«مركز التوحد».. يساهم في دمج الأطفال اجتماعياً (2)

«مركز التوحد».. يساهم في دمج الأطفال اجتماعياً (2)

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تلعب مراكز ومؤسسات رعاية المعاقين الخاصة في الدولة دورا كبيرا لتساهم في تخفيف الاعباء عنهم وعن كاهل اولياء أمور واسر هذه الفئة من المجتمع التي حرمت الكثير من النعم التي يتمتع بها الاصحاء وتنجح في تخفيف معاناتهم ودمجهم في المجتمع. ولولا جهود البعض وإيمانهم بالرسالة التي يمكن ان تؤديها هذه المراكز وما تضطلع به من مسؤوليات كبيرة ترهق عادة الحكومات ما كنا رأينا اليوم العشرات من تلك المراكز المتخصصة في التعامل مع أصحاب الإعاقات المختلفة.

ومن المراكز التي تلعب دورا مهما في حياة ابنائنا الذين يعانون من اضطراب التوحد ويساهم في تأهيل ودمج عدد لابأس به من نزلائه يأتي «مركز الإمارات للتوحد» الذي اخذ على عاتقه منذ تأسيسه قبل عامين وتحديدا في العام 2007 على يد مجموعة من اسر من يعانون من هذا الاضطراب في تحقيق العديد من النجاحات في استقبال وتأهيل وتدريب اطفال التوحد ودمجهم في مدارس التعليم العام على الرغم من التكاليف الباهظة التي يتحملها مركز متخصص يعمل بدوام كامل ويخصص مدرسا لكل حالة او ما يعرف بمدرس الظل «الشادو» في الوقت الذي لا يجد من يدعم موارده التي تقتصر على المصاريف التي تحصل من النزلاء فقط.

ويمكن القول انه في ظل الظروف الخاصة لتأهيل وتدريب هذه الفئة من الاعاقة فان المركز في حاجة ماسة إلى رعاية المؤسسات والهيئات الخيرية والانسانية ورجال الاعمال والشخصيات رفيعة المستوى بالدولة حتى يستطيع تقديم الخدمات المتخصصة وتطويرها في ظل الارتفاع المتواصل للتكاليف. «البيان» التقت أمل جلال صبري مديرة مركز الإمارات للتوحد وهي في الوقت ذاته أم لحالة توحد للحديث عن المركز واضطراب التوحد وكيفية اعداد وتأهيل «الأطفال التوحديين».

وقالت إن «مركز الإمارات للتوحد» أنشئ وبدأ نشاطه في مارس عام 2007 ولكن افتتاحه الرسمي كان في شهر ابريل عام 2008 وهو مركز اهلي متخصص في مجال التوحد مقره العاصمة ابوظبي وهو مؤسسة نفع عام لا يهدفإلى الربح ومصادر تمويله تعتمد على دعم الهيئات الخيرية والجمعيات الأهلية والشركات والافراد ويقوم برعاية اطفال التوحد وإعاقات النمو الشاملة. وتعتمد رؤية المركز على أن كل طفل يستطيع تنمية قدراته الكاملة واكتساب المهارات الضرورية للاستقلالية من أجل العودة إلى أسرته ومجتمعه ومدرسته من خلال تبني المركز لفلسفة تقوم على المنهج النفسي والتعليمي من خلال التركيز على تطور الجوانب الاجتماعية والادراكية والنفسية والسلوكية للطفل.

وأوضحت أمل جلال أن فكرة إنشاء المركز جاءت من مجموعة من أولياء أمور طلاب «توحديين» وأنا منهم حيث انني والدة أحد حالات التوحد وهو «عمرو» الذي اعتبره رسالة منحني إياها الله سبحانه وتعالى من أجل إنشاء المركز. وفكرنا في إنشاء مركز خاص في التوحد لان المراكز غير المتخصصة في التوحد لا تستطيع تقديم الخدمة اللازمة لاطفال التوحد والتدريب الفردي والذي يتخلف عن انواع الإعاقات الاخرى حيث يتم تدريبهم بتقنيات متطورة وبشكل فردي ويتم اعداد برنامج تعليمي لكل طفل والذي يعتبر حالة فردية تختلف عن الاطفال الآخرين. والمركز هو الاول الخاص بدوام كامل يعمل من الساعة الثامنة صباحا وحتى الساعة الثالثة عصرا بخلاف المراكز الاخرى التي تعمل لفترات دوام اقل وليس بدوام كامل.

برامج المركز

وحول البرامج التي يقدمها المركز للتعامل مع حالات التوحد المختلفة قالت إن المركز يقدم برامج اجتماعية وأكاديمية ومهنية للأطفال التوحديين الذين يحتاجونإلى بديل تخصصي للمدرسة العامة وتأهيلهم للانتقالإلى بيئة توفر لهم قدرا اكبر من الاستقلالية ويتم تدريب الطلاب على المهارات الاجتماعية الحياتية والعملية حيث يتم الجمع بين المواد الأكاديمية والمهنية بعد القيام بالمعالجة السلوكية.

وأضافت ان المركز يتمتع بالعديد من المزايا التي تجعله مركزا فريدا حيث يقدم العديد من الخدمات لأطفال إضطرابات التوحد والإسبرجر اللذين لديهم تجارب غير ناجحة في مواقف تعليمية سابقة واسلوب الفريق المتعدد الأنظمة المدمج لتصميم خطط تعليمية محورها الطالب ويتطلب لذلك شيئين على الأقل هما وجود اشخاص متفانين ومهتمين فيما بينهم الكثير من التواصل ويقدم فريق المركز خدمات تخصصية في مجالات التربية البدنية التكيفية والتربية الفنية ومعالجة السلوك وعلاج اضطرابات اللغة والنطق والكمبيوتر بالاضافة إلى التخطيط والتقييم المهني والتربية الموسيقية والتدريب المنزلي.

وأشارت إلى أنه يوجد بالمركز حاليا 42 حالة توحد تم دمج نحو 20 حالة في المدارس الحكومية والخاصة برفقة مدرسة مساعدة او ما يطلق عليه مدرسة ظل «شادو» ترافق الاطفال لجزء من اليوم تترواح اعمارهم بين 3إلى 18 سنة. والمركز غير ربحي مرخص من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والرسوم للطالب تقارب 60 الف درهم سنويا تسدد الاسرة 30 الف درهم سنويا فقط وهو مبلغ يثقل كاهل الاسرة في الوقت الذي يعاني فيه المركز من عجز مالي كبير نظرا لطبيعة تدريب اطفال التوحد بشكل فردي ما يجعل عدد الكادر التعليمي والتدريبي بالمركز يقارب عدد الاطفال بالمركز.

موارد المركز

وحول موارد المركز قالت إنها تعتمد بشكل إساسي على الرسوم التي تحصل عن الحالات بالمركز ولا توجد لدينا مصادر اخرى للتمويل على الرغم من التكاليف الكبيرة والباهظة جدا لتقديم الخدمات المتخصصة لاطفال التوحد ولذا فاننا في حاجةإلى رعاية المؤسسات والشركات والشخصيات رفيعة المستوى بالدولة لهذه المراكز ومنها مركزنا حتى تستطيع اكمال مسيرتها الانسانية.

وأشارت إلى أن ضعف الموارد المالية للمركز يقف حائلا امام استقبال واستيعاب عدد اكبر من الاطفال وهناك اعداد من اطفال التوحد لا يجدون مراكز لاستيعابهم كما ان المركز الحكومية قليلة ولا تستوعب سوى الاطفال المواطنين فقط واذا كانت المراكز الخاصة انشئت لمساندة المراكز الحكومية وتخفيف الاعباء عنها فنحن في حاجةإلى مساندة الدولة لهذه المراكز الخاصة لان من حق هذه المراكز الحصول على الدعم والرعاية من مؤسسات الدولة لاننا مركز غير ربحي واي نشاط يزيد عن قدرات وامكانيات المركز المالية يؤديإلى زيادة العجز وانخفاض اعداد المقبولين به في ظل رواتب الكادر التعليمي والاداري وايجار الفيلا مقر المركز الذي يكلفنا 300 الف درهم سنويا وتستوعب 40 طالبا فقط.

وقالت أمل جلال يوجد لدينا ما نسبته 55% من عدد الحالات بالمركز من المواطنين و45 % للمقيمين ويتم تحصيل ذات الرسوم منهم أي انها نفسها ولا تفرقة بين المواطنين والمقيمين في هذا الصدد.

توعية المجتمع

وأضافت أن المركز سيقوم خلال الاحتفالات بيوم التوحد بتوعية المجتمع بالتوحد وماهية التوحد وكيفية التعامل مع الاطفال التوحديين موضحة أن كل مركز للتوحد يختار فترة لتقديم خدماته في اطار التوعية ونقدم احتفالات هذا العام بالتعاون مع كل من دبي والشارقة. وقالت: يوجد اهتمام كبير بذوي الاحتياجات الخاصة ويتمثل ذلك في قيادة البلاد الرشيدة حيث أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة قرارا بدمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس وفي المجتمع وهذه حالة فريدة ونأمل أن تحذو بقية دول العالم حذو الإمارات في هذا التوجه.

أم لحالة توحد

قالت أمل جلال صبري مديرة مركز الإمارات للتوحد انها أم لحالة توحد وهو عمرو وترتبيه الثالث والاخير بين أبنائها وعمره حاليا 18 عاما وهو مدمج في مدرسة عبد الجليل الفهيم بالصف الثامن وكان دمجه عن طريق عرض فيلم في الحلقة النقاشية للتوحد كحالة عملية لأولياء الأمور المشاركين في الحلقة ونتيجة لعرض الفيلم استجابت وزارة التربية والتعليم وتم استثنائه من الدمج في المدراس العامة كونه وافد وتوجد لديه اعاقة ذهنية ويعتبر عمرو اول حالة تدمج في فصول التربية الخاصة بالمدارس الحكومية خاصة وانه تخطى السن القانونية للدراسة بها.

وأضافت ان عمرو فتح الباب لدمج الكثير من الحالات وحتى الان دمج التوحديين يحتاجإلى ان تكون الحالة برفقة مدرس مساعد أو «ظل» مشيرةإلى أن مجلس ابوظبي للتعليم يقوم حاليا بتطوير المناهج بما يتناسب مع ذوي الاحتياجات الخاصة ومنهم «الاطفال التوحديين».

التوحد وأعراضه

التوحد اضطراب نمائي يتميز بقصور نوعي في التفاعل الاجتماعي والتواصل اللفظي وغير اللفظي مصحوب بأنماط سلوكية متكررة وتظهر ملامحه قبل بلوغ الطفل عمر الثلاثين شهرا. ولم تتوصل معظم البحوث العلمية التي اجريت حول التوحد إلى سبب مباشر ولكن بشكل واضح ان هناك خللا وظيفيا بالدماغ. وتنقسم اعراضه إلى أعراض الاساسية وهي:

* توقف او قصور في نمو اللغة والقدرة على التعبير عن الذات بطريقة وظيفية.

* قصور او توقف نمو المهارات الاجتماعية والارتباط الاجتماعي مع الآخرين.

* غياب اللعب التخيلي والتقليد والاندماج في حركات نمطية لفترات طويلة.

واعراض الاضافية وهى:

* مقاومة تغيير الروتين اليومي.

*العزوف عن تلاقي العيون.

* الحساسية للمثيرات الحسية.

* تكرار واعادة جمل او كلمات.

فرط الحركة او الخمول الحركي.

* استثارة الذات.

* غياب التجاوب الانفعالي والعاطفي.

مركز رأس الخيمة لتأهيل المعاقين يحتفل باليوم العالمي للتوحد

احتفل مركز رأس الخيمة لتأهيل المعاقين باليوم العالمي للتوحد الذي اعتمد ليكون بتاريخ 2 ابريل للدلالة على مشاركة الإنسانية في إظهار تعاطفها الكبير مع مرضى التوحد. وقالت الشيخة إلهام بنت عبدالعزيز القاسمي مديرة مركز رأس الخيمة لتأهيل المعاقين، ان انتشار المرض الكبير كان له دوره في دفع وزارة الشؤون الاجتماعية لإعداد برامج تربوية مميزة إضافة إلى تأهيل كوادر للتعامل مع هذه الفئة.

وذكرت مديرة مركز رأس الخيمة لتأهيل المعاقين أن احتفال المركز قد تم بالتعاون مع عدد من المدارس كمدرسة التربية الإسلامية والكواكب وروضة العبير ومدرسة الرؤيا، حيث تم تقديم عدد من الفقرات والمسابقات إضافة إلى محاضرة توعية عن منظومة خدمات أطفال التوحد ألقتها سلمى كنعان من إدارة رعاية وتأهيل المعاقين في وزارة الشؤون الاجتماعية، ولونا إبراهيم يونس أخصائية العلاج الوظيفي.

الخطة المستقبلية للمركز

* استقبال عدد اكبر من الطلاب وزيادة عدد العاملين بالمركز مع تدريبهم على احدث برامج تخدم هذا المجال.

* توسعة وتطوير وحدة الكشف المبكر بالمركز لتقوم بدورها في استقبال الأطفال من إنحاء الإمارات.

* إنشاء وحدة للأبحاث والترجمة ودمجها بمكتبة رقمية مرتبطة بشبكة الانترنت للاطلاع على كل ماهو جديد في عالم اضطراب طيف التوحد والاضطرابات النمائية الشاملة.

* إنشاء وحدة للتدريب بالمركز تقوم بتنفيذ الدورات وورش العمل التطبيقية لكافة المستويات وفقا لجدول زمني معلن.

* تطوير قسم التأهيل المهني وإضافة المزيد من الورش الإنتاجية والعمل على توفير فرص عمل حقيقية للطلاب المؤهلين.

* العمل على تأسيس جمعية للتوحديين تقوم بالدفاع عن حقوقهم وتأمين مستقبلهم من خلال مشروعات ترعاها الجمعية

ممدوح عبد الحميد

Email