تعثّر إسرائيل في غزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الحرب التي احتدمت في غزة واكبها غموض يكتنف الموقف، إلا أنه من وجهة النظر الإسرائيلية، يجب أن يبدو الصراع مقلقاً أكثر فأكثر، رغم النجاحات التي حققتها منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية، والسبب هو أن عدداً قليلاً من الصراعات قد بين الفجوة والتناقضات في صميم نهج إسرائيل تجاه الفلسطينيين بشكل أفضل.

ففي مسألة التناقضات في المقام الأول، صور الإسرائيليون الحرب على أنها محاولة لإضعاف حركة حماس، ولكن كل شيء قاموا به عمل على تقوية الحركة.

والأمر المشكوك فيه أكثر، هو كيفية إعادة حركة حماس لبناء غزة.

ومع سيطرة إسرائيل على الحدود، ستجد الحركة صعوبة بالغة في تنظيم جهود إعادة الإعمار المكلفة، الأمر الذي قد يؤدي لتفاقم السخط الشعبي. وتتطلع حركة حماس لأبعد من ذلك بالنسبة إلى فوائد الصراع، فحالياً يعتبر الاستمرار في منح حماس دوراً ثانوياً في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، أمراً صعباً.

أما بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، فإن جهوده لتقويض مثل تلك الحكومة ربما تكون قد أحبطت، لأن أي حل لأزمة غزة يتحتم أن يشمل الحكومة الفلسطينية كطرف.

والأسوأ من ذلك، بالنسبة للإسرائيليين، أن كل شيء عن غزة يفيد في تسليط الضوء على مدى غياب إطار إسرائيل الاستراتيجي للتعامل مع الفلسطينيين.

سيبرر نتانياهو أفعاله باسم الدفاع عن النفس، أو محاربة الإرهاب وما إلى ذلك، ولكن بمجرد توقف القتال سيطرح الكثير من الإسرائيليين سؤالاً رئيسياً أكثر؛ إلى أين تذهب إسرائيل في علاقاتها مع الفلسطينيين، في وقت تعد صورة تل أبيب سلبية في أعين العالم أكثر مما كانت في أي وقت مضى! قد تحتل إسرائيل جميع أرجاء غزة لعدة أشهر، بينما هي تحاول تفكيك حماس.. ولكن بأي ثمن؟ إن مثل هذا السيناريو ليس وارداً، وبدونه ليس لدى إسرائيل نهاية منتصرة لحربها في غزة.

 

Email