبارة عن جراحة فريدة للقرنية وهي الوحيدة في العالم وهي جديدة ومبتكرة لتصحيح الأخطاء الانكسارية وللمرضى الذين يعانون من ضعف في البصر و المرضى الذين يحتاجون إلى عدسات سميكة جدا وبهذه التقنية الجديدة والبسيطة يمكن تلبية حاجاتهم الطبية.

محمد نبيل سبرطلي

Email