ليست أمراً هيّناً

ت + ت - الحجم الطبيعي

كنا نعاني في فترة ماضية من بعض فتيات المساج الآسيويات، اللواتي ينشطن في توزيع بطاقات عملهن متضمنة صورا غير لائقة وأرقام هواتف، على أبواب الفلل والبنايات السكنية، وأخيراً على نوافذ السيارات، باعتبار أن تلك الأعمال تهدف للشروع في ممارسات تتجاوز المساج إلى أعمال غير مشروعة سبق وحذرنا منها في مقالات عدة، خاصة بعد أن أصبحت تلك البطاقات الإعلانية تتوزع بشكل كبير، وبعد أن راح ضحيتها صغار السن من الشباب الذين يغرر بهم، وبعد ان أصبحت سبباً في وقوع حوادث سرقة واعتداءات، على أيدي فتيات المساج اللواتي تتم دعوتهن إلى المنازل فيقمن باستغلال وجودهن في المنزل للتعرف على مداخله ومخارجه لتنفيذ عمليات السرقة، هذا إن لم تصل المسألة إلى أعمال غير أخلاقية تجر مصائب أكبر لمستخدميها، كانتشار الأمراض المعدية.

بلدنا يتسم بحمد الله بالخير والأخلاق، والتدين الوسطي، وسمات التراحم نجدها في كل حياتنا، ووسط هذه الصورة الطيبة النقية، هناك من يسعى لمس هذه الصورة، بتصرفات كثيرة، وهي تصرفات قليلة جداً ومحصورة، لكننا نحذر منها، مع معرفتنا انها ليست عنواناً عاماً، ولا ظواهر طاغية في حياتنا، حتى لا ننكر بياض الصورة الإجمالية.

بعض فتيات المساج اللواتي يروجن لأعمالهن غير المشروعة، ويقمن بتوزيع صورهن في كل مكان مرفقة بأرقام هواتفهن، ووعود بأفضل الخدمات في المكان الذي يختاره الزبون، معظمهن يعملن في مراكز تدليك، وبعد انتهاء فترة العمل يأخذن معدات المساج للعمل لحسابهن الخاص، في حين تعمل في المهنة نفسها فتيات وسيدات أخريات انتهت فترة إقامتهن في الدولة ولم يغادرنها واخترن هذا الطريق بغرض الكسب، أو أنهن دخلن إلى الدولة بتأشيرة زيارة أو سياحة، فرغبن في تحصيل مبلغ مالي من خلال إقامتهن في الدولة، خاصة وأن أيا من الزبائن لن يسأل عن رخصة عملهن ولا عن الفحص الطبي ولا عن سلامتهن، ففي البداية والنهاية هن المتكسبات في هذه القضية.

ومع تقديرنا لجهود الشرطة والدوائر الاقتصادية للحدّ من توزيع بطاقات إعلانية في المناطق السكنية، إلا أن المطلوب أكثر من ذلك، لأن المسألة وصلت إلى وجود صالونات للعناية الرجالية بإدارة وعمل سيدات من جنسيات عربيات يقدمن المساج وخدمات أخرى.

الإمارات ملأى بمراكز التدليك التي تتفاوت في مستوى الخدمات والأسعار التي تقدمها، لكن قلة الوعي وعدم التشديد على تلك المراكز وإلزامها ببنود تمنع عمل موظفيها بعد ساعات العمل، ويحدد جنس العاملين فيها للذكور والإناث وضوابط اخرى، أوجد هذه الممارسات التي لا ينبغي استصغارها أو الاستهانة بها، لا سيما ومعظم فئات مجتمعنا هم من الشباب الذين ينقصهم الوعي وتحيط بهم المهالك.

المسألة ليست بالأمر الهين، فما نعده اليوم صغيراً يكبر غداً بإهمالنا له، وعندها تصعب السيطرة عليه وهذا ما لا نأمله أو نتمناه.

Email