أوهام قطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتخبط سياسة الدوحة المكابرة في بحر من الأوهام المدمرة، التي تدفعها للسعي إلى استعطاف البعيد استنجاداً به ضد القريب، متناسية أن الموقف الخليجي لا يمثل فقط هبة مخلصة لإنقاذ الشقيق القطري من مغبة سياساته المتهورة، ولكنها كذلك وقفة حازمة ضد الإرهاب ورعاته وداعميه، وعلى رأسهم دولة الشر الطائفية. وهو ما ينسجم مع توجهات المجتمع الدولي، الذي يحارب هذه الآفة اليوم، ويواجهها ويكافحها، على مستويات عدة.

لذا، فإن محاولات قطر التحالف مع أطراف إقليمية ودولية، لن تفضي إلى شيء، ولن تفيدها في فك عزلتها، أو تجاوز أزمتها، فالدوحة لن تكون هي الدوحة، إن لم تكن بين شقيقاتها عواصم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي هي سندها وحاضنتها الطبيعية.

ومن نافل القول، إن السياسات المتهورة، التي تقوم على العبث بأمن الشقيق والقريب، في سياق أجندات يرسمها المعادي والبعيد، لا يمكن القبول بها، وهي بالذات سبب العزلة التي تعانيها الدوحة اليوم، وكان بالإمكان تجنبها، لو أصغت إلى صوت العقل، وعادت إلى رشدها، ونفذت الاتفاقات التي تم التوصل إليها مع دول مجلس التعاون الخليجي، وخصوصاً، اتفاق الرياض.

ويبقى القول، إن اعتراضات دول مجلس التعاون الخليجي على السياسات القطرية المتهورة، التي تشق الصف الخليجي، ليست مجهولة، والدوحة خير من يعرفها من موقع الفاعل، الذي ارتكب الخطيئة تلو الخطيئة، ونقض العهد بعد العهد، وأساء اختبار صبر الأشقاء.

Email