الخليجيون إخوة وإن أبى غيرهم!

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تخفى على أي منا التحديات السياسية التي يواجهها العالم، ولا يمكن أن نغض الطرف عن فئات تحاول بجهل منها أو بتعمد، النيل من استقرار الدول التي ما زالت تنعم بالأمن والاستقرار مقارنة بغيرها في المنطقة.

دول مجلس التعاون الخليجي أصبح الأمن والاستقرار بتوفيق الله سمة لها، والأمن لم يكن وليد صدفة، بل إنه خيار قيادات وشعوب، وهو ما ميز علاقات هذه الدول على جميع الصعد، ولم يتمكن أحد من المساس بهذه العلاقات رغم الأزمات والتحديات. و»الاصطياد في المياه العكرة« هي الجملة التي يمكن أن نصف بها ما يقوم به البعض لتأجيج الخلافات بين الدول الخليجية، وإذكاء نار الفتنة بين أهل الخليج، في منطقة لا تحتمل هذا النوع من الخلافات والفتن.

فمن يذكي الخلافات بين دول الخليج لا يسعى لتحقيق مصلحة لأي منها، بل يسعى للفتنة التي حرص قادة الخليج منذ التأسيس على وأدها، فلماذا يعمد اليوم البعض لخلاف ذلك؟!

ما الذي حدث، وما الذي تغير في دول الخليج؟ الخلافات كانت جزءاً من العلاقات في موضوعات محددة، حسم بعضها والبعض في طور الانتهاء منه، لكن أياً من أبناء الخليج لم يتجرأ يوماً على المساس بجوهر تلك العلاقات، فلماذا نجد اليوم من يتجرأ على دولة شقيقة وعلى رموزها؟ إن هذا التجرؤ يعني أن طبيعة بعض أبناء الخليج قد تغيرت، أو أن هناك عناصر تدفع بهم للتغير والانسلاخ من جلدتهم لصالح آخرين. تصعيد المواقف وإثارة الفتن بين دول الخليج وهدم القواعد المتينة التي تأسس عليها مجلس التعاون، أمر جديد بأساليب غوغائية لم تصل إلى مستوى الرقي الذي تربى عليه أبناء الخليج حتى عند اختلافهم.

نقول كل ما سبق دفاعاً عن دول مجلس التعاون الخليجي التي لها حق الحفاظ على مكاسبها، ولأننا كأبناء منطقة واحدة متصلة الجذور والمصير، أصبحنا منزعجين من التصعيد غير المبرر بأساليب غوغائية لا تليق بأبناء الخليج، ولا ترقى لطموحاتهم وآمالهم. فالخلافات لا تعني انتهاء علاقات تاريخية ومصالح أكبر ينبغي الحفاظ عليها قبل أن تضيع في حفر من صنع مرتزقة، »الرخص« هو أقل ما توصف به أعمالهم، لأنها تصعّد المواقف وتوسع دائرة الصراعات بين الدول والشعوب.

دول الخليج اليوم، شعوباً قبل القيادات، يفترض أن تضع حداً لهذا التصعيد، بقطع الطرق على كل من يحاول المساس بمصالحها وعلاقتها، بالصبر والحكمة مقابل أي إساءة لا نجهل أهدافها وأجندات أصحابها. والدور الأكبر يقع على القيادات السياسية التي لا ينقصها العقل والنضج والتوازن، لتحافظ على ما ينبغي الحفاظ عليه، فخليجنا سيبقى متوحداً وإن أبى الغير ذلك، وقافلتنا ستستمر في المسير...

Email