عندما يعتادون على التطاول

ت + ت - الحجم الطبيعي

من يراقب شبكات التواصل الاجتماعي، ويتابع ما يكتب فيها، يستغرب الجرأة التي وصلت بالبعض، وجعلت منه يسب ويشتم ويتطاول على شخصيات عامة ورموز دول دون أن يضع لنفسه ضوابط، معتبراً نفسه حكماً في تلك الساحة يرفع قدر من يشاء، ويحط من قدر آخرين وفق توجهاته وآرائه الشخصية، متسبباً ومثيراً العديد من المشكلات التي تتجاوزه من فرد إلى مجتمع وخلافات بين الدول أحياناً، وما نتحدث عنه من تطاول يحدث تحديداً وغالباً في الـ«تويتر» الذي أصبح للأسف منبر من لا منبر له.

حرية التعبير وحريات الآراء لا تعني أن نتطاول، ولا تعني أن نسمح لأنفسنا بالتجاوز علناً، وإثارة المشاكل بيننا كأفراد مجتمع واحد، أو بين مجتمعنا ومجتمع آخر، لكن قلة تدرك الأمر، وأكثرهم يتعمدون ذلك لأنهم يخفون أجندات وراء ما يقومون به.

من يومين شارك سمو الشيخ حمدان بن محمد في سباق كأس الخليج للقدرة في دولة الكويت، وفوجئنا بمغرد كويتي على «تويتر» يتطاول على شخص سمو الشيخ حمدان بن محمد من خلال تغريدات وضعها في حسابه الشخصي، مستغرباً فيها من الحفاوة التي استقبل بها شعب الكويت هذا القائد والفارس الذي يشهد الجميع على شعبيته وجماهيريته في الخليج وغير الخليج، ويشهدون أيضاً على المكانة التي احتلها في القلوب برسالة السلام التي يحملها معه أينما حل وارتحل، ما جعلنا نستغرب هذا الهجوم غير المبرر على سمو الشيخ حمدان بن محمد، وفي توقيت كهذا توقعنا أن هذه الأصوات النشاز في دول الخليج قد صمتت وكفت عن الصراخ بعد أن اتفقت دول الخليج في قمة الرياض على ألا تدع فرصة للإعلام أو لشبكات التواصل الاجتماعي لتأجيج الخلافات بين دول الخليج.

لا يهمنا ما قاله المغرد الكويتي، فهو يمثل نفسه بتغريداته، التي تعكس آراءه وسطحيتها، وأخلاقه التي لم تقدر حجم ضيف بهذا الحجم يدخل الكويت مشاركاً ليرفع علم وطنه، ولا يمكن أن نحمّل شعب الكويت بأكمله، الذي رحب بسمو الشيخ حمدان بن محمد، مسؤولية خطأ فرد أكد جهله بالأعراف والأشخاص.

نحذر من الانزلاق أكثر في هذه المهاترات التي لم تعد تحترم أشخاصاً، ولا رموزاً، ولم تعد تضع اعتباراً لقانون، ولسنا بحاجة لندافع عن سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، فهو غني عن التعريف، ولكننا يجب أن نتكاتف جميعاً لوضع حد لهذه المهاترات.

Email