التدخل الإيراني

ت + ت - الحجم الطبيعي

الأرقام التي أوردتها مصادر مطلعة في طهران حول عدد قتلى عناصر الميليشيات الإيرانية في سوريا، تظهر فداحة وحجم العبث الإيراني في المنطقة.

وأقل ما يقال هنا، أن الرقم الذي قارب ثلاثة آلاف يكشف بوضوح أن اليد الإيرانية كانت متورطة بالدم السوري منذ وقت مبكر من عمر الأزمة في هذا البلد المنكوب باقتتال دموي، يجره إلى عصور مظلمة، ويبعده عن المستقبل.

وما يلفت الانتباه في هذه المعلومات إشارتها إلى استراتيجية إيرانية جديدة، تقضي بتغيير طبيعة الجيش الإيراني من العقيدة الدفاعية إلى الهجومية، إضافة إلى الإشارة بشأن تشكيل مجلس اتخاذ قرار يرأسه عسكريون متشددون.

وفي السياق ذاته، تذكر هذه المعلومات أن نحو مئة رجل دين إيراني متورطين في الميدان قتلوا في سوريا، ما يوضح الطبيعة الطائفية لتورط طهران في سوريا والمنطقة عموماً.

وما يجدر ذكره هو أن طهران التي كانت تنكر تدخلها في سوريا وتحاول إخفاء المعلومات حول عدد قتلاها، باتت اليوم تحيي بصورة علنية، وبرعاية مسؤولين كبار، مناسبات شبه يومية لتكريم ذوي قتلاها في سوريا، ما يقدم دليلاً دامغاً جديداً على افتقار السياسة الإيرانية إلى المصداقية والشفافية.

وغني عن القول إن من يلجأ إلى الأجندات السرية لتمرير سياساته لا يمكن أن يكون موضع ثقة، كما أنه يثير شكوكاً مبررة حول نواياه وغاياته، وكذلك الأمر هو مع من يعتمد على أذرع وميليشيات غير شرعية.

Email