حفلات وميزانيات وأكثر!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لفت انتباهنا في الآونة الأخيرة، اتصالات وشكاوى عبر برامج البث المباشر، من جانب أولياء أمور، على المدارس والهيئات التعليمية بخصوص حفلات التخرج التي لا تعد ملزمة لأولياء الأمور في جميع المراحل التعليمية، سواء الحكومية أو الخاصة، فالمدارس تبعث الرسائل للراغبين في مشاركة أبنائهم لدفع رسوم المشاركة في هذه الاحتفالات.

لا أحد ينكر على المدارس جهودها في تنظيم هذه الحفلات، ولكن دعوة الأهالي وتخييرهم بالمشاركة في هذه الحفلات هم وأبناؤهم يبدو أنه بات عبئاً على البعض، ومسألة محرجة لأبنائهم في حال الاعتذار عن المشاركة.

عدم مراعاة الفوارق المادية بين الطلبة، وكذلك الفوارق الثقافية بين أولياء الأمور الذين يرى أكثرهم أنه لا حاجة لهذه الحفلات إلا فيما بعد الثانوية العامة أو الجامعة، مسألة لابد من الانتباه لها، لأن القضية لا تكمن في زي يرتديه الطالب للتخرج في المرحلة التي يدرس فيها فحسب، بل في هدايا وأطعمة وتجهيزات مسبقة قد يبالغ فيها البعض ويعجز عن أقلها البعض الآخر، حتى وأن تحملتها المدرسة بالكامل!

انتقال أبنائنا من مرحلة إلى أخرى مسألة مهمة، لأنها تؤكد اجتيازهم مرحلة دراسية، ويمكن الاكتفاء بحفل بسيط يجتمع فيه الطلاب مع معلميهم، ويكرم فيه الطلاب، وتلفت فيه الأنظار إلى نقاط ضعف وقوة الأبناء، وليكن ذلك باتفاق مع إدارات المدارس دون أن يصل الأمر إلى شكوى في البث المباشر، وتحميل المدارس ومن يعمل فيها فوق طاقتهم رغم أن نياتهم سليمة لا تتجاوز فرحة بمن قضوا معهم أعواماً.

لنترك حفلات هذا العام تمر بسلام، ولكننا نتمنى أن تلغى وتعاد صياغتها العام المقبل، تقليلاً للنفقات ومراعاة لمستويات الجميع وحفظاً للجهود.

للاحتفالات ثقافة ينبغي توعية الأبناء بها في مراحل مبكرة، ويلزم توعيتهم بمسؤوليتهم فيها، وهي مسؤولية تتعدى اللباس والتزين والإنفاق والبذخ، وهذا دور المدارس ودورنا كأولياء أمور لابد أن تكون لنا كلمتنا بدل المسايرة والإنفاق فيما يلزم وما لا يلزم، لدرجة أفقدتنا الفرحة الحقيقية بالخريجين الحقيقيين وسط كثرة الحفلات!

 

Email