الإرهاب واللجوء

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشير تقارير دولية إلى احتمال نزوح أكثر من مليون عراقي، من مدينة الموصل، خلال الفترة المقبلة، جراء احتلال داعش للمدينة، واقتراب معركة تطهير المدينة من هؤلاء الإرهابيين الذين يفرون دوماً، تاركين المدنيين وحدهم يدفعون ثمن تواجدهم بينهم.

لقد تسبب تنظيم داعش الإرهابي، بلجوء ونزوح عشرات ملايين العرب في العراق وسوريا واليمن وليبيا، في صورة مخزية يندى لها الجبين، فالتنظيم يحتل مناطق المدنيين، ويحولهم إلى سواتر لحمايته، ويضطهد مكوناتهم تحت عناوين مختلفة، ويسطو على أموالهم، ويعرضهم إلى عمليات عسكرية جراء الاشتباكات التي تحصل مع تنظيمات أخرى، أو مع القوى العسكرية الرسمية التي تسعى لتحرير مناطق المدنيين.

إن الإسلام حض على صيانة النفس البشرية، وليس هدر حياتها، وسفك دم الأبرياء، لكن هذه التنظيمات التي تختطف الإسلام، تسببت بخراب حياة عشرات الملايين، وها نحن نرى أولئك الذين كانوا آمنين في بيوتهم، يتشردون من موقع إلى آخر، يعيشون في الخيام، ويفقدون أمنهم واستقرارهم، ويتم تجهيل أبنائهم جراء انقطاع الدراسة، فوق غياب الرعاية الصحية، فما الذي يحققه هكذا تنظيم إرهابي، حين يؤذي الناس، تحت عناوين وشعارات، لا تمت بصلة إلى روح الإسلام الخيرة.

من المؤسف أن يتشرد ملايين العرب في ديارهم، وفي دول الجوار، وهذه أكبر مأساة إنسانية تولدت عما يسمى «الربيع العربي» وبروز التنظيمات المتطرفة.

Email