شيخة عبيد: منذ صغري وأنا أهوى التدريس

شيخة عبيد: منذ صغري وأنا أهوى التدريس

ت + ت - الحجم الطبيعي

نعلم أن الحياة يمكن أن تبدأ مرة ثانية.. وربما ثالثة... عندما نقرر لها ذلك دون النظر إلى أي معوقات أخرى يمكن أن تقف أمام الانطلاقة نحو أفق جديد .. كيف نجد أنفسنا في علاقتنا مع الحياة الجديدة دون اعتبار إلى شهادات الميلاد؟

فكثير من الأشخاص لا يحب أن يقال عنه إنه وصل نهاية الطريق، لأن ذلك يعني جمود التفاعل والتجربة مع الحياة، لكن هذا الأمر عند الشعراء عكس ذلك لأنهم عشاق الآفاق المفتوحة والإبداع والسعي نحو التغيير دائما، وبالواقع إذا كانت خبرة الحياة هي رصيد للوقار والأفكار، فهي تلاحقنا جميعاً، لذا علينا وإن غزا رؤوسنا الثلج الأبيض، أن نتعلم فن التعايش مع راحة البال، ونعطي كل ساعة فرحة، خاصة إذا التقينا بأحفادنا أصبحنا منهم، وإذا رأينا أصدقاءنا ضحكنا معهم على ذكريات قديمة.

ونموذج (حصاد العمر) الذي نعرضه اليوم هو دلالة على ربيع عمر متجدد، يدعو إلى الراحة بعد عناء طويل، وذلك من خلال لمعان ينعكس من عينين وروح عاشقتين للحياة.

اليوم نتعرف على حياة وحكمة نموذج جديد، تحيطك أثناء حديثها بعاطفة الأمومة التي تنبعث من عينيها ....وهي المعلمة شيخة عبيد وكان هذا الحوار:

كيف بدأت حياتك العملية؟

تخرجت من برنامج التأهيل التربوي في دبي في العاام 1985، وتعينت معلمة رياض أطفال ودرست أربع مواد هي الرياضيات والعلوم والدين واللغة العربية.

وما هي طبيعة العمل؟ وما هي الوظائف التي تدرجت فيها؟

طوال سنوات الخدمة عملت معلمة رياض أطفال، ولم أتدرج في السلم الوظيفي، لأني كنت أحمل شهادة الدبلوم والترقيات كانت تشمل فقط حملة شهادة البكالوريوس.

الم يخطر ببالك متابعة دراستك الجامعية؟

في وقت معين فكرت، لكني تراجعت عن قراري، لأن تنفيذه سيكون على حساب وقت بيتي وبناتي، حيث إن الدراسة في الجامعة تبدأ في الرابعة عصراً وتنتهي في الثامنة والنصف مساءً.

كيف تنظري إلى طبيعة عملك، وما وصلت إليه؟

منذ صغري أنا أهوى مهنة التدريس، كما أن التدريس سابقاً المهنة الوحيدة التي يتقبلها الأهل والمجتمع بالنسبة للفتاة.

هل حققت الأهداف المرجوة من عملك؟

أهم أهدافي كان العمل بهذا المجال، والمساهمة في بناء جيل يعتمد على كتاب الله وسنة رسوله، لأن المعلمة تربي ثم تعلم.

صفي أول وآخر يوم عمل لك؟

في أول يوم شعرت أني سأموت خوفاً!!، ولم أعرف من أين أبدأ؟ وكيف أتعامل مع الطلاب؟، وكنت أتصرف على غير طبيعتي، وذلك لم أكن غير مرتاحة بسبب مرافقة الموجه التربوي لي، لكن مع التعود والممارسة اليومية لعملي أصبح كل شيء طبيعيا.

أما آخر يوم كانت مسرورة جداً، وذهبت للوزارة لتقديم أوراقي واستقلت وشعرت بالراحة، لكن بعد التقاعد والجلوس بالمنزل شعرت بفراغ كبير وافتقدت المدرسة وصديقاتي وطلابي وأجواء المدرسة بشكل عام، وخلال العام الأول بعد التقاعد كنت أتردد على المدرسة بشكل يومي تقريباً وأزور الصف الذي كنت أدرس فيه، ومازلت أحس برغبة للعودة للعمل، لكن بشرط أن أدرس الأجيال السابقة التي درستها قبل عشر سنوات من تقاعدي.

ولماذا الأجيال السابقة؟

لأنها تقدر المعلم أكثر وتحترمه وتحبه بالوقت نفسه، كما أنها بطبيعتها أجيال هادئة ومتجاوبة مع المعلم والعلم.

بعد سنوات عمل طويلة ما الحكمة التي خرجت بها؟

حكمتي الذي أمشي عليها وأكررها دائماً على مسامع بناتي هي، (من سعى جنى.. ومن نام رأى الأحلام).

هل لك أن تلخصي لنا خبرة 22 سنة في جملة واحدة؟

عملي أعطاني خبرة كبيرة في مجال تأهيل الأطفال، والتعامل معهم ومع بناتي، كما أن تربية الأجيال أفضل مهنة، ومن خلالها نصنع مستقبل وطننا، حيث إن (العلم في الصغر كالنقش في الحجر).

ما الفائدة الثقافية أو الاجتماعية التي خرجت بها ؟

العمل في مجال التعليم زاد من معلوماتي الثقافية، خاصة في المجال الديني وتفسير الآيات القرآنية وأخذ العبرة من القصص الواردة فيها، كما أني كنت في سابق لا أحب المطالعة ولا أقرأ أبداً، لكني استفدت من عملي وأصبحت أقرأ كثيراً، أما من الناحية الاجتماعية فقد كونت أغلب صدقاتي، بالإضافة إلى أني تعاملت مع كثير من الجنسيات وتعرفت على عاداتهم وتقاليدهم.

بماذا تنصحي الموظفين الجدد؟

مع أن طرق التدريس أصبحت الآن سهلة وكل شيء متوفر للمعلم على اسطوانات مدمجة (سي دي)، عكس السابق حيث كان المعلم يكتب كل شيء على دفاتر التحضير، ومع كل هذا التطور والراحة لا أنصح أحدا بالعمل في مجال التربية والتعليم حالياً، لأن جيل هذه الأيام متعب ومستهتر، كما أن بعض الأهالي لا يتعاونون مع المدرسة.

بالإضافة إلى أن الكل يعتمد على المعلم ويطلب منه، فالطالب يسأل المعلم، والمدير ينتظر التحضير منه والموجه يقيم أداءه، كما أنه مطالب بتوفر بيئة صفية جيدة، ومع كل هذه الواجبات لا توجد حقوق تكافئ هذا المعلم، فراتبه قليل ولا يحصل على تأمين صحي ولا على تذاكر سفر ولا توجد له حقوق.

ما هي أصعب المواقف التي تعرضت لها بالعمل، وكيف تعاملت معها؟

أصعب المواقف التي كانت تمر علي عندما تتعرض والدة طفل للأذى، خاصة لا سمح الله حالة الوفاة، فهنا يجب أن يعامل الطفل معاملة خاصة دون أن يشعر هو بالعطف عليه أو يشعر زملاؤه بالتميز حتى تثار بينهم الضغينة.

وأطرف المواقف؟

لا أذكر موقفا معينا، فأنا كنت أدرس أطفالا صغارا فأفعال وحركات هذا العمر كلها بحد ذاتها طرفة.

ما هو أصعب قرار اتخذتيه في حياتك العملية؟

في حياتي المهنية لم أتخذ أي قرار صعب، لكن آخر أربع سنوات من العمل درست صفاً من 50 طالبا، وكان متعبا جداً، حيث إن أربع معلمات رفضن أن يدرسنه، لذا خلال هذه السنوات فكرت بالتقاعد وكان تنفيذ القرار بين ليلة وضحاها، رغم أن مديرة المدرسة حاولت إقناعي بالتراجع، لكني لم أتراجع واصريت على موقفي.

لو عاد الزمن للوراء هل تختاري الوظيفة نفسها ؟

إذا عاد الزمان للوراء أختار المهنة نفسها في حال كان الجيل الذي سأقوم بتدريسه يحمل صفات الجيل الذي درسته قبل عشر سنوات وأن يكون صف بنات، لأنهن أهدأ.

كيف ينظر أبناؤك إلى طبيعة عملك؟

عملي بوجهة نظر أبنائي يوصل رسالة لها مكانة وتقدير بالمجتمع، لكن بالوقت نفسه يرون أنه متعب جداً وأخذ مني وقتا وجهدا كبيرين على حساب تربيتهم، حيث إني كنت ملتزمة جداً ولم أتأخر يوماً واحداً على العمل، بل كنت دائماً قبل بدء الدوام بنصف ساعة على الأقل موجودة بالمدرسة، ولم ألق أي حافز سوى كلمة وشهادات الشكر والتقدير.

ما هي خططك المستقبلية للعمل؟

عملت حتى تخرجت بناتي الثلاث وعملن في شركات ومؤسسات مرموقة، لذا ليس لدي خطط عمل مستقبلية، فأنا أفكر حالياً بالانتساب إلى مركز تحفيظ قرآن كي أتعلم التلاوة والتفسير.

هل تعتقدين أنك تجدين التقدير الذي تستحقينه من المجتمع وأصدقائك؟

نعم، وأجد هذا من طلابي وأولياء أمورهم بأي مكان أتردد عليه وأصادف أحدا منهم.

البيانات الشخصية:

الاسم: شيخة عبيد خميس.

عدد سنوات العمل: 22 عاماً.

جهة العمل: وزارة التربية والتعليم.

المهنة: معلمة.

شهادات التقدير:

شهادة لحسن المعاملة والتعاون.

شهادة شكر من الهيئة العامة للشباب.

شهادات شكر وتقدير من كل المدارس التي عملت بها.

شهادة من وزارة التربية على اهتمامها بالبيئة الصفية.

شهادة شكر من مشروع مركز الضاد.

شهادات شكر على المشاركة في فعاليات مهرجان دبي للتسوق ومهرجان الصيف.

سمانا النصيرات

Email