على قلب رجل واحد

ت + ت - الحجم الطبيعي

شكّل توحيد القوات المسلحة، الذي تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة بذكراه الأربعين، مناسبة عظيمة تجسد حكمة وبعد نظر رؤية الآباء المؤسسين الذين رأوا في هذه الخطوة نقلة حيوية لا بديل عنها لتعزيز ركائز الاتحاد وصيانة وحدة الوطن والحفاظ على مكتسباته.

وكما قال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، فقد استشرف هذا القرار الحكيم المستقبل بعيون بصيرة، ونحن نجني الآن ثمرة تلك الرؤى التي سبقت عصرها، ونعمل على تعزيزها وتطويرها.

فقد باتت القوات المسلحة اليوم تمثل قوة تحمي أمن ومكتسبات الوطن، وتشكّل حصنه المنيع، كما باتت منبعاً للرجال البواسل المستعدين لبذل الغالي والنفيس، للدفاع عن الوطن والإسهام بفعالية في حفظ الأمن والاستقرار على مستوى المنطقة والعالم.

بعد أربعين عاماً على توحيدها، باتت قواتنا المسلحة مصدر فخر في احترافيتها وقدراتها ومهاراتها وشجاعة أفرادها الذين خبروا المصاعب والمخاطر، وذلّلوها بهمة تحيي أمة بكاملها، وتتطابق مع روح الدولة التي باتت نموذجاً عزّ نظيره.

إننا في هذه الذكرى المباركة، نترحم على أرواح الشهداء الذين بذلوا أغلى ما يملكون لخدمة الوطن، وتنحني قاماتنا إجلالاً لرجال قواتنا المسلحة الذين سطروا ملاحم بطولية، وتميز أداؤهم على الدوام بالبطولة والشجاعة والفداء، وهو ما تجسد أيضاً من خلال مشاركتهم الحيوية الفعالة في الذود عن الشرعية في اليمن ودحر الظلاميين والانقلابيين، والوقوف بحزم أمام القوى التي لا تريد خيراً بهذه الأمة، وتستهدف كياناتها وشعوبها من خلال التسلل إليها واحداً بعد الآخر.

ولعل البصيرة النافذة التي وحدت قواتنا المسلحة تتجلى اليوم، من خلال دورها الفعال في مواجهة المخاطر التي تهدد أمن المنطقة وحياة شعوبها.

كلنا، قيادةً وشعباً ودولةً، على قلب رجل واحد، دعماً لقواتنا المسلحة، وأفراد قواتنا المسلحة أيضاً على قلب رجل واحد، في حبهم لوطنهم والتزامهم بالذود عنه مهما كانت التضحيات.

Email