بمشاركة ‬18 عارضا محليا وعالميا وللمرة الأولى تلفزيونيا

«سما فاشون» كرنفال الموضة العصرية بذائقة شرقية

ت + ت - الحجم الطبيعي

دبي ـــ رشا عبد المنعم

تشهد مدينة دبي نشاطا ملحوظا هذه الأيام في مجال الموضة، فبعد أن خطت خطواتها المثابرة لإقامة «أسبوع دبي للموضة» كل عام وعلى مدار ‬8 مواسم على غرار العواصم العالمية الأخرى، أطلقت وللمرة الأولى قناة سما دبي إحدى قنوات مؤسسة دبي للإعلام (أسبوع سما دبي للأزياء)، والذي أقيم في الفترة بين (‬16 وحتى ‬18 ديسمبر الجاري)، بمشاركة ‬18 عارضاً من الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج والدول العربية، وكان بحق احتفالية رائعة أظهر فيها المصممون العرب إمكاناتهم، بدءا من المصممين: روضة الجزيري، رانيا البستكي، هاني البحيري، عمرو، عقل فقيه إلى جانب عروض عبايات آرابيسك ودانتيلا وموزان، وجلابيات فيرست مود، والمتحجبة، وأزياء لادونا، وعرض رجالي للمصمم سراج، كذلك عروض مجوهرات سجنتشر، ومجوهرات جيهان علامة، ومجوهرات أمواج، حيث قام المنظمون بجهد كبير حتى يصبح هذا الموعد ثابتا. يتكرر كل عام.

العروض وعلى مدار الثلاثة أيام، بدأت منوعة وجذابة، لاسيما أن من افتتحتها هي المصممة الإماراتية روضة الجزيري، بعرض عباءات متنوعة ونجحت من خلالها على تأكيد أسلوبها الذي يجمع بين الابتكار والأناقة، والذي تستعمل فيه الخامات المترفة والتفصيل الأنثوي، وحرصت أن تكون الألوان هادئة تتراقص منها على درجات الأزرق أو البرتقالي، والأخضر والزهري، واختتمت الجزيري عرضها بمجموعة من عباءات السهرة، التي كانت مرصعة بالكريستالات، واستخدمت فيها الشيفون والحرير بكثرة، بينما نسقت الإكسسوارات المذهبة من أحزمة وكعوب أحذية مع فساتين منسدلة وغير محددة على الجسم ما يتيح له الكثير من الحرية، والجدير بالذكر أن المصمصة روضة عرضت مجموعة أخرى من تصاميمها في اليوم الختامي لعروض (سما فاشون)

ابرز مفاجآت اليوم الأولى كانت من نصيب المصممة الإماراتية رانيا البستكي التي تخصصت في تطوير الثوب الإماراتي الخاص بليلة الحناء، وباتت في غضون سنوات قليلة من أشهر مصممات الأزياء الخليجيات التي تتميز أزياؤها بالفخامة ومفعمة بالجمال والأناقة، حيث أطلقت وللمرة الأولى وعبر قناة سما دبي مجموعتها الأولى من تصاميم الهوت كوتور إلى جانب فساتين الزفاف. في حين قدمت المصممة عائشة الفلاسي من خلال دار أزيائها (لادونا)، مجموعة من فساتين السهرة، تميزت بكونها مختلفة في قصاتها، فمنها القصير والضيق ومنها الطويل. كما حرصت الفلاسي على أن تكون المجموعة متميزة بتدرجات ألوانها الصيفية، فبدأت من الأزرق، لتنتقل إلى البيج والبرتقالي، والأخضر. وقد نوعت الفلاسي بين ألوان الكريستالات التي استخدمتها في التصاميم، فانتقلت من البنفسجي والأخضر إلى الذهبي والفضي.

وفى عروض اليوم الثاني ومن دون أن يخرج عن خطه المميز بالفخامة والرفاهية، طرح المصمم المصري هاني البحيري أحدث مجموعة من تصاميمه لسهرات الربيع والصيف القادمين واعتمد فيها على الخامات المترفة والتصاميم الساحرة التي تؤكد قدرته الدائمة على تقديم أفكار متجددة يعبر بها عن المرأة الشرقية بمشاعرها وجمالها ويحيلها لسيمفونية رائعة من الألحان الرومانسية، حول اعتماده على اختيار إكسسوارات مبتكرة وغير معتادة في معظم القطع التي ضمتها المجموعة.

 

لا للتكرار

يقول البحيري «لا أحب التكرار في أي شيء، وأقدر رغبة المرأة في البحث عن جديد دائما وعندما أبدأ رسم أي موديل لا أفكر في الإكسسوارات التقليدية بل أحاول إضافة أشكال جديدة من الإكسسوارات حتى لو لم تكن موجودة وتبدو خيالية وصعبة التنفيذ. وبعد أن يكتمل التصميم أبدأ رحلة جديدة لتحويل الخيال إلى واقع واستخدم كل الحيل الفنية لتحقيق الموديل بشكل مناسب

في حين جاءت تصاميم عباءات المصممة لوسان خليل من دار دانتيلا خارجه عن المألوف وغلبت الألوان القوية والزاهية على العباءات المطروحة المعروضة بما يتناسب مع تطلعات وأذواق النساء الخليجيات عامة لشرقيات وخاصة، وتميزت بالتطريز اليدوي بما يعكس تعلق المصممة بالشرق وتراثه وثقافة الاحتشام المرتبطة بتقاليد العباءة السوداء

وتصيغ المصممتان (أم على) و(أم امينة) من خلال أزياء (فيرست مود) تصميماتهما كمبدعتين مسكونتين بشغف الإتقان، الذي يعزز من رؤيتهن الشديدة الاستقلالية والتفرد فيما تقدمان من أزياء مترفة عاشقة للاحتشام، فارضة بذلك حضوراً لا يستهان به للثقافة الإسلامية والعربية وأزيائها التي تواكب آخر صيحات الموضة العالمية. ومن خلال ليلة شرقية بامتياز عزفت خلالها مجموعتهن المخصصة على أوتار قلوب الحاضرين، سيمفونية الجمال والإبداع والخروج عن النص، حيث أضافت مجموعتهن المخصصة (لسما فاشون) الفخامة المطلقة على تصاميم تتوج خطاً جديداً للأناقة المعاصرة.

 

تكامل وتناغم

والملاحظ في عرض دار أزياء المتحجبة للعباءات أن هناك علاقة تكامل وتناغم بين مثلث التصميم والقماش واللون، والتي هي بكل تأكيد من أهم أسرار التفوق والنجاح لتبزر التصاميم كما لو أنها نحتت على أجساد العارضات واضحة تجسد مفهوم الاحتشام والانسيابية في الخطوط والزخارف والتطريز وتدرج الألوان يتحول حلم كل امرأة بأن تتوج أميرة بين الحضور إلى حقيقة تنضح بالأناقة

وعلى مدار ثلاثة أيام جذبت الأزياء الرجالية الخليجية التي حملت توقيع المصمم السعودي سراج سند المشهور بتطريزات الخط العربي على الثوب السعودي والخليجي الحضور، حيث خصص مجموعة اليوم الأول لأزياء ذات الطابع السعودي العصري، أما مجموعة اليوم الثاني فجاءت مواكبة لموضة التمازج المتقن بين الأزياء الرجالية والإماراتية وخنتم عروض اليوم الثالث بمجموعة (صقور الصحراء) المخصصة للمناسبات.

وعما يشهده الثوب من تطورات وموضة يقول «الثوب كما هو لم يتغير بمعنى التغيير وكل الذي طرأ عليه إضافة بعض اللمسات في طريقة التصميم من حيث قصة الياقة والجيوب والتطريز الذي راج كثيرا في الآونة الأخيرة. وعادة ما يكون التطريز لأشكال هندسية وخطوط متوازية باللون الأبيض أو لون قريب من لون القماش، فضلا على أن هناك بعض الثياب التي تطرز بلون متناقض تماما، وبأشكال زهور وتوضع عليها بعض الفصوص والأحجار». ويتابع سراج حديثه «الموضة التي دخلت إلى الثياب سببها شباب الجينز والـ«تي شيرت» ومحبو موسيقى الراب، وأيضا الشباب السعودي القادم من الخارج الذي لم يتعود على ارتداء الثوب ويرى المسألة صعبة وثقيلة جداً بالنسبة له، ولكي نلبي حاجتهم وأسلوب حياتهم، أدخلنا بعض الأفكار التي من شأنها أن تشجعهم على ارتدائه.

وكان لخبير التجميل العالمي عمرو بصمته الواضحة على العارضات من خلال الماكياج المناسب والتسريحات المبهرة في البساطة والرقى والتي تناسبت تماما مع روح جميع العروض وهذا لن دل فهو يدل على الخبرة والتمكن الذي يتمتع بها خبير التجميل وطاقم العمل.

Email