ازدواجية الإخوان

ت + ت - الحجم الطبيعي

مشروع الإخوان، في المنطقة، بات مكشوفاً، لشعوبها، فهذا المشروع تسبب بكل هذه الفوضى الدموية في المنطقة، وأدى أيضاً إلى سقوط دول عربية، في دوامات الاقتتال على خلفيات متعددة.

هذه الجماعة ذاتها، تحاول أن تسترد مكانتها بكل الطرق، وهي توجه خطاباً سياسياً إلى الدول الغربية، من أجل الاستثمار في ما تراه مظلوميتها السياسية، خطاب يمكن وصفه بذاك المغاير للخطاب، الذي تقوم بتوجيهه إلى شعوب المنطقة، من حيث ازدواجية المعايير، واللجوء إلى لغتين، واحدة لتسويق نفسها غربياً، والثانية لاستقطاب عطف بعض الشعوب، التي ابتليت بهذه الجماعة، فهذا انفصام، عزّ نظيره.

إن جميع الحركات السياسية، التي ترفع شعارات دينية، في المنطقة، تسببت بفوضى عارمة، وعلينا أن نلاحظ أن توظيف المقدس في المدنس، وتسخير الشعار الديني، لغايات دنيوية، من أجل زيادة النفوذ وتوسعته، والاستيلاء على السلطة، ظواهر تسبّبت بالتورط في ممارسة الإرهاب، بما يترك أثراً سلبياً على سمعة الدين السمح، وعلى النظرة إلى شعوب هذه المنطقة.

لقد آن الأوان لكل هذه الحركات والأحزاب والتنظيمات التي تتاجر بالدين، أن تتوقف تماماً، بعد انكشافها بين الناس، وأن تعود الشعوب العربية إلى أولوياتها، من حيث صناعة الحياة. مستقبل المنطقة العربية، لا يزال واعداً، وأسس النهضة متوفرة على كل المستويات، ولا بد من وضع حد لكل معاول الهدم في منطقتنا من أجل استئناف البناء، على أسس عادلة، ومن أجل حياة الناس.

Email