وفاق حقيقي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعكس الخلاف حول البرلمان العراقي وأجندة أعماله حالة التجاذب السياسي في العراق، الذي بات يؤثر بشكل ملموس على حياة العراقيين، بينما البلد يتمزّق بالعنف؛ فالأزمة البرلمانية التي يعيشها العراق كشفت أن التجربة السياسية في هذا البلد لم تكتسب النضج الكافي، وأن الديمقراطية لن تؤسس لنفسها تقاليد عمل حقيقية، حيث اعتمدت في بنائها قواعد وركائز لم تهيئ الأرضية الصلبة والسوية لإقامتها بما يجعلها قادرة على تحمل الصدمات والاهتزازات، ما أفرغ الديمقراطية من مضامينها ومعاييرها.

فمن الصعوبة بمكان أن يبقى العراق كدولة موحدة في حكم يقوم على المحاصصة الطائفية التي ستفضي في نهاية المطاف إلى تقسيم العراق. فالتوافق الهش بين شركاء العملية السياسة في العراق كان سبباً كافياً لكل أزماته السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، فما يفهمونه هو مصالحهم الحزبية قبل كل شيء، وهو ما جعل العراق يسقط في براثن الإرهاب. فلا بد إذن من وفاق سياسي حقيقي وصادق ينهي حالة الخلافات والمناكفات السياسية، ويساهم في تحقيق الأمن.

العراق الآن بحاجة إلى إصلاح بإطار وطني وذي أهداف محددة وواضحة، وضمن سياقات تستحضر المصالح العليا للوطن وأمن ورفاه المواطن؛ فأرض الرافدين بحاجة إلى مسؤولين يتمتعون بالشعور الوطني ويسعون إلى تطوير وتنمية العراق بعيداً عن النزعات القومية والحزبية، التي كانت سبباً في تمدد تنظيم داعش في المحافظات العراقية، حيث لم يفوت فرصة الخلافات لنشر أفكاره الهدامة.

Email