بصمات سوداء

ت + ت - الحجم الطبيعي

تركت قطر بصماتها السوداء في كل بلد عربي استطاعت الوصول إليه، واختراق مجتمعه، أو النفاذ إلى إرادته السياسية، فزعزعت الاستقرار، وأشاعت الاضطراب، وتآمرت على الأمن ببث الفرقة ودعم التنظيمات المتطرفة التي حولت الواقع العربي إلى مشهد دموي، يحكمه العنف والسلاح والاعتداء على الأبرياء والآمنين، في سلسلة من الوقائع والأدوار، التي من المستبعد ألا تقود إلى محاكمة دولية تنتصر لقيم السلم والتسامح، ولدماء ضحايا الشر والظلامية.

والواقع، إن حماية الدوحة الإرهابيين والمتطرفين من كل صنف ونوع، وجنسية وأصل، واحتضانهم، ودعم أنشطتهم، وما نجم عن ذلك من شرور وكوارث، تغري الكثير من المتضررين والأفراد والمنظمات المعنية بفتح الملف القطري في هذا الشأن، وإعداده قضائياً؛ إذ لا يمكن التغاضي عن أن الدور التخريبي، الذي لعبته وتلعبه قطر في المنطقة، في تعارض مع مبادئ القانون الدولي، يضعها تحت طائلة محكمة الجنايات الدولية على اعتبار أن هذا الدور يتضمن أفعالاً تصنف في خانة جرائم حرب وإبادة.

ذا، فإن الموقف الخليجي العربي الحازم، الذي أعلنته الدول الأربع يشكل بادرة أولى مستحقة، لم يكن من مفر منه؛ وكان من المأمول أن يعيد الدوحة إلى رشدها، ويردها عن غيّها، حماية لقطر نفسها، وحفظاً لها من أبغض الاحتمالات والمآلات.

وأخيراً، ليس من الغريب أن قطر التي انجرفت وراء دولة الشر الطائفية في إيران، استمرأت تبني واحتضان الإرهاب الظلامي الأسود.

Email