السلطة العمياء

ت + ت - الحجم الطبيعي

يخضع الشعب اليمني، لأبشع اختطاف عرفه التاريخ، وبرغم أن هذا الاختطاف سينتهي قريباً، إلا أن كلفة الصراع الدائر في اليمن، مرتفعة جداً، على بلد يعاني أساساً من الفقر وقلة التنمية وغياب الحياة.

إن الذين حكموا اليمن وتسببوا أساساً بسرقة موارده ونهبه على مدى عقود هم ذاتهم الذين يتسببون اليوم بحرقه عسكرياً ومالياً واجتماعياً، فهذا البلد الذي تدفقت عليه مليارات الدولارات سابقاً، من أجل تنميته، لم يستفد من هذه المبالغ الكبيرة، وبقي اليمن يعاني من ظروفه الصعبة في شتى المجالات.

وها نحن اليوم نلحظ بكل بساطة أن الذين تسببوا بهذا الخراب وهم في السلطة، يواصلونه بطريقة أخرى عبر تعريض كل اليمن لحرب دموية، ورهن المواطنين لإرادات سياسية خارجية، مما تسبب بتدمير كل ما في اليمن من بنى تحتية، وإعادته للوراء ألف عام في سياقات الصراع على السلطة، وتلبية لشهوة السلطة العمياء، التي حرقت في أتونها الملايين وشردت غيرهم.

لقد آن الأوان في العالم العربي أن يسترد معنى الحكم، دلالات العدل وصيانة دماء الناس، وبيننا نماذج مهمة يمكن الاقتداء بها، فيما تبقى أنظمة معينة سبباً في خراب دولها، وتدمير حياة الشعوب، دون أن تهتم أساساً بالكلفة، باعتبار أن هذه الكلفة مدفوعة من دم الأبرياء، وهذا خط خطير أودى بحياة شعوب، وتسبب بإخراج دول عن الخارطة بما تعنيه سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

Email