أزمة بلا حدود

ت + ت - الحجم الطبيعي

يترقب العالم هذه الأيام، المفاوضات السياسية التي سيتم عقدها بين النظام السوري والمعارضة، بعد التفاهمات الروسية والتركية، وهي المفاوضات التي بدأت مراراً في وقت سابق، لكنها سرعان ما فشلت أو توقفت لاعتبارات عديدة.

لقد آن الأوان أن يتوقف نزيف الدم السوري، وفي الوقت الذي تواصل الأزمة السورية تجلياتها الدموية، بحيث يدفع السوريون الثمن، دون غيرهم، فإن على كل الأطراف إدراك الحقيقة الأهم، المتعلقة بالكلفة المرعبة التي دفعها الشعب السوري، على صعيد حياته ومستقبله، وهي كلفة لا بد من وقفها، بعد أن وصلت إلى حد لا يمكن احتماله، على كل المستويات.

إن مواصلة الحديث عن الحرب السورية، ثم هدن وقف إطلاق النار، والعودة إلى المفاوضات، دون تحقيق أي نتائج إيجابية، تؤشر على مسار خطير لهذه الحرب، التي باتت بلا حد ولا سقف، وأياً كانت ادعاءات ومزاعم كل الأطراف في سوريا، فإن الواقع يقول إن الشعب السوري لم يعد لديه ترف انتظار مآلات الأزمة السورية، فهو بحاجة إلى وقف الحرب.

إن الحرب السورية، تعد من أبشع الحروب التي شهدها التاريخ، ونحن اليوم أمام دولة تم تحويلها إلى أنقاض، يواصل الفرقاء الصراع عليها، دون أن تصل كل هذه الأطراف إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب، وهو أمر غير طبيعي، ولا بد من تجاوزه وصولاً إلى نهاية هذه الأزمة.

Email