فتيات المساج وما أدراك ما هن!

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت شرطة دبي منذ أيام عن اتخاذ إجراءات أمنية صارمة، بالتنسيق مع دائرة التنمية الاقتصادية، ضد فتيات المساج اللواتي ينشطن في توزيع بطاقات تتضمن صورا شبه عارية وأرقام هواتف، على أبواب الفلل والبنايات السكنية، باعتبار أن تلك الأعمال تهدف للشروع في ممارسات تتجاوز المساج إلى أعمال غير مشروعة سبق وحذرنا منها في مقالات عدة، خاصة بعد أن أصبحت تلك البطاقات الإعلانية تتوزع بشكل كبير.

 

وفي مناطق واسعة من إمارة دبي وخارجها، وأصبحت سببا في وقوع حوادث سرقة واعتداءات، على أيدي فتيات المساج اللواتي تتم دعوتهن إلى المنازل فيقمن باستغلال وجودهن في المنزل للتعرف على مداخله ومخارجه لتنفيذ عمليات السرقة، هذا إن لم تصل المسألة إلى أعمال غير أخلاقية تجر مصائب أكبر لمستخدميها، كانتشار الأمراض المعدية.

 

لا عجب في ما نقول أو ما نتحدث عنه، ففتيات المساج اللواتي يروجن لأعمالهن غير المشروعة، ويقمن بتوزيع صورهن في كل مكان مرفقة بأرقام هواتفهن، ووعود بأفضل الخدمات في المكان الذي يختاره الزبون، معظمهن يعملن في مراكز تدليك،.

 

وبعد انتهاء فترة العمل يأخذن معدات المساج للعمل لحسابهن الخاص، في حين تعمل في المهنة نفسها فتيات وسيدات أخريات انتهت فترة إقامتهن في الدولة ولم يغادرنها.

 

واخترن هذا الطريق بغرض الكسب، أو أنهن دخلن إلى الدولة بتأشيرة زيارة أو سياحة، فرغبن في تحصيل مبلغ مالي من وراء المساج خلال إقامتهن في الدولة، خاصة وأن أيا من الزبائن لن يسأل عن رخصة عملهن ولا عن الفحص الطبي ولا عن سلامتهن، ففي البداية والنهاية هن الرابح الأكيد في هذه القضية.

 

ومع تقديرنا لجهود شرطة دبي ودائرة التنمية الاقتصادية في دبي، في الحملة التي تهدف للحدّ من توزيع بطاقات إعلانية في المناطق السكنية، إلا أن المطلوب أكثر من ذلك، لأن وصول الإعلانات لم يعد بالأمر الصعب في ظل توفر وسائل التكنولوجيا. فالمطلوب هو إطلاق إعلانات تحذير للأسر وللشباب الذين قد يقعون ضحايا لفتيات المساج وإغراءاتهن.

 

والتحذير من الانحرافات المقنعة والأمراض التي قد تنتشر بينهم، تحذير الأسر التي تفتح أبوابها لسيدات وفتيات لا يحملن رخصا مهنية، وتثق بهن وهن لسن أهلا للثقة، ولا يمكن العثور عليهن في حال قمن بأعمال تستهدف أمن الأسرة في منزلها. فلو كان هذا الوعي موجودا لما وجدنا تجارة فتيات المساج رائجة،.

 

ولما وجدنا إقبالا عليهن، فدبي ملأى بمراكز التدليك التي تتفاوت في مستوى الخدمات والأسعار التي تقدمها، لكن قلة الوعي وعدم التشديد على تلك المراكز وإلزامها ببنود تمنع عمل موظفيها بعد ساعات العمل، أوجد هذه الممارسات التي لا ينبغي استصغارها أو الاستهانة بها، لا سيما ومعظم فئات مجتمعنا هم من الشباب.

 

المسألة ليست بالأمر الهين، فما نعده اليوم صغيراً يكبر غداً بإهمالنا له، وعندها تصعب السيطرة عليه وهذا ما لا نأمله أو نتمناه.

 

 

Email