صمود أسطوري

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهيد فلسطيني تلو الآخر، يروون بدمائهم الطاهرة أرض وطنهم المغتصب، ويسطّرون ملاحم في المقاومة والعزيمة والنضال لدحر المحتل منذ عقود. وآلاف المعتقلين صامدون في سجون الاحتلال، رغم القهر والتعذيب الوحشي وسياسات الإذلال التي يمارسها سجّانهم للنيل من قضيتهم.

هجمة شرسة يتعرض لها الفلسطينيون ومقدساتهم وبيوتهم وأراضيهم، فهم يرشقون الحجارة وجيش الاحتلال يرد بالرصاص الحي، وحكومته من منبر إلى آخر، تكيل بالاتهامات للقيادة الفلسطينية، وتحملها مسؤولية تدهور الأوضاع، بتأييد مفضوح من حلفائها، فيما لا يتردد المستوطنون في استغلال هذا التوتر لتصعيد ممارساتهم الدنيئة في أي شبر من الأرض الفلسطينية لهم موطئ قدم فيه، بحماية إسرائيلية سياسية وعسكرية، وأخرى دولية.

ولكن هؤلاء هم أبناء فلسطين الطاهرة والمحتلة، يقاومون ويقاومون، حتى لو انتهى الأمر بهم بالوقوف وحدهم في الميدان، دون دعم سياسي أو إنساني، فيما العالم منشغل بقضايا أخرى، والاحتلال لا يتوانى عن استغلال الفرصة في مزيد من القتل والخراب والتهويد.

هذه الجولة الجديدة من العنف، تحمل معها بوادر اندلاع انتفاضة ثالثة، يغذيها الإحباط الفلسطيني من تعثر عملية التسوية، وتخاذل المجتمع الدولي، وتعنّت وتلاعب حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، مع استمرار الاحتلال ومستوطنيه في انتهاكاتهم لكافة المواثيق والأعراف الدولية، دون حسيب أو رقيب، سوى صمود الفلسطينيين الأسطوري في أراضيهم.

 

 

Email