وما سلمى إلا من الشواهد

ت + ت - الحجم الطبيعي

كلنا يعرف الامارات وكيف نشأ ابناؤها على حب الخير والمشاركة في فعله صغيرا او كبيرا، ليس اليوم فحسب في زمن الرخاء، بل منذ اوقات الشدة، وقبل ان تتحول الى الرخاء والرفاه الذي كان وما زال سببا في رخاء وسعادة الكثير من شعوب العالم لاسيما الذين يقيمون على اراضيها.

في الاسابيع الماضية فقدت الامارات امرأة عظمية، وهي المغفور لها بإذن الله سلمى الشرهان، كانت أول ممرضة إماراتية بدأت عملها منذ الخمسينات. قدمت خدماتها لأهل الإمارات في المناطق الجبلية والنائية، فكتبت لنفسها قصة جميلة في التفاني لخدمة الناس، رحمها الله رحمة واسعة. ه

ذا النموذج الرائع يجسد ببساطة متناهية دور الامارات في الغوث ومد يد المساعدة الذي لم تتأخر به يوما تجاه المعوزين والمنكوبين، وهو ما دعا صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم لان يطلق اسم » سلمى« على برنامج الاغاثة الذي امر بتسييره الى قطاع غزة ليرمز بذلك الى ما تتطلع به الامارات من ادوار سامية في تقديم الدعم والمساندة للقاصي والداني، وفي تقديم الغوث لكل محتاج لأهداف واعتبارات انسانية بعيدا عن دهاليز السياسة واي تعصبات عرقية او دينية.

منذ بدء الغزو الاسرائيلي والامارات لم تتوقف عن تقديم دعمها الى الشعب الفلسطيني بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم، وسمو الشيخ محمد بن زايد، فتوالت المساعدات وتعددت صورها، كان اخرها تسيير 17 رحلة جوية من دبي، لنقل بطانيات وأدوية ومساعدات غذائية شملت 100 ألف وجبة، ناهيك عن جهود اخرى للهلال الاحمر الاماراتي في تقديم مساعدات غذائية واخرى طبية، و تجهيز المستشفى الميداني، وتوزيع بعض المساعدات النقدية، وتوقيع اتفاقات لبناء وحدات سكنية لبيوت دمرت.

مبادرة »سلمى« في فلسطين شاهد على ان الامارات ستبقى قيادة وشعبا، دائما وأبدا داعمة ومساندة للمشاريع الانسانية، إننا لا نتحدث عن مساهمات الامارات في القضية الفلسطينية لان البعض يشكك او يطعن فيها او يقلل من اهميتها، ولكننا نذكر أنفسنا كأفراد بأهمية التعاضد والتكاتف على المستوى الفردي لنصرة قضايا العالم العربي الذي تكترث لها الامارات. فالبعد العربي من الأبعاد الأساسية في سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة الخارجية، والقضية الفلسطينية تقع في جوهر هذا البعد العربي منذ قيام الاتحاد، وهو ما تؤكد عليه دائما في المحافل الإقليمية والدولية وفي دعوتها المستمرة إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية،

Email