جذور

البشت لباس الرجال في المناسبات

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر البشت من أكثر ملابس الرجال شهرة وأهمية في منطقة الخليج والإمارات بصفة خاصة، وهو لباس عربي إسلامي أصيل «حيث لا يكتمل لباس الرجل الإماراتي من دون البشت الخفيف صيفاً، في حين يكون أكثر سماكة شتاء».

كانت البشوت تأتي جاهزاً من المملكة العربية السعودية خاصة من مناطق الإحساء والرياض، والبعض الآخر يقوم النساج بنسجه محلياً عن طريق خلط شعر الماعز مع صوف الخروف ويغزل بالمغازل.ومن ثم يضرب ويرتب على هيئة بكرات كبيرة ويسدى ويخيط لدى النساج ويباع بعشرين ريالاً آنذاك ومن نفس الصوف يخيطون الزنجفرة «الفانلة الداخلية» والجوارب من أجل لبسها في أيام البرد.كما أن العقال كذلك كان يصنع من الصوف. وكان الرجال يرتدون البشت بصفة دائمة عند ذهابهم إلى المجالس والأسواق وأوقات الصلاة ويحرصون على التطيب بالعطورات عند الذهاب لمثل هذه الأماكن.:ألوان البشوت :أما ألوان البشت قديماً فكانت محصورة في الألوان الأسود والأبيض والبني الفاتح والغامق.لافتاً إلى أن الكندورة ذات اللون الأبيض هي المفضلة لدى الرجال، نظراً لأن اللون الأبيض يعكس أشعة الشمس، وتكون طويلة وفضفاضة ما يجعلها تناسب جو المنطقة الحار، بينما يفضل البعض ارتداء الكندورة ذات الألوان الداكنة المصنوعة من الصوف في فصل الشتاء.

الكندورة أم فروخة

ومازال زي الرجال في الدولة يتوافق مع العادات والتقاليد الإسلامية، حيث يتميز بالبساطة والوقار ويخلو من التطريز، الذي يعتبر نوعاً من الزينة الخاصة بالنساء، ويكاد يكون موحداً إلا من فوارق بسيطة.

وكان الرجال يلبسون الكندورة العربية أم فرّوخة، وتسمى حديثاً طربوشة وقد تفننوا في شكلها وزاد طولها، وكانت تصنع قديماً من قماش اللاس أو الشربت في فصل الصيف في حين تصنع الفرّوخة من الزّري.

الغترة والعقال

وكان الرجل يضع على رأسه الغترة البيضاء «الدسمال» وتستورد من السواحل، خاصة من اليمن أما الغترة البصراوية فتتميز باللون الأحمر والأبيض، أما الشال فيكون عادة مصنوعاً من الصوف ويضع الرجل فوق الغترة العقال الأسود وتحتها القحفية «الطاقية»، وهي تساعد على تثبيت الغترة والعقال على الرأس وفي بعض المناطق يلف الرجال الغترة على رؤوسهم من دون عقال وتسمى العصامة.

الأزار

وكان الرجل يرتدي تحت الكندورة الأزاراً - ولازال - وهو قطعة مستطيلة الشكل طولها متران وعرضها متر، يلفها الرجل حول النصف السفلي من جسمه وعادة ما يستورده التجار من الهند، أما المقصر فكان يلبس أثناء فصل الصيف ويصنع من قماش الشربت وهو نوع من القماش الخفيف.

كما يلبس الرجل في قدميه النعال وهو عبارة عن حذاء بسيط ومن أشهر أنواعه صراري وبوصقف والنعال الهندي وقد يغلب اللونان الأسود والأبيض على نعال الرجال.

وللشاعر حميد بن عبدالله قصيدة يقارن فيها بين شظف حياة الأمس ونعيم اليوم، ردّاً على قصيدة للشاعر غانم العصري ذكر فيها ضيقه ممن شار عليه بالذهاب إلى الدمام في المملكة العربية السعودية للعمل هناك كأجير في شركات البترول، بدايات ظهور البترول في المنطقة.

وقد سافر إلى هناك العديد من أبناء الإمارات للعمل في فترة نهايات الأربعينات وبدايات الخمسينات من القرن المنصرم، نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة في الإمارات حينئِذٍ، يقول العصري في قصيدته التي يتحسّف فيها على ترك لبس (لوزار) واضطراره إلى لبس (الصّروال) في عمله الجديد الذي لم يعتد عليه من قبل كبدوي:

ليْ شار بالدّمام ما شار

بَدْعي عَسَنَّ اللّه ايجازيْه

تصبَحْ وتَمْسي دومْ محتار

والقَلْبْ ما لَهْ من يِسَلّيه

أصْفَجتْ باليمنى على ايْسار

ويْن الصّديجْ اللّيْ يشاكيه

تعْبان مِنْ فارَقتْ لخْيار

يِحْرَمْ عَلَيَّه القْوتْ ما ييِه

الزّيْن بوزلفين وِهْيار

مَضْنون عينيْ مِنْ يساويه

أشْوف قَلْبي هوبْ صَبّارْ

تَعْبان ما ظِنّيْ أوَفّيه

لا بارَك الله في هالسّفار

خِبيْل ليْ يْفارِجْ أهاليْه

حِطْ بَنْطَلونْ أوْتوخْ لوزار

صِرْوالْ حَقْ الشّغِلْ تَبْغيه

واللّه لوْ ما حاتِيْ العار

اللَّنْج قَبْل اللّيلْ لَضْويه

رَدَّ عليه الشاعر حميد بن عبدالله، فقال مواسياً ومُصَبّراً ومذكّراً أن تلك الأيام مضت إلى غير رجعة، وكم من فقير في تلك الأزمان كان لا يملك بيتاً من السعف، ورغم ذلك فتلك الأعمال التي قمنا بها في الغربة والأشغال التي اشتغلناها مجبرين أمام لقمة العيش لم تذهب سديً:

لَشْغال عاضَتْنا م لَسْفار

يْوم السَّلَفْ بَتْرد تَدّيه

كَمْ فِجيْر سَيَّسْ إيْدار

وِالْبيت بالطّابوق يَبْنيه

مِنْ عِقب ماهوْ خْوص

كِسّار كِلْ يومْ بالكِسّارْ يَتْليه

مَتْحيد ذاكْ الْوِجتْ لي صار

اللّه حَرّرنا من بَلاويهْ

هذا العمل يَبغي لَهْ اعتار

ليْ مَرْ عَ الليّان يَطْويه

ما يازِله ثُوبٍ وَلا اوْزار

منْ جانْ تَبْغي الدّيْن تَوْفيه

وقد أصبح الشباب اليوم محظوظون يذهبون للسوق ويجدون ما يسرهم من جميع أنواع وألوان الأقمشة يلبسونها ويكشخون بها، أما في الزمن القديم إلى فترة ما قبل ظهور النفط في المنطقة، فكان الناس خاصة الرجال يضعون ملابسهم في الحناء قبل تفصيلها وحياكتها، لتكتسب لون الحناء ومن أراد صبغها باللون الأصفر فكان يغلي ورق اللوز في الماء وبعد أن يبرد يضع القماش فيه ليكتسب اللون الأصفر.

وزار

كان الرجل يرتدي تحت الكندورة إزاراً ؟ ولازال - وهو قطعة مستطيلة الشكل طولها متران وعرضها متر، يلفها الرجل حول النصف السفلي من جسمه وعادة ما يستورده التجار من الهند، أما المقصر فكان يلبس أثناء فصل الصيف .

Email