ضجة تثيرها «منطقة الموت» في قمة جبل إيفرست

ضجة تثيرها «منطقة الموت» في قمة جبل إيفرست

ت + ت - الحجم الطبيعي

طالبت الدكتورة جان أرنولد، أرملة روب هول، وهو مرشد جبال نيوزلندي أسطوري لقي مصرعه في أسوأ كارثة تتعرض لها قمة ايفرست، بترك جثة زوجها في مكانها، خلال عملية التنظيف الواسعة التي ستجري لأعلى مقبرة في العالم، الموجودة على قمة الجبل، والتي تثير ضجة عالمية كبيرة.

وتعتقد جان أن زوجها الراحل، وهو واحد من ثمانية أشخاص لقوا حتفهم في يوم واحد على قمة ايفرست عام 1996، يرغب بالرقود في المكان الذي توفي فيه، ولا يرغب بأن يخاطر أحد بحياته لاستعادة جثته.

وكان فريق إرشادي نيبالي مؤلف من 31 شخصا قد غادر العاصمة النيبالية، كاتماندو، في إطار بعثة لإزالة خمس جثث ، بما فيها جثة هول، علاوة على طنين من النفايات من «منطقة الموت»، التي ترتفع 8000 عن سطح البحر، والموجودة على قمة ايفرست.

وكانت بعثات سابقة قد أزالت بعض النفايات وأشلاء نصف 300 شخص لقوا مصرعهم في الجبل، غير أنه لم يحاول أحد القيام بالعمل نفسه في «منطقة الموت» المشؤومة، نظرا لأن قلة الأكسجين هناك تعوق الحركة بشدة.

ويقول منظمو الحملة إن لديهم تصريحا من عائلة أحد المتسلقين القتلى، وهو السويسري اوي غولتز، الذي لقي مصرعه على قمة ايفرست عام 2008. كما يسعون للحصول على تصاريح من عائلة اثنين من المتسلقين، وهما سكوت وهول فيشر، وقد لقيا مصرعهما في كارثة عام 1996، والتي وصفت في أحد أكثر الكتب مبيعا، وهو كتاب «نحو هواء رقيق».

ولم تسمع الدكتورة جان أي تعليق على موضوع نقل جثة زوجها من المنظمين، غير أنها تعتقد أن زوجها لو كان حيا لفضل البقاء في المكان الذي دفن فيه على الجبل. ويبدو ذلك المكان ملائما له.

وتقول إنها لا ترغب بالوقوف ضد رغبات أبناء الشعب النيبالي، لكنها تفضل عدم إزعاج زوجها في مرقده الأخير، ويجب تركه يرقد بسلام.

وكان هول قد وصل لتوه إلى قمة ايفرست حينما هبت عاصفة ثلجية شديدة، وأحاطت به هو وزبونه الأميركي المنهك الذي كان يقوم بإرشاده في تسلق الجبل، ويدعى دوغ هانسين. وعلى الرغم من أن هول كان بإمكانه إنقاذ نفسه، غير أنه فضل أن يعسكر مع هانسين في العراء، على بعد 150 مترا أسفل القمة مباشرة وتوفي الأخير في تلك الليلة، ولم يتم العثور على جثته مطلقا.

واستطاع هول البقاء على قيد الحياة 30 ساعة أخرى، لكنه كان بعيدا عن الطريق الرئيسي للقمة، ولم يستطع النجاة. وبقيت جثته في مكانها، ولم يعثر عليها أحد لسنوات عدة. وكانت جثة فيشر أقرب للطريق الرئيسي، واستطاع العديد من المتسلقين رؤيتها. ودفن بمراسيم بسيطة عقب الكارثة.

وقد أعربت أرملته جنيفر برايس عن ارتياحها لأن جثته ستنقل من مكانها، ويتم حرقها في سفح الجبل.وأشارت إلى أنها ناقشت هذا الأمر مع زوجها قبيل رحلته، وقال لها إنه في حال تعرض لأي مكروه، فإنه لا يرغب في أن يصبح مجرد علامة أثر على قمة ايفرست، وأن يكون إحدى تلك الجثث التي تثبط عزيمة المتسلقين الآخرين.

وقد رعت عملية التنظيف مؤسسات تسلق الجبال النيبالية، التي أعلنت أنها لا ترغب بنقل أية جثة من دون موافقة عائلات الضحايا، غير أن تركها في مكانها ينتهك القانون والعادات النيبالية.

كما ان الجبل يعتبر مصدرا لمياه الشرب، وليس من المفيد ترك الجثث هناك.

عمر حرزالله

Email