جولة مستغانمي بين قرائها

ت + ت - الحجم الطبيعي

المناخ العام في أي مجتمع من المجتمعات ينعكس سلباً وإيجاباً على حياة الأسر والأفراد، ويتأثر الجميع به أياً كانت صورة ذلك التأثير. ومن المناخات التي نشعر بروعة تأثيرها علينا كأسر إماراتية، الفعاليات الثقافية التي تقام في بعض الإمارات لاسيما إمارة الشارقة التي رسمت لها خطاً واضحاً في مجال الثقافة التي عنيت بها مبكراً، فاستقطبت المثقفين باختلاف مشاربهم في مجالات الثقافة.

بالأمس القريب اختتم معرض الشارقة الدولي للكتاب فعالياته التي لم تكن بالشكل الذي عهدناه في بدايات المعرض، فهذا المعرض تحول من مجرد معرض الى سوق ثقافي ينتقل تأثيره من تلك الساحات الواسعة التي تكتظ بالزوار الى منازل أهل الامارات الذين يتسابقون على ان يكون لضيوف المعرض بينهم محل في منتديات اخرى، تجمع الموظفات وربات البيوت، والناشطات الثقافيات في تجمعات اقل ما يمكن ان نقول عنها، انها مجالس ترتقي بالذوق والفكر معا.

احلام مستغانمي.. الروائية والشاعرة الجزائرية التي تجاوز أعداد متابعيها الستة ملايين متابع على مواقع التواصل الاجتماعي وتقود اليوم على حد وصفها "جحافل من القراء" وهي حقيقة لم تبالغ في وصفها بعد قراءتنا لإصداراتها وأروع ما كتبته من رواياتها، كانت ضيفة لدى الأخت العزيزة هلا القرقاوي، مديرة تحرير مجلة زهرة الخليج التنفيذية وسط مجموعة من النساء اقل ما أقول عنهن "زهرات الخليج"، تربية وفكراً وثقافة وعلماً.

كانت الأمسية رائعة وتجلت روعتها في قدرة إعلامية تنفيذية على استقطاب سيدات اختلفن في اهتماماتهن للاستماع والمشاركة في ندوة مصغرة لمناقشة تجربة امرأة شرقية لم يكن همها الوحيد الكتابة عن المرأة العربية وهمومها وقضاياها، بل كان لوطنها والشأن العربي حضور في حياتها وفصول رواياتها.

 انتقلت بنا هذه الأمسية الى نسخة أخرى من الأمسية الأخرى التي القت فيها أحلام مستغانمي كلمتها على هامش معرض الشارقة للكتاب والتي حضرها الآلاف من القراء الذين اعتبرت مستغانمي نفسها مسؤولة أمامهم ومدينة في الوقت نفسه لهم لأنهم السبب في وجود الكتاب.

إذا كانت إمارة الشارقة قد وضعت جهدها وسخرت الكثير من ميزانيتها لإدخال الكتاب الى منزل كل أسرة في الإمارة، فيحق لنا اليوم أن نسعد بوجود إماراتيين وإماراتيات حريصين بمبادرات ذاتية على إدخال المثقفين إلى منازلهم وتحويل الأمسيات فيها إلى أمسيات ثقافية، تناقش موضوعات الفن والفكر والادب الذي يرتقي بالفرد وأفراد أسرته.

على الرغم من التنوع الثقافي في دولة الإمارات العربية المتحدة الناتج عن أعداد الجنسيات الذي يربو على المائتي جنسية، إلا أن عددا كبيرا منا مازال مقصرا في الاطلاع على الثقافات الأخرى، خاصة ثقافات اخوتنا العرب في دول المغرب العربي الشقيق بما في ذلك الجزائر والمغرب وتونس.

شكراً هلا.. وشكراً أحلام مستغانمي.. فقد تجاوزت تقدير القراء واحترام ذكائهم إلى امتلاك قلوبهم بروح رائعة وحضور بهي يترك دائما لهفة للقاء آخر يتجدد..

Email