ازدواجية قطرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لعبت الدوحة سياسياً، بطريقة خاسرة، إذ هرعت إلى دول العالم، طلباً لمساعدتها، وفي الوقت ذاته، أفشلت كل الوساطات الدولية، وهذا سلوك يعبر عن جهل سياسي كبير، وعن انتهازية غير مسبوقة في إدارة العلاقات الدولية.

شخصيات تمثل عواصم عالمية، وصلت إلى الدوحة وإلى دول المنطقة، في سياق البحث عن حل للأزمة التي تسببت بها قطر، ولم تترك الدوحة عاصمة مؤثرة، إلا وأجرت اتصالات معها، إما طلباً لوساطتها، أو للشكوى لها من تأثيرات المقاطعة، أو لتحريضها على الدول الأربع.

كانت نتائج هذه الاتصالات، سلبية، فلم تهتم أغلب دول العالم بالمظلومية القطرية الزائفة، فيما الدول التي تحركت وأرسلت مسؤولين، مثل بريطانيا وأميركا، جوبهت بإصرار قطري على إفشال هذه الوساطات، وبحيث أصرت الدوحة على أن تبقى على ذات سياساتها.

أفشلت الدوحة ست وساطات، حتى الآن، وما زالت تمارس ذات السلوك، أي السعي لاستثارة العالم ضد الدول الأربع، وهذا سلوك تبين بشكل واضح، أنه سلوك غير مفيد، إذ تريد الدوحة عبره فقط، الإساءة إلى الدول الأربع، ولا تريد أساساً حل المشكلة من جذرها.

كل يوم يمر على الدوحة دون أن تخرج من مأزقها، له كلفة لاحقة مرتفعة، ولا يمكن لقطر أن تواصل هذه الازدواجية، توسل الوساطات، ثم إفشالها لاحقاً، والاكتفاء بتعظيم المظلومية، في سياسة تدل على أن النظام القطري يريد التعمية على مشاكله الداخلية، بالاستفادة من أزمته الخارجية.

Email