انتهاكات خطيرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتزايد التحذيرات الدولية بشأن استعدادات تنفذها قوات النظام السوري لتنفيذ هجوم محتمل بأسلحة كيماوية، ما يرفع من وتيرة التوتر والقلق الدولي بشأن الانتهاكات الخطيرة التي تشهدها دائرة الصراع الدموي، ويذهب ضحيتها العشرات، وربما المئات، من المدنيين والأبرياء.

إن مثل هذه الممارسات الخطيرة، التي تندرج في سياق جرائم الحرب، تهدد بتحويل الأنظار عن الحرب على الإرهاب، كما أن من شأنها أن تضع العراقيل أمام التسوية السياسية؛ ما يستلزم موقفاً دولياً حازماً يردع النظام السوري، ويحمله على العدول عن مثل هذه الممارسات الوحشية.

ومما لا شك فيه أن حلفاء النظام الدوليين، وعلى رأسهم روسيا وإيران يتحملون معه مسؤولية أي هجوم جديد بحق المدنيين، لا سيما أن الدولتين تحتفظان بوجود عسكري فاعل على الأراضي السورية، ويتشاركان في دعم النظام ومساندته ميدانياً وسياسياً؛ وتجدر متابعة هذه المسؤولية بجوانبها السياسية والقانونية والأخلاقية من قبل المجتمع الدولي ومؤسساته.

من جهة أخرى، فإن لجوء نظام دمشق إلى استخدام أسلحة محرمة دولياً في عملياته العسكرية التي تطال المدنيين، ينطوي على نوايا شريرة تضع مستقبل التسوية السلمية في سوريا على شفا الهاوية، ما يطيل أمد الصراع الدموي. وهو ما يعكس النهج المتعنت الذي اتصفت به الحكومة السورية في التعامل مع مطالب شعبها المشروعة والمحقة.

ختاماً، فإن أي هجوم كيماوي جديد يشنه النظام يجدر أن يواجه برد فعل دولي حازم.

Email