الإرهاب الأعمى

ت + ت - الحجم الطبيعي

يضرب الإرهاب في مواقع عدة في العالم، ولا بد أن يقر كثيرون، بأن الإرهاب، لا يحمل سوى تعريف وحيد، هو سفك الدماء، تحت عناوين ومبررات مختلفة، فلا فرق إذاً، بين قتل مدني وعسكري، ولا بين مصل في مسجد أو كنيسة، أو جنسية أو أخرى.

لقد آن الأوان، أن يصحو هذا العالم، من غفلته، خصوصاً، مع الانتقائية في تعريفات الإرهاب، وشيوع نظريات، تقبله في مكان وترفضه في مكان آخر، أو تقبله في توقيت، ولا تحتمله في توقيت آخر، فالإرهاب ولد أعمى، وهو مدان كلياً، بكل أشكاله وتعريفاته واستهدافاته.

إن الذين يقدمون على أفعال إرهابية، إنما يؤسسون للخراب في دول كثيرة، عبر جلب الموت إلى تلك الدول والشعوب، وفي حالات كثيرة، يكون الإرهاب مجرد واجهة لجهات أخرى، تريد بث الفوضى أو الخراب، في بلد ما، فتختبئ وراء أفراد أو تنظيمات، وشعارات، من أجل تنفيذ الأجندات الحقيقية، أي تدمير الاستقرار، وسفك الدماء، وتشظية الدول، ونحر الشعوب.

صون الحياة، أهم مرتكز ديني، ومن دون صونها، تصبح رخيصة، بل إن الإرهاب يستدرج أنماطاً أخرى، تزيّن الانتحار، وتمنحه مذاقات مقبولة، بينما هو محرّم بكل المعاني، وما نراه من حوادث إرهابية، بين وقت وآخر، يؤكد أن هذا النفر المشتغل بالقتل، تحت عناوين واهية، يتسبب بخسائر عظيمة جداً، تفوق الخسائر في الأرواح بعد كل حادث.

Email