التشديد الأمني مطلبنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد حوادث التفجيرات التي استهدفت دور العبادة في المملكة العربية السعودية والكويت، ومواقع أخرى في دول عربية خلال الشهور الأخيرة من العام الجاري، شرعت دول عربية وخليجية في تشديد الإجراءات الأمنية حول دور العبادة ورفعت حالة التأهب، بل وحرصت الجهات المسؤولة فيها على اتخاذ الإجراءات القانونية حيال أي منبر ديني يشكل بخطابه خطراً على الوحدة الدينية أو يسهم في زرع الفتنة بين صفوف الأفراد في المجتمعات.

نثق بأمننا وبالسياج الوحدوي الذي يربط بيننا كأبناء مجتمع ودولة، مواطنين ومقيمين، ونعتقد أن اتخاذ المزيد من الاحتياطات الأمنية مسألة ضرورية، لاسيما وأن الإرهابيين تعددت طرقهم في تنفيذ هجماتهم، ولم تعد أهدافهم دور عبادة فقط، بدليل تفجيرات تونس، وموكب النائب العام في مصر.

الأحداث الإرهابية الأخيرة لابد وأن ترفع درجة التأهب، وتدفع نحو تشديد إجراءات الأمن في كل بلد، وفي الإمارات أيضاً ويفترض بنا كأفراد أن نقبل أي إجراءات، والتعاون مع الجهات الأمنية دون اعتقاد أن في هذا الأمر اعتداء على الخصوصية، أو إعاقة لتحركاتنا، فالاحتياطات الأمنية مطلوبة، والاستباق بالحيطة لمثل هذه الحوادث أيضاً مطلوب، لاسيما وأن دولنا تملك من الإمكانات المادية والبشرية ما تملك لزيادة الجاهزية الأمنية والكشف المبكر عن أي محاولات تسعى للمساس بأمن الدول وزعزعته، وأي إجراءات تحمي حياة الناس، مواطنين ومقيمين وزواراً، وهي إجراءات بتنا نراها في أغلب دول العالم، هذا مع ثقتنا المطلقة بمؤسساتنا الأمنية المحترفة والقوية التي جعلت الإمارات عنواناً للاستقرار والأمن.

الله خير حافظ لنا وللبشرية والأوطان، ولكن الحذر واجب لا سيما وان حرب الإرهاب توغلت في المجتمعات، وأصبحت تقتلع من المنازل شباباً في عمر الزهور لتنفيذ هجماتها، وأصبحت دور العبادة والمناهج الدراسية ووسائل الاتصال والتكنولوجيا وسائلها لنشر أفكارها وتجميع عدتها، ما يستلزم جاهزية لها في كل موقع، دون أن يعتقد البعض أننا نبالغ أو نسعى لإثارة الرعب، فطالما حرب الإرهاب اشتد وطيسها فلا بد أن يشتد الأمن على أعلى درجة، ليس لأننا لا نثق في أمننا، ولكن لتطمئن قلوبنا، ولأن علينا دوراً في الشراكة في حماية وطننا، وهذه مهمة على عاتق الجميع بلا استثناء.

Email