المدنيون يدفعون الثمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

تثبت الأحداث الجارية في المنطقة، أن المدنيين وحدهم يدفعون كلفة الحروب، والإرهاب الذي يتعمد أن يتسلل بين المدنيين، يجلب معه الموت والدمار، حيث يصبح المدني هدفاً مثل الإرهابي.

لقد أدى الإرهاب إلى نتائج كارثية في المنطقة، وفي العالم، وحيثما هناك إرهاب، هناك حرب يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء، إذ في ظل العمليات العسكرية لكل الأطراف، لا يمكن أن يتجنب المدنيون هذه الحروب، ولا كلفتها الدموية.

وهذا المشهد نراه في دول كثيرة من سوريا إلى العراق، وصولاً إلى ليبيا، وبحيث أصبحت كارثة المدنيين مضاعفة، فالقوى العسكرية تشملهم ضمنياً بهذه الحروب، لاستحالة التمييز بين شخص وآخر، كما أن الإرهاب يمنح هذه القوى الذريعة لإيذاء المدنيين، عبر وجوده في الأحياء والمناطق التي يوجد بها المدنيون.

إن المشهد الدموي في سوريا، يعبر عن محنة حقيقية للضمير العالمي، فالشعب السوري بات في وضع مأساوي؛ قتل وجرح وتشريد الملايين، وتدمير كل البنية الاقتصادية والاجتماعية، وإعادة سوريا ألف عام إلى الوراء.

كما أن المدنيين في كل الصراعات يدفعون الثمن، وهذا ما نراه في كل مكان، وهم الذين لا علاقة لهم بكل الذي يجري، لكنهم يذهبون فرقاً في حسابات كل أطراف الصراع.

Email