كلفة المشروع الإيراني

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان بإمكان إيران أن تكفي المنطقة العربية، كلفة مواجهة محاولاتها للتمدد في العالم العربي، وأن لا تهدر مواردها المالية والإنسانية، في حروب لا جدوى منها.

كل الدعوات لإيران، تركز على النقطة ذاتها، وهي الدعوات التي تتكرر، أي الانسحاب من المنطقة، وإخلاء سوريا والعراق واليمن ولبنان ودول أخرى، عبر وقف تغذية طهران لأدواتها وجماعاتها في هذه الدول، صوناً لشعوب هذه الدول، ومن باب صون موارد الإيرانيين المهدورة في صراعات مكلفة جداً، وقد كان الأولى، تخصيص مئات المليارات التي تم حرقها في هذه الصراعات، لرفاه الشعب الإيراني.

إن العالم العربي، يدرك أن هذه الصراعات لن تؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى الدموية، وكل القراءات لمستقبل الفائزين أو المهزومين في هذه الصراعات، تقول إن خسارة إيران كبيرة جداً، وقد كان الأولى الاستماع إلى كل دعوات حسن الجوار، وتسوية الخلافات، بدلاً من تورط إيران في الشراكة في استهداف المنطقة، مع دول أخرى.

لم تبذل إيران أية محاولة، لتبديد الصورة السلبية التي باتت ثابتة في وجدان المنطقة وأهلها، بل على العكس، تمعن في المزيد من التدخل العسكري والسياسي والمالي، في ظل أزمات طاحنة يواجهها الداخل الإيراني من جهة، وتواجهها المنطقة من جهة أخرى.

لقد آن الأوان أن تنسحب إيران من الدول التي تتموضع فيها، وأن تدرك أن كلفة هذه الصراعات، تدفعها إيران أولاً.

Email