كلفة مؤلمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

الكارثة الإنسانية في سوريا، وصلت مرحلة بالغة الحرج، إذ رغم كل النداءات العالمية، والمبادرات، للتخفيف من حدة هذه الكارثة، إلا أنها تستمر بطريقة دموية، وبحيث يدفع الأبرياء ثمن هذا الاقتتال.

لقد أصبح المجتمع الدولي، عاجزاً أمام هذه الكارثة، وغير قادر على وقفها، جراء إصرار جهات عدة على عدم الالتفات إلى أوضاع المدنيين، سواء في حلب أو بقية المناطق السورية، وإذا كانت كل التعبيرات الدولية، تدين هذه الكارثة بكل فصولها، إلا أنها لا تنجح في أحسن الحالات، إلا بالحصول على هدنة زمنية محدودة، لإدخال المساعدات الغذائية والأدوية، وهي هدن سرعان ما تنهار، وتعد غير كافية أساساً، للتخفيف عن المدنيين.

دفع الشعب السوري ثمناً باهظاً، لما يفعله النظام من جهة، ولما تسببت به التنظيمات الإرهابية، فهذا الاقتتال، كان على حساب الأبرياء السوريين وحدهم، الذين اضطروا للتشرد في هذه الدنيا، أو دفع الثمن، من حياتهم واستقرارهم، وإذا كانت سمة الصراعات العسكرية في العالم، أنها لا تقف عند الكلف التي يدفعها المدنيون، فإن علينا الإقرار هنا، أن هذا الصراع في سوريا، يأتي مختلفاً، وأكثر دموية وبشاعة من كل صراعات هذا العصر.

ويتطلب ذلك من كل القوى الحية في العالم، بذل كل الجهود، من أجل تجنيب المدنيين، كلفة هذه الحرب، وهي كلفة مؤلمة بكل ما تعنيه الكلمة، من معنى.

Email