إطلاقها من الإمارات تقديراً لتسامحها الديني ومكانتها عالمياً

سويسري يخترع أول ساعة تعتمد التقويم الهجري

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هي أول ساعة من نوعها في العالم تعمل بالتقويم الهجري، وأنتجتها إحدى أشهر شركات الساعات السويسرية الفخمة، ولم يسبق السويسريين أحد في هذا المجال لإنتاج ساعة تعمل بميكانيكية عالية الجودة ودقة متناهية لاحتساب الوقت وفق التقويم الإسلامي.

وتعد الساعة الجديدة في فكرتها وتميزها، إضافة مهمة ودقيقة إلى عالم الساعات النادرة الوجود، والتي تراعي متطلبات أبناء العالم الإسلامي وتعتمد على الحساب الهجري لمدة 30 عاما..وهي الساعة الوحيدة من نوعها في العالم والتي كانت نتاج سنوات عديدة من البحث والدراسة، وتقدم الساعة الوقت من خلال دورة قمرية تستمر لمدة 30 يوما، وتبدل السنوات الـ 19 البسيطة بأيامها الـ 354 بـ 11 سنة كبيسة بـ 355 يوماً لتغطي بذلك 30 عاما.وتمثل هذه الساعة إنجازاً علمياً متميزاً تم تصنيعه في مصانع «برمجياني» السويسرية، وتم الإعلان عنها لأول مرة انطلاقاً من دولة الإمارات تقديراً لما تتميز به من تسامح وتعايش ديني يشار له بالبنان إقليمياً وعالمياً، بالإضافة إلى الموقع الاقتصادي والتجاري والسياحي المميز عالمياً للدولة، وتمثل الساعة الجديدة الإبداع الأول من نوعه في العالم..ولا يحتاج المستخدم إلى التدخل لتعديل أو تغيير الوقت فقد تم تصميم الساعة ليضبط التقويم المستمر نفسه آلياً لمدة 30 عاماً على الدورة القمرية. وصرح ميشيل برمجياني مخترع الساعة ل«البيان» بأن سعر ساعة الطاولة 2 .5 ملايين درهم (4 .1 مليون دولار) وسيتم تصنيع عشر قطع منها فقط ويستغرق صنعها ثمانية أشهر وأن الشركة استثمرت ستة ملايين دولار لإنتاج ماكينة الساعة بخلاف التكاليف الاستثمارية للتصميم والعلبة والواجهة.

عشق للتراث

وفي محاولة لكشف التفاصيل الكاملة وراء إنتاج هذه الساعة، تبين أن مخترع الساعة وهو السويسري ميشيل برمجياني مؤسس شركة «برمجياني» للساعات الفاخرة معجب ودارس لأحداث التاريخ الإسلامي، وأكد حبه الشديد لقراءة تطورات المراحل التي مر بها الدين الإسلامي..

كما أنه تتبع علاقة التقويم الهجري بالتاريخ الإسلامي، وقرأ على مدار أكثر من 15 عاماً ترجمات الكتب الإسلامية التي أشارت إلى أن العرب كانوا قبل الإسلام يستخدمون التقويم القمري ويتعاملون مع الأشهر القمرية، ويؤرخون بأبرز الأحداث وهي الأمور التي جعلته يفكر في إنتاج ساعة متميزة ترتبط بهذا التقويم، وتضع أمام العالم الإسلامي حقائق الزمن ثانية بثانية في هذا الإطار.

وتعلم برمجياني - كما يقول - من خلال دراسته أن المسلمين استخدموا التقويم القمري وتعاملوا مع الأشهر القمرية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حيث أرشد الله تعالى المؤمنين في كتابة الكريم إلى الاعتماد على الأهلة في عباداتهم وأمورهم.. فكان المسلمون يعتمدون على الأهلة في أمور عباداتهم وأحوالهم، ويؤرخون بأبرز الأحداث كعام الفيل ونحوه..

كما أنه حدث في عهد عمر بن الخطاب أن كتب له والي البصرة أبو موسى الأشعري يقول: «إنه تأتينا من أمير المؤمنين كتب، فلا ندري على أي نعمل، وقد قرأنا كتاباً محله شعبان، فلا ندري أهو الذي نحن فيه أم الماضي»، وعندها جمع عمر الصحابة للتداول في هذا الأمر.

وكان ذلك في يوم الأربعاء 20 جمادى الآخرة من عام 17ه، وانتهوا إلى ضرورة اختيار مبدأ التاريخ الإسلامي، وتباينت الآراء؛ فمنهم من رأى الأخذ بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم من رأى ببعثته، ومنهم من رأى العمل بتقويم الفرس أو الروم، لكن الرأي استقر على الأخذ برأي علي بن أبي طالب، الذي أشار إلى جعل مبدأ التقويم من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقد اتخذ أول المحرم من السنة التي هاجر فيها الرسول صلى الله عليه وسلم مبدأ التاريخ الإسلامي، على الرغم من أن الهجرة لم تبدأ ولم تنته في ذلك اليوم، إنما بدأت في أواخر شهر صفر ووصل رسول الله صلى الله عليه وسلم مشارف المدينة يوم الاثنين الثامن من ربيع الأول، ثم دخل المدينة يوم الجمعة 12 من شهر ربيع الأول .

كما أن هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم من أعظم الأحداث الإسلامية، فقد فرق الله بها بين الحق والباطل، وأصبح للمسلمين بعدها دولة وقوة وجعلوا ابتداء التاريخ الإسلامي من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.

حركة القمر

ويرى ميشيل أنه من المعروف أن التاريخ الميلادي مرتبط بحركة الشمس، أما التاريخ الهجري فمرتبط بحركة القمر، ولذلك فإن فصول السنة من شتاء وصيف وربيع وخريف تكون ثابتة بالنسبة للتاريخ الميلادي، أو متغيرة بالنسبة للتاريخ الهجري، ولذلك كان من الحكمة ربط أمور العبادة بالتاريخ القمري.

كما أن التاريخ الهجري يتميز بأنه يعتمد على الأهلة وهي علامات محسوسة ظاهرة لكل أحد يعرف بها دخول الشهر وخروجه، فمتى تمت مشاهدة الهلال أول الليل دخل الشهر الجديد وخرج الشهر السابق.

أما الأشهر الميلادية فهي وإن كان مجموعها يشكل السنة الشمسية، إلا أن التفاوت فيما بينها خضع لشيء من التغيير والتبديل، فقد كانت الأشهر اثني عشر شهراً شمسيا، الفردي منها واحد وثلاثون والزوجي ثلاثون إلا الشهر الثاني «فبراير» يأتي ثمانية وعشرين إلا في السنة الكبيسة فيصبح تسعة وعشرين يوما.

وقال إن الإنسان بإلقاء نظرة على القمر يستطيع أن يعرف هل هو في أول الشهر أو وسطه أو آخره، بينما لا يمكن ذلك في الشهر الميلادي لكونه مرتبط بحركة الشمس.

ويؤكد ميشيل أنه تعلم أن التمسك بالتاريخ الهجري من أهم الأمور، فالتمسك به يعني التمسك بالشخصية الإسلامية، ويعني كذلك حفظ الهوية التاريخية للأمة الإسلامية، فجميع الأحداث الإسلامية دُونت بالتاريخ الهجري، كما أوصى العلماء والدعاة إلى الله بربط الناس بالتاريخ الهجري الذي يمثل شعار الأمة الإسلامية ورمز مجدها.

ويرى بعض المختصين أن التقويم الشمسي الميلادي لا يعتبر حساباً للأشهر بقدر ما هو حساب للفصول وتقسيم للأشهر على هذه الفصول، لأن قاعدته هي دوران الأرض حول الشمس وهذا محدد الفصول .

بيد أن التقويم القمري الهجري هو تقويم للشهر الذي يبدأ مع رؤية الهلال وينتهي برؤية الهلال مرة أخرى، ودليلهم في ذلك أن أصل الحساب الشمسي كان قمرياً قبل جيوليوس أو يوليوس القيصر. وعليه فإن التقويم الأصح هو التقويم القمري.

وبالعودة إلى النصوص الفقهية نجد التقويم القمري هو الأصل، بل نصت الأحكام الشرعية على وجوب العمل بهذا التقويم، لقوله تعالى: «يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ» (البقرة: الآية 189)، وقوله تعالى: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ» (التوبة: الآية36.

والتقويم القمري تقويم رباني سماوي كوني توقيفي قديم قدم البشرية وليس من ابتداع أحد الفلكيين، وليس للفلكيين سلطان على أسماء الشهور العربية القمرية، ولكن ليس على عددها أو تسلسلها أو أطوالها، وإنما يتم كل ذلك في حرك كونية ربانية.

وتم تحديد عدد الشهور السنوية في كتاب الله الكريم: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم).

وفي الوقت الذي عبثت أصابع الفلكيين بتقويم الأمم الأخرى في كل جزئية من جزئياتها وأسماء شهورها وأطوالها وهيئاتها وتسلسلها، فإنه لا سلطة للفلكيين أو غيرهم على التقويم القمري بحيث لا يستطيع أحد استبدال اسم شهر بشهر أو موقع شهر بشهر، أو تزيد فيه يوماً أو تنقص منه يوماً، فهو تقويم كامل لا يحتاج إلى تعديل أو تصحيح، وهو رباني من تقدير العزيز العليم.

والأشهر القمرية عرفت قبل الإسلام بمئتي سنة حسب المؤرخين، حتى أن الأشهر القمرية المستعملة من طرف التقويم الهجري الذي سن في عهد عمر بن الخطاب، كانت معروفة عند العرب منذ 412 ميلادية، غير أنها كانت ثابتة في السنة.

أي كانت بعدد أيام السنة الشمسية حسب ما يذكر المؤرخون، بدليل أن تلك الأسماء كانت وصفا للوقت الذي يأتي فيه الشهر، فرمضان نسبة للرمضاء وهو الحر أي الصيف، والربيعان زمن الربيع، والجمادى في زمن تجمد الماء أي في فصل الشتاء، والمحرم هو أحد الأشهر الحرم، وصفر كانت تخلو فيه الديار لخروج القوم للحرب.

وشعبان هو زمن تشعب القبائل للغارات والقتال، وذو القعدة للقعود عن الحرب، وذو الحجة للقيام بالحج فيه، وشوال تطلب الإبل فيه اللقاح.

في ذاكرة التاريخ

ويقول ميشيل برمجياني المخترع السويسري لأول ساعة تعمل بالتقويم الإسلامي، انه أراد أن يترك إرثاً عظيماً في عالم الساعات، وبصمة هامة لتظل باقية في ذاكرة التاريخ وخاصرة الأمس والأجيال المقبلة.. معتبراً أن هذا الاختراع الرائع ركيزة تطور فهم وتطوير تقويم هجري عالمي علمي نموذجي..

وتحتفظ ساعة برمجياني بالطاقة لمدة 30 يوماً، وتم تصنيعها بالكامل في المختبرات العلمية لتعرض الميناء الساعات والدقائق والتاريخ بأرقام عربية، واليوم والشهر بالخط العربي، والسنوات الكبيسة بأرقام عربية والسنوات البسيطة في شكل مؤشرات، كما تعرض مراحل طور الدقة ومخزون الطاقة..

كما تم تصنيع هيكل العلبة، وكذلك القاعدة، من الفضة الصلبة، مع تفاصيل زخرفية من الزجاج البركاني أسود اللون والكوارتز والياقوت لمؤشر مخزون الطاقة.

وتعتمد السنة القمرية الأشهر لا الفصول بحساب الأيام حسب دوران القمر حول الأرض، أي المدة التي يستغرقها القمر للدوران 12 دورة حول الأرض، وكل دورة تمثل شهراً قمرياً واحداً.

ونظراً لكون الدورة القمرية الواحدة حول الأرض تستغرق 530588 .29 يوماً « تحديداً 29 يوماً و12 ساعة و44 دقيقة و 8032 .2 ثانية»، فإن طول الشهر القمري يكون إما 29 أو 30 يوما.

أما طول السنة القمرية فيكون 354 يوماً و6ساعات و48 دقيقة و36 ثانية في السنة البسيطة، و355 في السنة الكبيسة والمقدرة بإحدى عشرة سنة كل ثلاثين سنة وتحدث كل ثلاث أو أربع سنوات حيث يضاف يوماً لشهر ذي الحجة الذي يصبح بثلاثين يوما.

مواصفات

ـ التصميم: مستوحى من «آرت ديكو»

ـ الحركة: حركة برمجياني للساعات الفاخرة ذئ632 الأساسية

ـ عدد الجواهر: 20 قطعة

ـ الأبعاد: 125 - 96 - 20 .55 ملم

الملء اليدوي بواسطة رافعة النقر

ـ الاحتفاظ بالطاقة لمدة 30 يوما

ـ ضبط التقديم - التأخير بواسطة نافذة

ـ مدخل أسفل القاعدة

ـ التردد: 18 ألف ذبذبة في الساعة

ـ معيار تقويمات ذئ532

ـ عدد الجواهر: 13 قطعة

ـ الأبعاد: قطر 134؟ 10 .32 ملم

ـ الوظائف: الساعة - الدقائق - مؤشر التاريخ - مؤشرا اليوم والشهر - مؤشرا السنوات البسيطة والكبيسة - مؤشر دقة طور القمر - مؤشر مخزون الطاقة

تفاصيل

العلبة: الارتفاع: 50 .334 - 40 .242 - 40 .212

المادة: تركيبة معدنية من فضة 925 والمعدن. تشطيب ملمع مبطن بالروديوم، أحجار شبه نفيسة ضد الغبار، كوارتز مع أجزاء داخلية من الزجاج البركاني الأسود، مؤشر مخزون الطاقة من الذهب مع مؤشر من الياقوت.

بلور الزجاج، الوصول إلى مؤشرات التقويم وضبط الوقت من خلال 3 نوافذ ، التاج مصمم من الذهب الأبيض: قطر: 00 .7 ملم، الأحجار المستديرة (كابشون) بلور الزفير

نقش الأرقام الخاصة والأختام على مؤخرة العلبة الميناء: قاعدة زجاج معدني، عداد ذهبي عند الساعة 12 تماماً، مع مؤشرات السنوات الكبيسة بالأرقام العربية والسنوات البسيطة بدعامات الذهب الوردي، التاريخ بالأرقام العربية.

ابوظبي - فريد وجدي

Email