علاج أمراض الأذن .. تطورات تقنية وحلول سريعة

علاج أمراض الأذن .. تطورات تقنية وحلول سريعة

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

طرأ على أمراض الأذن والأنف والحنجرة تطورات متسارعة من حيث نوع الطبابة والمهارات الخاصة بقدرات الطبيب والأجهزة التقنية المستخدمة وحتى أخيراً الأدوية.

لمعرف المزيد عن سبل علاج الدوار كان لـ «الصحة أولاً» هذا اللقاء مع الدكتور محمد اختصاصي أمراض الأذن والأنف والحنجرة في المستشفى الدولي الحديث في دبي:

ما هو تعريفكم للدوخة والدوار وطنين الأذن؟

- تسبب الدوخة والدوار وطنين الأذن أمور كثيرة منها ضعف العصب السمعي نتيجة حدوث التهابات متكررة في الأذن ونتيجة وجود ثقب في طبلة الأذن. ويفضل في هذه الحالة قيام المريض بمراجعة الطبيب المتخصص لعمل فحص سريري في العيادة للحصول على الفحوصات اللازمة.

وضعف السمع يأتي إما نتيجة ضعف طبيعي أو خلقي ويأتي نتيجة عوامل وراثية أو نتيجة اصابات مزمنة لم يتم خلالها توفير العناية الطبية اللازمة للمريض أو نتيجة لحالات نادرة مثل الأورام. وعند ظهور مثل تلك الأورام ينبغي عمل أشعة مقطعية وأشعة تشخيص للحالة المرضية.

ويحدث الورم في العصب نفسه وهو في العادة ورم خبيث. ولكن هناك أوراماً حميدة لكنها نادرة أو نسبتها أقل.

ولعلاج عصب السمع يتم تخصيص سماعات للمريض فضلا عن الأدوية التي تعالج الأعراض الجانبية المصاحبة للسمع نتيجة للطنين الذي يواكب الحالة . والحقيقة أن وجود ضعف في جهة واحدة من الأذنين أو في كلتا الأذنين يسبب ذلك ضيقا لدى المريض لأن الأصوات تصبح بالنسبة إليه غير مفهومة. فالأعصاب عندما تضعف هي تماما مثل البصر.

فمريض ضعف البصر يرتدي نظارة ولذلك لابد لضعيف السمع أن يجد العلاج المناسب حتى يتمكن من استعادة قدرته الطبيعية على السمع. أما بالنسبة للدوار، ففي كثير من الحالات لا يصاحب ضعف السمع. وفي بعض الحالات يتم علاج المريض وتعود إليه حالته الطبيعية تماما. وينبغي الكشف الدقيق عن حالات الدوار التي قد تكون بسبب وجود ورم خبيث في العصب السمعي، ولكن هذه الحالة تؤثر على السمع تماما. ولتجنب المضاعفات لا بد من عمل جراحي سريع للورم. وفي بعض الحالات يتم علاج الورم بالمواد الكيماوية والأشعة وتختلف شدة العلاج حسب حالة الورم.

هل هناك علاج جذري للدوار؟

- هناك ثلاث حلقات تتحكم بالتوازن في الأذن الداخلية وتتأثر هذه الحلقات بالالتهابات التي تنتج عن الترسبات. وهناك تدريب لإعادة تلك الحلقات إلى وضعها الطبيعي بعودة التكوين الموجود داخل الأذن والسوائل إلى وضعها الطبيعي. ويعد العلاج جذرياً وسريعاً. فالمريض في البداية يأتي وهو غير قادر على المشي وفاقد التوازن تماما، وأقوم بعمل اختبارات تدريبية له ويخرج من العيادة وهو معافى تماما وقادر على المشي الطبيعي دون أن يشعر بالدوار. ونلاحظ أن المريض يشعر بالدوار وهو مستلق على ظهره أو أثناء محاولته الاستدارة إلى اليمين أو إلى اليسار . وعلاج هذه الحالة ممكن وسريع عن طريق تمرين معين.

هل الدوخة التي نشعر بها عادة ناجمة عن مرض مزمن في الأذن أم أن هناك عوامل أخرى تتسبب في الدوار؟

- هناك أسباب كثيرة للدوخة منها السكر والضغط ونحن نتكلم عن أمور تخص الأذن فقط. لكن الإجهاد أو التعب الاعيائي وانخفاض ضغط الدم يجب أن تعالج أولا قبل العمل على علاج الأذن، وربما تكون الدوخة بسبب واحدة من العوامل السابقة أو كلها مجتمعة.

كيف يمكن علاج التهاب العصب السمعي؟

- وضعية الالتهاب حالة معقدة يمكن علاجها بالعقاقير مثل المضادات الحيوية وأدوية أخرى. ويمكن التوصل لعلاج الحالة بصورة نهائية . ولكن ليست كل الحالات فيها التهاب سمعي .

لماذا يتسم الألم بأنه حاد؟

- يحدث الألم نتيجة لالتهابات في الأذن الوسطى أو الأذن الخارجية في بعض الحالات فيؤثر الالتهاب على عصب السمع مما يؤدي إلى حدوث ضعف في السمع مؤقت مع بعض الدوار والعلاج سريع جدا وليس هناك أية مشكلة في التخلص من الحالة المرضية هذه.

عندما يأتي المريض لعيادتكم ما هي الإجراءات التي تتخذونها لكشف طبيعة مرضه؟

- أول شيء بالطبع هو الكشف السريري على المريض. وطبقا للتشخيص المبدئي قد نجري اختباراً للسمع وضغط الأذن الداخلية. واختبارات للتوازن وبعد ذلك نقوم بتصوير وفحص المريض ، بالطبع كل مريض حسب حالته، فيخضع لفحص الأشعة بواسطة جهاز «السي تي سكان» أو بالأشعة المقطعية أو بالرنين المغناطيسي. ونبدأ خطوات تدريجية خلال عملية الفحص ونستمر حتى نكتشف الأسباب الحقيقية وراء حقيقة المرض.

هل هناك ارتباط ما بين التهابات الأذن والتهابات الجيوب الأنفية؟

- أحيانا يحدث التباسات كثيرة فهناك التهابات الأسنان ومفصل الفك فيعتقد البعض أنها ناجمة عن الأذن والحقيقة غير ذلك. وعندما يحدث التهاب في العصب الذي يغذي السن ينتقل الألم إلى عصب آخر، وهكذا حتى يصل إلى عصب الأذن فيحدث الالتباس. ويلاحظ أن الجيوب الأنفية قد تتسبب في الدوخة أيضا وتؤدي إلى الإعياء والصداع وهناك من يصابون بالتهابات شديدة في الجيوب الأنفية ويحدث لهم إغماء. وهذه تؤدي إلى دوخة ليس لها أية علاقة بالأذن الوسطى.

والواقع أن التهاب الأذن الوسطى قد يحدث نتيجة التهاب فيروسي وقد لا تصل السوائل إلى الأذن الوسطى، كما أن الدم لا يصل إلى الأذن الداخلية بالصورة الكافية. ونلجأ إلى إعطاء الأدوية في هذه الحالة. فهناك دواء ينشط الدورة الدموية في الأذن، على سبيل المثال، من أجل تحقيق الاتزان.

في الحلقات الثلاث في الأذن الداخلية. وفي حال عجز الدم عن الوصول إلى تلك الحلقات فإن الحلقات لن تعمل. فالتشخيص السليم هو الذي يحدد نوعية الدواء فأنت تأخذ المضاد الحيوي أو الدواء الذي ينشط الدورة الدموية في الأذن أو تأخذ مسكناً حسب تشخيص الحالة. وينبغي التعامل مع كل حالة على حدة.

ما هي العلاقة التي تربط بينكم وبين طبيب الأعصاب؟

- هناك علاقة وثيقة تربط كلاً من طبيب الأنف والأذن والحنجرة والدكتور الباطني ودكتور القلب أو طبيب الأعصاب، وهذه العلاقة لا بد أن تكون وثيقة ، لأن بعض حالات الدوران تكون مرتبطة بمشكلات مثل هبوط في القلب وهبوط في الدورة الدموية أو نتيجة الإصابة بمرض السكر أو نتيجة الإصابة بالتهاب في الأذن الداخلية وخلال الكشف يتم التعرف ما إذا كان الدوار ناتجاً عن الحالات السابقة أو نتيجة لالتهابات في الغشاء المحيط بالمخ. وأقول ان هناك علاقة وثيقة بيننا نحن الأطباء لمتابعة الحالة خطوة بخطوة.

أي أننا ممكن أن نعمل كفريق واحد للكشف عن أسباب الدوخة.

هل تم ابتكار أجهزة توضع في الأذن الوسطى لتخليص المريض من مشكلته الصحية بصورة نهائية؟

- يتم في العادة زراعة القوقعة لبعض الحالات التي يكون فيها ضعف السمع في أحد الأذنين يزيد على 90 في المئة ، والمريض لا يستطيع أن يسمع سوى خمسة في المائة من الأصوات التي ترده. ويمكن أن يكون ضعف السمع مئة في المئة. ويتم زراعة القوقعة في الأذن الداخلية وليس في الأذن الوسطى ويتم توصيل القوقعة بالعصب السمعي بحيث يمكن إيصال ذبذبات أعلى إلى المخ حتى يمكنه أن يفسر الأصوات الواردة إلى الأذن.

وبعد زراعة القوقعة يحتاج المريض على الأقل إلى سنتين للتأهيل السمعي على يد اختصاصيين في التأهيل السمعي وليس الطبيب ، ولهؤلاء تخصص مختلف من أجل أن يفرق المريض ما بين الأصوات لأن زراعة القوقعة تمكن المريض من تلقي الأصوات ولكنه لا يستطيع التمييز ما بين الأصوات إلا بعد جهد تدريبي قد يستغرق العامين.

وبعدها يمكن أن يميز المريض ما بين الأصوات . وتم تطوير قوقعة رقمية حديثة هي أفضل الآن من القوقعة التقليدية. ودائما تكون النتائج أفضل إذا كان المريض عاديا ويسمع ويتكلم بصورة طبيعية قبل المرض وأصيب بأي التهابات في الأذن الداخلية أو في المخ وحصل ضعف تام لعصب السمع لأن المخ يكون قد خزن في الذاكرة أصواتاً مختلفة، ولذلك التأهيل عند هذا المريض قد يكون سريعا. أما إذا كان طفلا صغيرا ولديه عيب خلقي فإن تدريبه قد يستغرق أمدا طويلا على عكس الذي كان يسمع ويتكلم.

هل تلحق الأصوات القوية ضررا بالسمع، وكيف يحدث ذلك؟

- لا شك أن الأصوات القوية جدا تؤثر على حاسة السمع. فإطلاق النار أو حدوث انفجار له دوي قوي يتسبب في ضعف السمع، كما أن هناك بحثاً بخصوص أجهزة التسجيل الموسيقية وهناك أبحاث كثيرة تتم الآن حول تأثير الأصوات العالية المتواصلة على السمع. وتقول بعض الأبحاث أن استخدام أجهزة التسجيل لأكثر من سنتين بذبذبات عالية تؤدي إلى ضعف السمع خمسة أضعاف ويتزايد ضعف السمع مع تزايد الاستخدام. فنتيجة لوجود السماعات على الأذن وتشغيل المسجل بأصوات عالية تتأثر عظيمات الأذن لأنها عبارة عن عظيمات دقيقة للغاية وحساسة لأقل الأصوات.

كلما تقدم الإنسان في السن ، كلما ضعف سمعه. كيف يحدث ذلك؟

- أهم الأشياء عند الإنسان هي السمع والبصر والفؤاد وهي مهمة جدا بالنسبة لحياته . فالإنسان الذي لا يسمع لا يتكلم أيضا. وكشفت إحصائية في أعوام السبعينات من القرن الماضي، في معرض المقارنة بين مجموعتين الأولى لا يسمع فيها الناس ولا يتكلمون بينما الثانية يسمعون ويتكلمون ولكنهم لا يبصرون.

وتبين أن نسبة الانتحار ما بين المجموعة الأولى أكثر ثلاثة أضعاف من المجموعة الثانية . فالشخص الذي يتكلم ويسمع يستطيع التفاعل مع البيئة من حوله في حين أن الأبكم والأصم معزول تماما عن البيئة من حوله ولا يدري فعلا ما يحدث لأنه لا يسمع شيئا. والأعمى يستطيع سماع الضحك أو البكاء من حوله والشعور بما يجري حقيقة من حوله في حين أن المصاب بالطرش والخرس لا يمكنه قط إدراك ما يجري من حوله فعليا، فبالنسبة إليه الضحك والبكاء أمران سيان.

فهو لا يدري ما هو الضحك. وعندما يرى هؤلاء التلفاز ولا يسمعون منه شيئا يصابون بحالة اكتئاب. وتشير إحصائية سويدية إلى ارتفاع عدد حالات الانتحار بين الأشخاص الذين لا يسمعون ولا يتكلمون ، وفي أعوام الثمانينات بدأ علاج الصمم بشكل جوهري عن طريق زراعة القوقعة لتحسين السمع حتى يمكن للأصم أن يتجاوب مع العالم الخارجي.

هل يمكن القول ان الشخص الأصم ليس له أمل في الحصول على السمع يوما؟

- الأصم بحاجة لطبيب نفساني لأن حالته النفسية تكون متقلبة جدا ويكون بحالة اكتئاب دائمة.

هل سيتمكن العلم من التوصل إلى أبحاث تمنح الأصم قدرة على السمع كما الناس العاديين؟

- لا يستطيع الطب شفاء كل الناس. أما بشأن زراعة أعضاء سمعية لدى المصاب مأخوذة من شخص آخر، فإن مثل هذه التجارب لم تتم حتى الآن.والحقيقة أنه كانت هناك تجارب كثيرة ولكن ظهور مرض الإيدز وأمراض أخرى عرقل تجارب كثيرة.

هل قمتم بأبحاث خاصة بتطوير علاج أمراض الأذن؟

- قمت بأبحاث على استخدامات الليزر في الأنف والأذن والحنجرة عن طريق المناظير الخاصة بالجيوب الأنفية والبحث على السمع التوصيلي الخاص بتوصيل نوابض بلاستيكية للأذن الداخلية لتحسين السمع. وقد أجريت بعض الدورات التدريبية لتدريب أطباء على استعمال أجهزة الليزر الحديثة. وقمت بزراعة القوقعة في السعودية. واستخدمت المناظير الخاصة بالجيوب الأنفية. ونحن نستخدم هنا في المستشفى أرقى وأرفع التقنيات الخاصة بعلاج الأنف والأذن والحنجرة.

ما هي أكثر المشكلات التي يعاني منها مرضى الأنف والأذن والحنجرة في الإمارات؟

- ضعف السمع في المنطقة العربية ناجم عن التزاوج ما بين الأقارب وينسحب ذلك على سكان الإمارات . ومن الأمراض المنتشرة أيضا التهابات الأذن الوسطى وهي حالات كثيرة فضلا عن الحساسية المفرطة الناجمة عن الرطوبة العالية والشخير. وللشخير علاجات مختلفة وهي : العلاج الجراحي واستبدل الآن بالعلاج عن طريق الليزر أو بجهاز الذبذبات العالية بالتردد العالي.

كما هناك من يعمل دعامات لسقف الحلق يمكن رفعها من مكانها. والحقيقة ابتعدنا الآن في حالات كثيرة عن العمليات الجراحية وبدلا من ذلك نستخدم الليزر أو الذبذبات العالية ، وهو ما اتفق عليه أغلب الأطباء. أما بالنسبة للدعامات المضادة للشخير فهي حديثة وسنرى تأثير نجاحها للاستمرار بها أو التخلي عنها.

كيف تعالجون حساسية الجيوب الأنفية؟

- الحساسية ليس لها علاج تام والحساسية ليست في الأنف فقط بل يمكن أن توجد في أي موقع في الجسم . وهناك عقاقير يمكن أن تخفف من الحساسية لكن في كثير من الأحيان لا يتفاعل الجسم مع تلك الأدوية. ومن جانب آخر، ثبت أن استخدام أجهزة التردد العالي بالذبذبات تؤدي إلى تليف الطبقة الخارجية للغشاء المخاطي للأنف مما يسبب عدم حساسية الأعصاب في هذه المنطقة من الأنف.

وأرى أن الحساسية كامنة وتولد مع الإنسان ولا تأتي بالعدوى. والحساسية وراثية ولا تأتي عن طريق العدوى. ويمكن تكون لدى إنسان حساسية من الشيكولاتة، ولكن تظل الحساسية كامنة ريثما يتناول المصاب شيكولاتة فتبدأ تطل برأسها ويشعر بها المريض.

كيف يمكن اكتشاف نوع الحساسية؟

- هناك فحوصات بالدم وأخرى تحت الجلد تحقن بالمادة ذاتها التي تسبب للمريض الحساسية فإذا كان المريض يعاني من الحساسية ضد الشيكولاتة أو الفراولة تحقن مادة شبيهة تحت الجلد ونرى تفاعل الجسم معها ولكن هذه تؤخذ لفترة طويلة من أجل اكتشاف نوع الحساسية، والحقيقة أن المواد المسببة للحساسية كثيرة.

Email