الكراهية وقود الصراعات

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ سنوات، ومنسوب الكراهية في العالم العربي يرتفع بقوة، وتحليل الصراعات السياسية والدينية والمذهبية، يكشف عن تجذر الكراهية وتفجرها بشكل غريب هذه الأيام، وهذه الكراهية مفتاح لتدمير مشرق العرب ومغربهم.

المتابع لما تنشره وسائل الاتصال الاجتماعي، عبر التعليقات، وعبر الإعلام العربي عموماً، وما نراه من اصطفافات فئوية ودينية ومذهبية وطائفية، يشعر برعب شديد، فقد تولدت كراهية هائلة في نفوس كثرة من العرب تجاه بعضهم البعض، وهذه الكراهية وقود للاقتتال وتصفية الحسابات، وهي تذكي الصراعات، وتجعل الصفح والتسامح غائبين.

إن تفشي الكراهية بهذا الشكل، أمر ينذر بما هو أخطر، إذ كيف سوف تستعيد هذه المجتمعات لحمتها الأولى، والثأر في الصدور عنوان بارز، كما أن إذكاء الكراهية عنوان واضح، تتم إدامته عبر وسائل كثيرة، بل إن أصوات العقلاء يتم ردمها وسط هذه الكراهية، ولا أحد يسمع للعقلاء الذين يريدون إطفاء نيران الفتن وسط هذه المجتمعات.

إن الكراهية هي العنوان الحقيقي لكثرة الجدل والاختلاف، وللتعبير أحياناً عن مواقف سياسية، وهذه الكراهية تشق المجتمعات من الداخل، وتجعلها عرضة للانقسام والاقتتال لاحقاً.

إننا نحذر بشدة من تفشي الكراهية، وننبه أيضاً إلى أن أي إطلالة لأي مفردات كراهية في أي مجتمعات آمنة، ينذر بما هو أخطر، ولا بد من عدم التسامح مع كل من يرى في التعبير عن كراهيته، أمراً مشروعاً، تحت اي عنوان.

Email