مجلس البطين الرمضاني.. مفاهيم مختلفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

دأب الجميع على جعل شهر رمضان فرصة للتواصل، ذلك أنه من أفضل الشهور، وأيامه من أكثر الأيام التي يستطيع فيها الإنسان التواصل مع الآخرين، لا سيما بعد صلاة التراويح، في مجالس يقيمها الأفراد في الأحياء. وعلى الرغم من أهمية هذه المجالس في الحفاظ على الأواصر الاجتماعية، فإن كثيراً منها للأسف أصبح مضيعة للوقت، بما يقضيه الأفراد فيها بين لعب الورق أو الشطرنج أو قضاء ساعات بين التلفاز والانشغال بالأجهزة الإلكترونية، ووسائل التواصل الاجتماعي، حتى إن الجدوى الحقيقية من إقامة تلك المجالس باتت غائبة للباحث عنها.

منذ سنوات لا تقل عن السبع، بدأ الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في فتح مجلسه في البطين، خلال شهر رمضان ليستضيف محاضرين في مجالات مختلفة، الأمر الذي خلق مفهوماً جديداً للمجالس الرمضانية، في أسلوبها وكيفية إدارة الوقت فيها، فهي تجمع بين الوصل المعرفي، والوصل الاجتماعي أيضاً، بحضور سموه، وجمع من المسؤولين نساء ورجالاً.

وعلى الرغم من نجاح هذه المجالس فإننا ما زلنا نشعر بأن التغطية الإعلامية الرسمية لها متواضعة، وتهضمها حقها، وتحرم كثيرين الاستفادة منها، وهو ما يجعلنا نتطلع إلى تغطية إعلامية تَنقل بشكل فوري من خلال شبكات التواصل الاجتماعي كـ»تويتر«، لنشر أبرز ما يقال في المحاضرة وما يناقش فيها، إضافة إلى أهمية إعادة بث المحاضرات في قنواتنا المحلية، ليستفيد منها المهتمون، ولتكون دافعاً للحفاظ على مجالسنا الرمضانية هادفة وقيمة، نلتقي فيها لنرتقي.

مجلس محمد بن زايد في قصر البطين، واستضافته للمحاضرين سنوياً، خلال شهر رمضان، وبعد رمضان في مناسبات محددة، واختيار الموضوعات بعناية من دون حصرها في الجانب الديني، سنة حسنة لا سيما أن المحاضرين من ثقافات وخلفيات مختلفة، وبمستوى عال نثق بأنه قادر على تحويل وتطوير موضوعاتها إلى مادة، يتفاعل معها الجميع، بل ومادة تستفيد منها قطاعات الدولة، ولا تنقص القائمين على تنظيمها، الإمكانات للقيام بذلك، بدليل النجاح الذي حققته، الذي نتطلع للمزيد منه.

Email