الضمور المزمن في الأنف يفقدك حاسة الشم

الضمور المزمن في الأنف يفقدك حاسة الشم

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعاني الكثيرون من الضمور المزمن بالأنف الذي يفاجئ البعض في سنوات العمر الأولى. ويوضح الدكتور أحمد رمزي استشاري الأنف والأذن والحنجرة، جامعة القاهرة أن الإصابة بهذا المرض تأتي نتيجة اتساع التجويف الأنفي للمريض ويبدأ ذلك بضمور الغشاء المخاطي للأنف وحدوث اتساع في تجويف الأنف قد يصل إلى ضعف حجمه أو أكثر من ذلك،

وليس هناك أسباب واضحة لهذا المرض ولكن أرجعه البعض في العديد من الأبحاث العلمية إلى العوامل الوراثية أو الإهمال في علاج الالتهابات التحسسية والبكتيرية والفيروسية للأنف أو لوجود اضطراب في الهرمونات الجنسية أو نقص في الفيتامينات وقد يظهر أحيانا بعد العمليات الجراحية الكبرى داخل الأنف في حالة استئصال جزء كبير من التجويف الأنفي وبالرغم من كثرة الأبحاث لمعرفة أسباب هذا الضمور المفاجئ إلا أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى السبب المباشر لحدوثه.

ويقول الدكتور أحمد أن من أهم أعراض الإصابة به فقدان حاسة الشم فلا يستطيع المريض التمييز بين الروائح ويشعر بانسداد الأنف طوال الوقت هذا بالإضافة إلى انبعاث رائحة كريهة من الأنف لا يشمها المريض ولكن يلاحظها القريبون منه، وتظهر بعض الأعراض الأخرى مثل الزكام ونزول مخاط من الأنف وبعض القشور الجافة،

وأحيانا قطرات من الدم مع الشعور بالصداع وآلام في البلعوم، ومع طول مدة المرض يصاب المريض بالإحباط نتيجة فقدانه لحاسة الشم وعدم تحسن الحالة بالرغم من شعوره بسهولتها لاعتقاده أنها حالة عارضة (كالبرد والأنفلونزا) وستزول ولا يلجأ للطبيب المعالج إلا بعد نفاد صبره ويأسه من الشفاء.

ويشير الدكتور أحمد إلى أن العلاج يبدأ بعمل غسيل للأنف مرتين يوميا باستخدام غسول للأنف يستنشق من اليد بحيث يدخل المحلول برفق داخل الأنف ليزيل ما تجمع فيه من قشور وإفرازات ويساعد ذلك أيضا على التخلص من الرائحة الكريهة للأنف التي كانت تتسبب في توتر المريض لشعور الآخرين بها دون أن يشعر هو بها، ويمكن استعمال نقط زيتية للأنف لتساعد على تليين التجويف الأنفي وترطيبه بجانب بعض الأدوية المنشطة لأنسجة الأنف،

واتجهت بعد ذلك الأبحاث الطبية للتخلص من ضمور الأنف بإجراء العمليات الجراحية المختلفة لتضييق التجويف الأنفي منها زرع نسيج غضروفي أو عظمي أو أنسجة حية مأخوذة من جسم المريض داخل الأنف ولكن لم تؤت هذه العمليات النتائج المرجوة للتخلص من الضمور نتيجة امتصاص الجسم للمادة المزروعة وعودة الاتساع مرة أخرى،

فبدأ بعد ذلك استخدام مركبات البلاستيك والإكريليك التي أتت بنتائج أفضل إلى أن تم التوصل إلى إنتاج بودرة مادة صناعية لا تمتص اسمها «التيفلون» تذاب في الجلسرين وتحقن داخل الأنف فتقوم بتضييق تجويفه.

ويضيف أن هناك طريقة حديثة أيضا للعلاج تعتمد على غلق فتحتي الأنف الأماميتين تماما بواسطة عملية جراحية لتستريح الأنف من التنفس لمدة بضعة شهور حتى يتم الشفاء، ثم تجرى عملية أخرى لفتح الأنف وقد نجحت هذه الطريقة في إعطاء نتائج جيدة للتخلص من هذا المرض.

ويؤكد الدكتور أحمد رمزي أن العلاج قد يطول لفترة طويلة لذا يجب أن يصبر المريض حتى يستكمل العلاج حتى إذا شعر بتحسن ليضمن عدم عودته مرة أخرى، مع ضرورة سرعة اللجوء إلى الطبيب المتخصص عند الشعور بانسداد الأنف بصفة مستمرة وبصورة غير طبيعية لأن الاكتشاف المبكر للحالة يساعد على سرعة التخلص منه.

وينصح أيضا بعدم تكاسل المريض أو إهماله في تنفيذ العلاج بداية من غسيل الأنف إلى تناول بعض الأدوية التي تساعد على الشفاء حتى لا تعود الأنف إلى حالتها الأولى

القاهرة ـ رشا عبدالحميد

Email