إصلاح الخلل يبدأ مبكراً

ت + ت - الحجم الطبيعي

يؤكد المسؤولون عن الجامعات الحكومية وغير الحكومية في الإمارات أهمية إجادة اللغة الإنجليزية من قبل الطلاب الملتحقين بالجامعات، ذلك لأن هذه اللغة باتت متطلباً أساسياً للاعتماد الأكاديمي من قبل البوردات الأجنبية في الخارج لجامعات الدولة، وأداة ترفع تقييم مستوى جامعاتنا، وهو الأمر الذي تطلب فرض الحصول على شهادة كفاءة اللغة الإنجليزية على جميع الملتحقين بالجامعات في الإمارات لاسيما الحكومية حتى وإن لم يكن التخصص علمياً وتتطلب مواده الدراسة باللغة الإنجليزية.

لا نختلف حول أهمية تسليح أبناء الإمارات باللغة الإنجليزية كلغة ثانية لاسيما أن الطبيعة الديمغرافية للمجتمع تفرض علينا تعلم هذه اللغة واستخدامها كذلك، ولكن تقوية هذه اللغة عند الطلبة ورفع مستواها لابد أن يكونا في مراحل مبكرة منذ الصفوف الابتدائية وقبل وصول الطلبة إلى الجامعة، حيث يصعب على العديد منهم اكتساب اللغة بل وربما تصبح هذه اللغة عائقاً لاكتساب أي معارف أخرى ومنفرة له من الدراسة الجامعية بأكملها.

النظام التعليمي في دولة الامارات يشهد تطوراً نوعياً وكمياً، وعلى الرغم من ذلك نجد أن اللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية ليست قادرة على مجاراة مستوى اللغة في نظيرتها في التعليم الخاص، الأمر الذي يدفع بأولياء الأمور لتدريس أبنائهم في المدارس الخاصة، وتحمل الرسوم لتفادي أي فشل في المستقبل الجامعي الذي أصبح يتطلب اللغة الانجليزية بل ويفرضها وتحاسب على مستواها أيضاً بيئات العمل.

اليوم نشهد تسرب طلاب وطالبات من بعض الجامعات الحكومية واتجاههم للعمل مبكراً بسبب فشلهم في إنجاز متطلب اللغة الإنجليزية، ونجد أيضاً أسراً تحملت الكثير من الأعباء المادية نظير تدريس أبنائها في كليات غير معترف بها أو ضعيفة في مستواها الأكاديمي فقط لتتخطى بأبنائها حاجز الخوف من الفشل في دراسة اللغة الانجليزية.

الأمر الذي يؤكد الحاجة الملحة لوضع حلول على المستوى القريب والبعيد لطلبة الجامعات وشهادة كفاءة اللغة الانجليزية، بحيث يتم تطوير المناهج وطرائق تدريسها في المدارس وقبل الوصول إلى الجامعات، وتخصيص فصول دراسية لتدريس اللغة قبل إخضاع الطلبة لامتحانات التوفل والايلتس لنكون بالفعل قد احتوينا ضعف الطلبة في اللغة دون أن نحملهم ما لا يحتملون وخطأ لم يكن في الأساس خطأهم.

لا نتمنى أن يتزايد أعداد الطلبة والطالبات الذين تضيع عليهم فرص إكمال تعليمهم الجامعي بسبب التوفل والايلتس، ويجب على القائمين على إدارة الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في الامارات إيجاد البدائل المناسبة عوضاً عن إجبار الطلبة على المكوث في المنازل لحين اجتياز الامتحان الذي لم يهيأوا له وربما لا يتناسب مع قدرات الكثيرين منهم!

Email