المواجهة مع الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقترب عام جديد، وقد اصطبغ سابقه بالدم؛ فالحوادث الإرهابية، التي تنال من الأبرياء، كانت سمة العام الجاري، حين يضرب الإرهاب كل مكان، ولا يدفع الثمن هنا إلا الأبرياء، ممن لا صلة لهم ولا علاقة أساساً بكل تعقيدات هذا العالم.

إن سفك دماء الأبرياء أمر مؤلم جداً، حين تصبح النفس البشرية، بلا قيمة في عيون القتلة، تحت عناوين مختلفة. وآخر الجرائم اغتيال السفير الروسي في تركيا، واقتحام سوق للعيد في برلين، وقبل ذلك حوادث يومية، في كل مكان، من العراق إلى سوريا، مروراً بالأردن وتركيا ومصر وليبيا.

المواجهة مع الإرهاب باتت تأخذ مداراً مختلفاً، مما يعني أن هذه المواجهة لا بد أن يتم حسمها بشكل قوي لصالح الحياة والإنسانية، بدلاً من دفع الأبرياء ثمناً كبيراً جداً، وهو ثمن قد يتعاظم إذا لم يقف العالم وقفة موحدة ضد الإرهاب؛ من حيث أسبابه، وجذوره، وأشكاله، وتداعياته.

إن كل التوقعات تؤشر إلى مواجهة أكبر ومفتوحة مع الإرهاب في العالم، وهذا يفرض على كل دول العالم وشعوبها ومؤسساتها أن تحسم هذه المواجهة؛ إذ لا يعقل أن تبقى شعوب العالم تحت يد هذا الإرهاب، يهدد دولها وشعوبها، ويجعل الموت بديلاً عن الحياة، خصوصاً حين يكون الجذر الفكري لبعض هؤلاء، مرتبطاً بالدين، الذي هو بريء كل البراءة من هذه الممارسات الدموية، التي تهز استقرار شعوب ودول كثيرة في هذا العالم المبتلى.

Email