ما بعد الصراعات

ت + ت - الحجم الطبيعي

يواجه العالم العربي، اليوم، مهمة إعادة البناء، في الدول التي ابتليت بالصراعات، وهي مهمة معقدة، لا تقف عند المتطلبات المالية، بل تمتد إلى إعادة توحيد البنى الداخلية التي تشظت سياسيا واجتماعيا ودينيا ومذهبيا.

لا يمكن هنا، أن تتواصل هذه الصراعات الى ما لا نهاية، فلا بد أن تتوقف في نهاية المطاف، بحيث تجد شعوب هذه الدول نفسها أمام مهمة إعادة بناء بلادها، بعد الخراب الذي استوطنها، جراء الصراع على السلطة وتفشي الإرهاب، والأذى الكبير جداً، الذي وقع على كاهل المدنيين والأبرياء.

اقتصادياً، تبدو أحدث التقديرات العالمية، لخسائر العالم العربي، جراء انفلات الفوضى في عدة دول، تقديرات خطيرة جداً، حين تصل إلى أكثر من 1225 مليار دولار، في كل هذه الدول، بمتوسط سنوي يبلغ 245 مليار دولار، وهو رقم مذهل، وقابل للارتفاع عاماً بعد عام، مما يؤشر من جهة أخرى، إلى صعوبة المهمة، في ظل فقر بعض الدول، وعدم قدرة العالم، على المساهمة في إعادة الإعمار، بشكل كبير، مما يعني فعلياً، أن الخراب الذي حل في هذه الدول يحتاج إلى عقود، من أجل أن تتبدد آخر آثاره في المنطقة.

إننا نأمل أن يسترد العالم العربي قدرته على الحياة، وان يعود الأمن والاستقرار إلى دول كثيرة، بدلاً من هدر الحياة وإمكاناتها على صراعات لم تبق ولم تذر للشعوب أي أمل.

Email