قطر وأسطوانتها المشروخة

ت + ت - الحجم الطبيعي

على ما يبدو أن أزمة قطر استفحلت بداخلها وتفاقمت مع إهمال الدول الأربع المكافحة للإرهاب والمقاطعة لها، وتهميشهم لقضيتها التي لم تعد تهم أحد سوى تنظيم الحمدين الذي بات يشعر بعزلة غير عادية، بعد أن جاب العالم شرقاً وغرباً يستدعي قوى أجنبية وإقليمية لتساعده بالضغط على الدول الأربع.

ولكن من دون فائدة تذكر، ومع إحساس النظام القطري بالإفلاس، عاد ليقلب في دفاتره القديمة البالية وليستعيد أسطوانته المشروخة حول خطته الفاشلة لما يسمى بـ«تدويل الحرمين»، وهو يعلم جيداً أن خطته هذه حتماً ستفشل كما فشلت من قبل، وهو ما أكدته دولة الإمارات واصفة إياها بأنها «خطة المرتبك الذي تعودنا منه السقوط والسقطات، وعرفنا عنه التآمر والأذى، وسيبقى معزولاً منبوذاً ولن تجلب هرولته له الأمان».

حديث قطر عن «تدويل الحرمين» لا يصدر عن عاقل، ويكشف عن النوايا السيئة والإفلاس السياسي والسقوط الأخلاقي لتنظيم الحمدين وإصراره على الشذوذ عن أمتيه العربية والإسلامية، وهرولته لخدمة أجندات أجنبية إقليمية تكن حقداً وعداءً للعرب وطمعاً قاتلاً للهيمنة على المنطقة العربية بأكملها، وقطر تعي ذلك، وتعلم جيداً، في الوقت نفسه، أن خدمة الحرمين الشريفين حق يفرضه التاريخ والجغرافيا للمملكة العربية السعودية، ولا ينازعها فيه إلا جاهل أو ظالم أو مختل عقلياً.

قطر تعلم يقيناً أن خطتها فاشلة، لكنها على ما يبدو تبغي من ورائها إثارة الاهتمام ولفت الانتباه نحوها وعدم إهمالها وعزلها.

Email