مراهنات خاسرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو مستحيلاً حتى الآن التوصل إلى وقف فعلي للقتال في سوريا، برغم الاتفاق المعلن بين الأميركان والروس، على هذا الاتجاه، والذي تقول كل المؤشرات إنه غير قابل للتنفيذ.

لقد غرقت سوريا في مستنقع الدم، بسبب تصرفات النظام، الذي تحالف مع قوى إقليمية، وتسبب بتوليد التطرف في المنطقة، وهذا التطرف لن يقبل أن يتخلى عن دوره أو وظيفته التي يتعيش منها، أي استمرار القتال، وهكذا تتشارك أطراف عدة في مهمة واحدة، أدت إلى تدمير بنية الدولة السورية، وتشريد ملايين السوريين، وتشظية بنية المجتمع السوري، وزرع الكراهية بين أفراده.

إن نظام دمشق من جهة، وتنظيمات التطرف من جهة أخرى، يتولون نفس المهمة، أي إدامة التطاحن وتخريب سوريا، وليس أدل على ذلك من أنه بعد وقت قصير من الاتفاق بين الأميركان والروس على وقف الأعمال القتالية، وسبق ذلك ما تم إشهاره باسم هدنة ميونيخ، لوقف القتال؛ قام تنظيم داعش بتفجيرات أول من أمس في دمشق وحمص، وهي تفجيرات سوف يستخدمها النظام ذريعة لمواصلة الأعمال القتالية، والقول للعالم إن الإرهاب يضرب سوريا، وإنه لا وكيل حصرياً لمحاربته سوى النظام، وهكذا تتواصل اللعبة الدموية، على حساب السوريين، الذين لم يعد أمامهم أي أمل هذه الأيام.

لقد بات مؤلماً جداً أن نرى الشعب السوري في هذه الحال الصعبة جداً، ولعل المراهنات على حل قريب للأزمة السورية، تبدو مراهنات خاسرة.

Email