دماء المدنيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

تؤشر المجزرة المروعة التي تعرض لها السكان المدنيون في غرب الموصل إلى قصور خطير في حماية المدنيين، وتمثل واقعة تعيد التذكير بالمخاوف التي عبر عنها السكان المحليون إزاء مشاركة قوات غير نظامية ومليشيات طائفية، مرتهنة لقيادات إيرانية مجبولة مذهبياً، ويعرف عنها الاستهتار بحياة الآمنين والمواطنين العزل.

وتذكر هذه المجزرة المروعة في الآن نفسه بمبدأ حماية المدنيين في أوقات الحرب باعتبار ذلك ضرورة قصوى ومسؤولية إنسانية لا يجوز التخلي عنها، أو التنصل منها تحت أي ظرف من الظروف؛ وأن هذه المسؤولية تقع على عاتق القوات التي تنفذ عمليات قتالية في المناطق الآهلة بالسكان أو في محيطها، وتتحملها قيادة تلك القوات، سواء العسكرية أو السياسية.

ولعل هذه الحقيقة البديهية تقفز إلى الواجهة على خلفية الأنباء بشأن هذه المجزرة المروعة التي أودت بعشرات الضحايا ممن قتلوا وأصيبوا خلال العمليات التي تنفذها القوات العراقية لاستعادة السيطرة على غرب الموصل.

في حين أن المسؤولية هنا تأتي مضاعفة بحكم العوامل التي تحيط بالعملية، لا سيما السماح بمشاركة قوات ومليشيات غير نظامية، ذات مرجعيات مذهبية، سبق لمشاركتها أن أثارت المخاوف وردود الفعال الغاضبة بسبب ممارساتها الطائفية.

ويبقى هنا أن هذه الواقعة تثير الشكوك بمستوى التحلي بالمسؤولية تجاه المدنيين، كما أنها تبعث على الريبة إزاء العقلية التي تتعامل مع السكان في هذا القاطع من الحرب على الإرهاب.

Email